اضطراب المرض الافتعالي.. ما هو؟

كتب: الدكتور كمال عقل،
استشاري أول في طب وكلى الأطفال

 

يأتي إلى عيادتي بعض الناس الذين لا ينطبق عليهم تشخيص طبّي معيّن. على الرغم من نُدرة حدوث ذلك، إلاّ أنّني صادفتُ هذا الاضطراب غير المعتاد والضّار لدى الأمهات والآباء وليس الأطفال.

عائشة
عائشة والتي تبلغ من العمر أربعة سنوات، دخلت المستشفى عدة مرات بسبب التقيُّو. في بعض الأحيان كانت تُعاني عائشة من وجود إنزيمات غير طبيعية في الكبد. لقد كان سبب حالتها غامضًا حتى اكتشفت الممرضات أنّ والدتها كانت تُعطيها عقار الباراسيتامول بجرعات سامة لإصابتها بالتقيُّؤ، ما تُعاني منه هذه الأم يُسمّى باضطراب المرض الافتعالي.

ما هو اضطراب المرض الافتعالي؟
إنه اضطراب عقلي حيث يقوم فيها المصاب بخداع الآخرين مُدعيًا المرض أو بإمراض نفسه عن عمد أو إلحاق الأذى بالنفس. قد يحدث اضطراب المرض الافتعالي أيضًا عندما يقوم أفراد العائلة أو مقدمي الرعاية بتقديم الآخرين كالأطفال على أنهم مرضى أو مصابون على نحو كاذب.

كان الاسم الأصلي لاضطراب المرض الافتعالي هو متلازمة مونشهاوزن حيث كان البارون مونشهاوزن ضابطًا في سلاح الفرسان في الجيش الألماني الذي اعتاد على المبالغة عند سرد مغامراته. يُعتبر تزوير مرض الأطفال شكل من أشكال إساءة معاملة الأطفال، يدُق ناقوس الخطر عندما أرى بعض الأطفال لديهم تاريخ متكرر من الزيارات للمستشفى مع مجموعة متنوعة من الأَعرَاض غير المحددة دون الوصول إلى إجراء تشخيص مُحدّد ومُؤكّد.

شكل من أشكال إساءة معاملة الأطفال
قد يقوم الأشخاص المصابون باضطراب المرض الافتعالي بخداع الآخرين أو المبالغة في الأعراض بطرق مختلفة مثل:
اختراع العلامات والأعراض
العبث بنتائج الفحوصات الطبية
تزوير السجّلات الطبية
إيذاء الآخرين مثل وضع مواد كيميائية على جلد أحد الأطفال للتسبّب بطفح جلدي أو تهيّج
استخدام أدوية معينة لتحفيز الأعراض المرضيّة
إيذاء الأطفال

أعراض تحذيريّة عليكم الانتباه لها
فيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي على الأطباء وأفراد الأسرة أخذها بعين الاعتبار:
تاريخ من الإصابات والأمراض وحالات الإسعاف المتكررة للأطفال
يتم الإبلاغ عن تفاقم أعراض مرض الأطفال بشكل عام من قبل الأهل دون أن يرونهم طاقم المستشفى
حالة الأطفال المرضية والأعراض المُبلّغ عنها لا تتطابق مع نتائج الاختبارات التشخيصية
تحسّن الأعراض للأطفال تحت الرعاية الطبية وتدهورها في المنزل
وجود بعض الآثار الكيميائية في دم الأطفال أو البُراز أو البول

Nakahat Ailiyeh