البطلات والأبطال الخارقين لتعزيز إيماننا
وجهات نظر إسلامية ومسيحية
حول صحتنا الروحانية
كتبت: نور سعادة
وجهة نظر إسلامية
بالنسبة للمسلمين، فإنّ جميع الأنبياء والرسل بمثابة أبطال خارقين، إنهم بشر حقيقيون واجهوا تحديات الحياة بشكل لا يُصدق، إنهم قُدوتنا في الحياة لمساعدتنا على مواجهة تحديات الحياة بإصرار وإيمان.
بالنسبة للمسلمين، فإنّ جميع الأنبياء والرسل بمثابة أبطال خارقين، إنهم بشر حقيقيون واجهوا تحديات الحياة بشكل لا يُصدق، إنهم قُدوتنا في الحياة لمساعدتنا على مواجهة تحديات الحياة بإصرار وإيمان.
سيدنا إبراهيم عليه السلام
تعدّدت روايات سيدنا إبراهيم في القرآن الكريم، والذي يُعتبر شخصية محورية في الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام. وُلد سيدنا إبراهيم عندما انتشرت عبادة الأوثان، ووقف وهو شاب شجاع بمفرده وتحدّى آلهة قومه الذين كانوا يعبدونها. لقد أمضى سيدنا إبراهيم معظم حياته مُتنقلاً من منطقة إلى أخرى، يدعو الناس لعبادة الله وحده لا شريك له، خالق الكون والبشرية جمعاء. أمر الله تعالى نبيّه إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل، وهي تضحية صعبة لأي بطل خارق، ومع ذلك، فقد امتثل سيدنا إبراهيم لأوامر الله تعالى بكل ثقة ورضى وتسليم لله عز وجل، حيث وعدهُ الله بنسل عظيم وأن كل الأمم سوف تتبارك بهذا النسل في الأديان السماوية الثلاث في سلسلة من الأبطال الخارقين في المستقبل.
سيدنا يوسف عليه السلام
إن سيدنا يوسف من سلالة سيدنا إبراهيم عليهما السلام، الذي واجه كثيراً من الابتلاءات والمحن أكثر من أي نبي آخر. من الابتلاءات التي ابتُلي بها يوسف حسد إخوته له وإبعادهم إياه عن أبيه، وإلقاؤهم له في البئر، وبيعه بثمن بخس، واتهامهم له بالسرقة، واستعباده بمصر، وابتلاؤه بتعلّق قلب امرأة العزيز به واتهامها إياه، وبقاؤه في السجن بضع سنين ظُلمًا. إن إيمان سيدنا يوسف العميق والثابت بالله وثقته في خطته النهائية قد أوصله لتوليه منصب غير مسبوق كمستشار موثوق لملك مصر، مما أدى إلى إنقاذ البلاد من الجفاف الكارثي والمجاعة الحتمية. لأنه نبي الرحمة، فقد سامح يوسف إخوته واجتمع شملهم في النهاية
سيدنا يونس عليه السلام
الأنبياء بشر ويخطئون، فبعث الله سيدنا يونس عليه السلام، ليدعو قومه إلى عبادة الله وطاعته وترك الكفر والضلال، ولكن القوم كذّبوا نبيهم، واستمر يونس عليه السلام يدعو قومه لسنوات طويلة لكنهم أصروا على عنادهم وكفرهم. غضب يونس عليه السلام من حال قومه وتكذيبهم له، فقرر أن يخرج من القرية دون أن يأذن الله له بذلك، حيث أراد الذهاب إلى بلدَه أخرى لهداية أهلها، فركب سفينة مع مجموعة من الأشخاص، إلاّ أن العواصف ضربت السفينة، وسقط في البحر ليبتلعه حوت ويُنقذه، فطلب سيدنا يونس أن يعفوَ الله عليه وأن يعود إلى قومه لهدايتهم إلى دين الله دون كلل أو ملل.
النبي محمد صلى الله عليه وسلم
إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالطبع، هو أعظم إنسان في التاريخ كما هو معروف عن حياته قبل النبوة وبعدها. لقد كان يتيمًا أميًا، وبسبب شخصيته المتميزة، أوحى الله إليه القرآن الكريم ليكون خاتم المرسلين للبشرية جمعاء. لقد حارب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كغيره من الأنبياء السابقين، الاضطهاد والسخرية. عرضت قبيلة قريش المال والجاه والمُلك عليه مقابل التخلي عن رسالته، فرفض عرضهم، فكان قائدًا متواضعًا ونموذجًا يُحتذى به لمليار ونصف من سكان العالم اليوم!
كتبت: سونيا سلفيتي
وجهة نظر مسيحية
هل سبق وتخيّلتم أنفسكم بطلات وأبطال خارقين؟ لقد كنت أتخيل نفسي شخصية “المرأة الخارقة” فكنتُ أحبّ قدرتها على التخفّي وإجبار الناس على قول الحقيقة! حتى عندما كنت أبلغ السابعة من عمري، كنتُ على دراية بالأكاذيب التي يقولها الناس والآثار المترتبة على الكذب.
نحتاج جميعًا إلى بطلات وأبطال خارقين في حياتنا، وخاصة في زمن كثُر فيه الأوبئة والأزمات الإقتصادية وتحديات الحياة.
أنتم بطلات وأبطال خارقين إذا..
كنتم تلاميذ في المدرسة وتحتّم عليكم التعلّم عن بُعد
كنتم أمهات وآباء واضطررتم للتوفيق بين العمل من المنزل ومساعدة أطفالكم أثناء تعليمهم الإفتراضي
كنتم أمهات وآباء وخسرتم وظائفكم بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتحاولون تغطية نفقاتكم
إذا فقدتم أحد أفراد أسرتكم بسبب وباء كورونا قبل عامين وتُحاولون التأقلم والعيش بدونهم
أخبار سارة
يوجد العديد من الأمثلة في كتابنا المقدس لأشخاص غير محتملين كبطلات وأبطال خارقين. لقد غيّروا مسار حياتهم وحياة العديد من الأشخاص الذين تأثروا بهم، وبدأ أحد هؤلاء الأبطال الخارقين حياته مجرد راعي غنم؛ فقد اضطر داود لمجابهة جالوت فقط بحجارة و مقلاع
علينا جميعًا مواجهة جالوت حياتنا بغض النظر عن العمر أو الجنس أو المهنة أو مكان الإقامة، من المهم التعرف على الأشخاص الصامدين الذين انتصروا في معاركهم حتى عندما ظنوا أنفسهم غير قادرين على ذلك.
لنقرأ الرواية في صموئيل 17، ونفكر في الوقت الذي أعطى فيه الملك شاول لداود الدرع الثقيل كي يتجهز للمعركة، يرتدي داود الخوذة البرونزية والدروع القوية ثم يدرك أنها ثقيلة جدًا بالنسبة له ولا يشعر براحته، قيُقرّر خلع الدرع واستخدام موهبة الشجاعة التي منحها الله إياها بدلاً من تنفيذ كلام شخص آخر. كان داود الشخص الوحيد الشجاع الذي حارب جالوت، بدلاً من محاولة أن يكون شخصًا آخر، كان داود على استعداد لمواجهة محارب شَرس من خلال التوكّل والثقة بالله.
يستعد داود لخوض معركة وهو يعرف أن كل ما يحتاجه هو القوة من الله. ويتمسّك بالإيمان بدل من الخوف: “فَقَالَ لِي: “تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ”. فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ.” (2 كورنثوس 12: 9).
عيد الفصح
كم مرة اشتهيتُم شيئًا لدى الآخرين؟ هل تمنيتم أن تكونوا موهوبين بالفطرة كالآخرين؟ هل ننسى ما أنعم الله علينا لأننا منشغلون بالتركيز على نِعم الآخرين؟ لقد أنعم الله علينا بكل ما نحتاجه لنجتاز تحديات اليوم ويطلب منا أن نثق به لأننا نسمح له بالعمل في ومن خلال قوة المسيح فينا.
بغض النظر عن مدى شعورنا بعدم الإستعداد، فنحن لسنا وحدنا. لقد واجه يسوع، مُخلصنا وأكبر بطل، الموت على الصليب ونهض من جديد، وهزم الشر وأعطانا انتصاره من خلال قيامته. عندما نحتفل بعيد الفصح، لنعلم أن نعمة المسيح كافية، خاصة عندما يخبرنا العالم كله أننا لسنا كافيين، يمكننا أن نثق أنه إذا اتخذنا خطوة واحدة نحو الإيمان، فسوف يقوم بالباقي ويلتقي بنا حيث نحن. أتمنى أن يملؤكم روحه القدوس ويشجعكم ويلهمكم لأنه يأخذكم خطوة بخطوة نحو النصر ويضيء نوره الكامل، حتى في أحلك أيامكم.