استثمري في عقلك وروحك وجسدك (النسخة التاسعة)

العقبة 2 - 5 تشرين ثاني 2023

العد التنازلي للتسجيل المبكر والذي ينتهي 31 آب 2023

كتبت: عايدة مراد، ضيفة مساهمة

طط

في عام 2013، تواصلت عايدة مراد معنا وساهمت بمقال ملهم حول تحديات تشخيصها بمرض التهاب المفاصل الحاد في سن العشرين. اليوم، وها هي في عمر الرابعة والثلاثين، نلتقي بها لنعرف ماذا حدث في حياتها.

طط

قد تحتوي حياتنا على سلسلة لا نهائية من التحديات، وكثيرًا ما نجد أنفسنا نستنزف طاقتنا وقدرة تحملنا على مواجهتها، وهي صفة يبدو أن المجتمعات الحديثة تعززها. بشكل عام، ولكن ماذا عن قدرتنا أن تساورنا مشاعر الفرح، والسعادة، والرضا، والنعيم؟ هل يمكننا تقوية “عضلة الفرح” بدلاً من تعزيز “عضلة التوتر”؟ أنا أؤمن بأننا يمكننا القيام بذلك بكل تأكيد والأحرى أنه يجب علينا القيام بهذا.

طط
خلال فصل شاق وصعب من حياتي، عندما كنت في سن العشرين، تم تشخيصي بالتهاب حاد في المفاصل. وجدت نفسي ممعنة في التفكير في دوامة هذه التحديات. فضولي والتزامي بتغيير مسار حياتي أوصلني بي إلى فكرة تغذية “عضلة الفرح”، جنبًا إلى جنب مع “أصدقائها” مثل “السعادة”، “والرضا”، و“النعيم”.

طط
في هذه المرحلة من حياتي، كنت قد تغلبت بالفعل على الكثير من الصعاب، حتى عندما أصر الكثيرون على أنها عصيّة على الحل. كانت إحدى هذه الصعوبات عندما كنت أشبه بالمشلولة بسبب الالتهاب الحاد في المفاصل، كان لدي صعوبة في المشي، أو النهوض من السرير من دون ألم شديد. وتعرضت أصابعي أيضًا لأضرار دائمة وكنت أخشى أن يمتد الأمر إلى باقي أجزاء جسدي.

طط
ولكن في يوم ما، أتذكر وأنا جالسة في السرير، وغير قادرة على التحرك، أصابني حدس في أعماقي: كان عليّ أن أغيّر حياتي. بدأت ألاحظ الأشياء التي كنت أقوم بها وارتأى لي تخيلًا عن ماذا سيحدث إذا فعلت العكس. في هذه الحالة، توقفت عن تعزيز “عضلة التوتر” والبؤس، وبدأت في تعزيز “عضلات السعادة” مرة أخرى؛ كما لو كان لدي كل ما أرغب فيه، خاصة الصحة الجيدة. من أجل تعزيز طريقة جديدة في التفكير، كان عليّ أن أفعل شيئًا جديدًا، مما دفعني للجوء إلى الرسم، وهي أداة لم أستخدمها من قبل.

طط
مرحلة شفاء
كنت عاجزة عن الإمساك بفرشاة الرسم التقليدية، بدأت في الرسم باستخدام أصابعي. قمت بتفريغ عواطفي، ألمي على فقدان صحتي وهوية انسانة كانت ذات يوم موئلًا للصحة وسعيدة. وبينما أطلقت هذه العواطف، فتحت الباب نحو عالم الخيال.

طط
أصبح الخيال بوابتي إلى واقع جديد. رسمت أحلامي، متخيلاً الصحة والصداقة والأنشطة. أصبحت هذه الصور الرابط الدائم لمستقبل طالما أردته، والمدهش أنها ملأتني بالشجاعة للإيمان والوثوق أكثر بنفسي والمضيّ قدمًا نحو خريطة طريق مليئة بأهداف جديدة.

طط
اكتشفت أن الخيال، إذا اجتمع مع “عضلة السعادة”، يمكننا من تجاوز واقعنا الحالي والطموح للمزيد. ويصبح قوة تغيّر من حالنا وتربطنا بالسعادة والرضا والنعيم.

طط
رحلتي مع الفن
فلنخطو عشر سنوات إلى الأمام، وها أنا الآن بفضل الله في مرحلة التعافي وبصحة جيدة. لقد أصبحت فنانة بدوام كامل وشاركت في 34 معرضًا عالميًا، أقوم بإنشاء فن يعزز الطاقة الإيجابية من حولنا. واشترك بفضل هذه الفعاليات أكثر من 7000 شخص من جميع أنحاء العالم في تجارب فنية فريدة، تتراوح بين التآلف والابتكار من خلال منتديات مختلفة.

طط
البعض يرسمون باستخدام أجسادهم أو أصابعهم، يطلقون عواطف مكبوتة بطريقة مبهجة. الفن أكثر من مجرد جميل، إنه أداة للتحول الداخلي والخارجي. على سبيل المثال، في مدينة نيويورك، ساعدت شخصًا في معالجة حالة اكتئابه من خلال الرسم على قطعتي قماش مختلفتين، إحداهما رمزت للاكتئاب والأخرى لسعادته المحتملة.

طط
تحويل هذه المشاعر إلى فن ساعد الشخص على رؤية الحالتين بزاوية جديدة، مما ساعده في المضي قدمًا. في حالة أخرى، كان لدي زوجين قاما برسم لوحة فنية تترجم قصة حبهما إلى فن، مما جعلهما يقتربان من بعضهما البعض أكثر أثناء التعبير عن حبهما بلغة جديدة، وهي لغة الرسم.

طط
صناعة الفرح
نحن البشر مخلوقات مجبولة على العادات، لهذا قررت استخدام مفهوم يُسمى “تكديس العادات” والذي كان أداة قوية في رحلتي للاندماج بواقعي الجديد وبناء“عضلة الفرح”. يتعلق مفهوم “تكديس العادات” بدمج عادات نمط الحياة الجديدة في روتيننا من خلال ربطها بعادات موجودة فعليًا.

طط
نقوم أنا وجامعي التحف الفنية، بربط محفزات لأفكار جديدة مرتبطة بالواقع الجديد الذي يرغبون في إنشائه في كل مرة ينظرون فيها إلى اللوحة. فعلى سبيل المثال، سارة ترغب في تذوق طعم السعادة في حياتها لذا قمنا بإنشاء عبارة جديدة لها لتكررها في كل مرة تنظر فيها إلى اللوحة التي قمت برسمها لها حول السعادة. الآن، في كل مرة تنظر فيها إليها، فهي تُحفّز عبارة التأكيد على سعادتها لمساعدتها على بناء تواصل أعمق مع السعادة ببساطة عن طريق الاتصال معها أكثر كل يوم.

طط
الارتباط بين الفرح والتلقي
عند العودة إلى“عضلة الفرح”، اكتشفت أنها مرتبطة بشكل لا يتجزأ بقدرتنا على استقبال وقبول السعادة والرضا. ومثل التدريب على سباق الماراثون، يتطلب بناء “عضلة الفرح” صبرًا وممارسة وإيمانًا.

طط
من خلال رحلتي، تعلمت أن الخيال والإبداع والعادات ذات المغزى يمكن أن تقودنا إلى حياة أكثر فرحًا. نمتلك جميعنا القدرة على الاعتناء في “عضلة الفرح”؛ كل ما يلزم هو الاستعداد لاستكشاف وخوض التجربة والإيمان الكافي بأنفسنا. الفن يمكن أن يكون صديقك وحليفك في هذه الرحلة – آمل أن يثار فضولكم وتكونوا مبدعين.

طط

يمكنك التواصل مع عايدة على البريد الإلكتروني:
aidamurad@gmail.com
أو زيارة موقعها على الويب
www.aidamurad.com
وحسابها على إنستجرام
@MURADAIDA