إغراءات الحلويات في الشتاء

0
1221

 

كتبت: سونيا سلفيتي

في بداية الشتاء نُرجع توقيتنا ساعة إلى الوراء لكن دعوني أؤكد لكم أن هذا هو ليس الشيء الوحيد الذي سنتراجع عنه! فمع اقتراب عطلة الشتاء ورأس السنة، أضمن لكم أننا نحن، متّبعي الحميات، سنتراجع مرات عديدة عن قرارات الحمية!

 

إغراءات الحلويات
الوقوع في فخ إغراءات الطعام والتراجع عن قرارات الحمية هو أمر نفعله كثيرًا، لكن لا تفقدوا الأمل! فبعد التراجع سنتمكن من تخطي هذه الفترة الحرجة؛ فكما أرجعنا توقيتنا ساعة إلى الوراء لكي نتجنب الذهاب للعمل في الظلام، يمكننا تخطي فترة الشتاء بتسليط الضوء على ما جعلنا نتراجع بعيدًا عن الحمية!

لن تكون هذه التجربة غريبة عنكم في حال كنتم من متبعي الحميات مثلي، حيث تتضمن التجربة صراعًا مع العادات القديمة والشعور بالانتفاخ ناهيكم عن الأهداف الخيالية التي نضعها لأنفسنا في بداية الشهر.

خسارة وزن سريعة تعني اكتساب وزن سريع

نجد أنفسنا نقول “حسنًا، لقد أفسدنا الحمية اليوم، سنبدأ الحمية في شهر كانون أول بعد انتهاء احتفالات السنة الجديدة”. بعد ذلك نرجع لندور في نفس الحلقة المجنونة؛ حيث أننا نلتزم بالحمية لمدة أقصاها شهر، وخلال هذه المدة تبدأ المعاناة ونشرع في اتباع عادات غير صحية لفقدان الوزن بشكل سريع.

في هذه المرحلة، نشعر وكأن أجسامنا تتآمر وتتحلف علينا؛ فكأنها تقول:“أنتم تجبروننا على هذا الآن، ولكننا سننتقم ونكسبكم وزنًا أكثر مما خسرتم!”. هذا ما يحدث تمامًا؛ فمع كل حل سريع يفقدنا الوزن، نعود ونكتسب أضعافه.

الوقوع في فخ الإغراءات

دعونا نضع قائمة بجميع الأمور التي تجرنا إلى فخ الإغراءات ونضع إشارة تحذيرية عليها تقول “الأمور التي تسلب سعادتنا!”.

إن الإفراط في الأكل يسلب سعادتنا وفرصتنا في الاستمتاع في الحياة. هذه الحالة تفقدنا الإحساس وتجعلنا متعلقين في الطعام فقط وغير قادرين على عيش الحاضر مع الأشخاص الذين نحبهم.

فيما نصبح واعيين لهذه الإغراءات التي تسلب سعادتنا، سنتمكن من تجنبها بشكل أفضل. يمكننا تشبيه هذه الإغراءات باللصوص؛ من المؤكد أننا لن نفتح بابنا ليدخل اللصوص؛ فلماذا نفتح الباب لإغراءات الجوع الليلي الزائف الذي يسلب بهجتنا وسعادتنا؟

استراتيجية “فرّق تَسُد”

تفريق وتقسيم التحديات يساعدنا على التغلب عليها دون خسارة معركتنا مع الوزن! من خلال تقسيم التحديات وتمييزها، نغدو أكثر انتباهًا لها، مما يمكننا من إيجاد طرق لتخفيف شدتها، وبالتالي تخفيف آثارها السلبية على صحتنا العامة.

قد تساهم أمور بسيطة جدًا، مثل الانشغال بالأنشطة، في تغلبنا على فترة 30 دقيقة الحرجة التي نجد أنفسنا فيها عادة نتناول أطنان من المأكولات غير الصحية. يمكننا الانشغال بأنشطة مثل قراءة الكتب أو المجلات في هذه لمدة 30 دقيقة أو حتى التحدث مع أصدقائنا. يمكننا أيضًا ممارسة رياضة المشي أو الاستجمام أو التسجيل في دورات عبر الإنترنت لتعلم أمور جديدة بالإضافة إلى التطوع.

في حال كان هنالك أشخاص يدفعوننا إلى تناول الطعام، فإنه يفضل عدم قضاء الكثير من الوقت معهم واستغلال هذا الوقت للاهتمام في أنفسنا وفي عائلتنا. يحتاج الجميع إلى وقت يقضونه بالاهتمام بأنفسهم ولكن متبعي الحميات لا يطبقون هذا الأمر، فهم دائمًا يسارعون للاهتمام في الأشخاص الآخرين على حساب اهتمامهم بأنفسهم.

سفرة عامرة بالحلويات

دعونا نواجه الحقيقة، فبهذا الوقت من السنة تكون الحلويات هي أكبر تحدي لنا كونها غنية جدًا بالسعرات الحرارية ونجدها أينما ذهبنا! أنواع الحلويات منتشرة في هذا الوقت من السنة، لدرجة أنني أعتقد أن الغيوم نفسها مصنوعة من حلوى المارشملو في الوقت الذي يحاول الجميع اقناعنا بتناول وصفة الحلوى الجديدة التي أعدوها!

في حال اضطررنا لتناول هذه الحلويات، فأقل شيء يجب أن نقوم به هو أن نكون انتقائيين فيما نأكله؛ فليست كل الحلويات لذيذة وشهية كما يبدو عليها. مثلًا، لو كان طعم أول قضمة ليس لذيذًا ومميزًا، فدعونا لا نتناول قضمة أخرى من هذه الحلوى. لكن في حال أردنا تناول هذه المأكولات الغنية بالسعرات الحرارية فمن الضروري أن نختار نوع جدير بذلك!

إضافة إلى ذلك، من منا يملك الوقت لقضاء ساعات في النادي الرياضي لحرق السعرات التي اكتسبناها من كيكة الشوكولاتة التي تناولناها؟ بالتأكيد لست أنا! لذلك، دعونا نكتفي بتناول ثلاث قضمات وشرب الشاي أو القهوة. يمكننا تخيل بعض الأمور التي قد تساعدنا على التوقف؛ فعلى سبيل المثال، في حال رغبت بتناول المزيد من الحلويات، أتخيل نفسي أتحول إلى قطعة مارشملو كبيرة أو أتخيل الصداع الشديد الذي يصيبني بعد تناولي لكميات كبيرة من السكر. لا بأس من استخدام خيالنا وكل ما في وسعنا لمنع أنفسنا من تناول المزيد من الحلويات المصنعة، فعقولنا هي مفتاح السيطرة على الوضع.

لكن في حال عدم استطاعة الأشخاص المدمنين على السكر التوقف بعد تناول قضمة أو قضمتين من الحلويات، فنصيحتي هي تجنب تناول الحلويات نهائيًا. الحياة قصيرة جدًا لنضيعها على إدمان السكريات؛ علينا تجنب إجبار أنفسنا على تناول الحلويات لإرضاء للآخرين، فأفراد أسرتنا من عماتنا وخالاتنا وغيره يمكنهم جلب أشخاص أخرين لتذوق وصفاتهم الجديدة من الحلويات.

أخيرًا وليس آخرًا

دعونا نستمتع بالدردشة مع الآخرين! لقد تبيّن لي أخيرًا أن الدردشة مع الآخرين في الحفلات مسلية أكثر من الذهاب لوضع طبق ثاني من الطعام. ستندهشون من سرعة إظهار الآخرين لطبيعتهم المرحة الحقيقية خلال الحديث. في النهاية، على أحد ما أن يبادر في الحديث، فلما لا نبادر نحن في بدء الدردشة؟ دعونا نتحلى بالجرأة والشجاعة على أن نتصرف على سجيتنا! فعند قيامنا بذلك، أضمن للجميع أننا سننسى إغراءات الطعام الموجود أمامنا وسنستمع في الحديث مع الأشخاص حولنا.

لا تدعوا إغراءات الحلويات تسلب منكم دفئ الشتاء!

يمكنكم التواصل مع سونيا سلفيتي على marsonsher@aol.com