كتبت: سونيا سلفيتي
أثناء استمتاعنا بعبق الورد الفوّاح هذا الربيع، لنعمل على إتّباع عادات غذائية جديدة فيما يتعلق بطعامنا. بإضافة الأعشاب الطازجة، التي تتميز بكونها خالية من السعرات الحرارية والصوديوم، على أطباقنا المفضلة التي تضفي بنكهتها القوية لذّة على الطعام، لنجمع مخزوننا من الأعشاب الطازجة هذا الربيع!
ينسجمطعمالبردقوشالطازج (الأوريجانو) مع صلصة الباستا انسجامًا كبيرًا. قد نستغرب ما الذي سيجعل متبعو الحمية الغذائية يطهون الباستا! على الرغم من ذلك، اختيار مجموعة من الحبوب الكاملة وإضافة الفطر والجزر والبصل والثوم مع الزعتر الأخضر الطازج والبردقوش الطازج وصلصة الطماطم الطازجة هي خيار ذكي وصحي. ستجعلنا هذه الوجبة الغنية بالمواد الغذائية الصحية نشعر بالشبع لساعات عدّة دون أن نشتهي السعرات الحرارية الفارغة. سيُشعرنا تناول وجبة واحدة من الأطعمة الصحية المضاف لها الأعشاب الطازجة بالسعادة والشبع. سنشعر بأننا مفعمون بالحياة وصحيّون ونشطون حتى بعد تناولنا لوجباتنا، إذ أننا لا نأكل الطعام المُعالَج المُصنّع المملوء بالسعرات الحرارية والصوديوم، ناهيكم عن المواد الكيميائية الضارة.
حديقة الأعشاب في مطبخنا
تكمن متعة أكبر حين نجلب الربيع لمطبخنا عبر محاولة زراعة هذه الأعشاب في قوارير صغيرة على نافذة مطبخنا. إن النظر إلى هذه الأعشاب وشم رائحتها الزكية تضفي جوًا رائعًا وتذكرنا بنعمة الطعام التي أنعم الله علينا بها. لا شيء أكثر شفاءً من قطف بعض الأعشاب المزروعة في المطبخ مثل النعنع الطازج وإضافته إلى الشاي أو إلى التبولة. تُساهم إضافة هذه الأعشاب الطازجة على الطعام في تعزيز جهاز المناعة. بالإضافة إلى تجنب جميع الأمراض والفيروسات التي قد نلقطها عند تناول مثل هذه السلطات في المطاعم.
اهتمامنا بجسمنا كأنه حديقة
علينا ريّ الأعشاب المزروعة والاهتمام بها مثل الاهتمام بأي شجرة أخرى نودّ زراعتها. يُعدّ هذا تذكيرًا لنا نحن متبعو الحمية، إذ علينا أن نهتم بأنفسنا وبصحتنا. لا يحدث هذا الاهتمام من تلقاء نفسه. علينا الاهتمام بأنفسنا كاهتمام المزارعين الجيدين بحديقتهم الذين يقومون بعمل السقي والتقليم اللازم ليحافظوا على صحة حديقتهم وحيويتها. تتطلب هذه العملية العديد من الخطوات والمحاولات لجعل الحديقة تزدهر، وهذا ينطبق أيضًا على الاهتمام بأجسامنا.
الإضاءة المناسبة لأعشابنا
يُعدّ مكان وضع الأعشاب المزروعة ضروريًا إذا أردنا لها أن تنمو بالشكل الصحيح، حيث يجب وضع الأعشاب في مكان مقابل للشمس. ينطبق هذا الأمر علينا أيضًا؛ إذ تُحدِث أماكن تواجدنا خلال النهار فرقًا. على سبيل المثال، حين تتجاوز الساعة تتجاوز السابعة مساءً، فإنّي أعلم أنه علي ألّا أدخل المطبخ لكي لا تصيبني حالة نهم كبيرة، واعتدتُ على أن أُشغل نفسي وأستغل هذا الوقت بالقراءة أو الكتابة أو المشي. عندما أشغل نفسي بعمل أشياء أخرى وأتخطى هذا الوقت الحرج وشعور الشهية الملحة الذي لا يستمر طويلًا عندها أبدأ بالشعور بالراحة. ان طريقة التغلب على حالة الجوع والنهم هي من خلال اشغال أنفسنا بأشياء أخرى غير الطعام! علينا تغذية عقولنا وتنميتها بنفس الطريقة التي نغذي فيها حديقة الأعشاب لدينا لنتمكن من التفكير بأشياء جديدة تلهينا عن الطعام، وبهذه الطريقة نعمل على تنمية عقولنا وتغذيتها ونحد من التشوش العقلي والتفكير السيء الذي نقع ضحايا له حين نخضع لعاداتنا الغذائية السيئة.
أصدقائي متبعو الحمية، لنجعل شهر نيسان شهر الفرص الجديدة! لنُعامل مطبخنا وعقولنا كالتربة الصحية التي يمكن أن نغدو من خلالها أكثر قوة وصحة في كل يوم نُقرر فيه قضاء وقتنا وبذل مجهود عليهما.