كتبت: يافا عجوة،
مستشارة دولية في الرضاعة الطبيعية
فوائد حليب الأم لا يمكن المبالغة بها. لا يزال العلماء يكتشفون كامل مكونات حليب الثدي، وهذا يعني أنه من المستحيل صنع صيغة تماثل حليب الثدي.
هل تعلمون أن حليب الثدي يلبّي جميع حاجات الرضيع؟ إذا ولد الطفل قبل أوانه، فإن جسم الأم يعرف ويصنع حليب يلبي احتياجاته. خلال منتصف فترة الحمل يبدأ جسم الأم بتكوين حليب اللبأ؛ هذا هو الحليب الأول الذي يتناوله الطفل حديث الولادة، فإنه كجرعة غنية بمواد تعزز المناعة ولهذا يشتهر باسم “الذهب السائل”.
بعد مرور ستة أسابيع على الولادة، يحتوي حليب الأم على أعلى مستويات الأجسام المضادة. بعد ثلاثة أشهر، يكون الحليب غني بالسعرات الحرارية لزيادة حجم الطفل لمراحل العمر القادمة. بعد اثني عشر شهرًا، يكون حليب الثدي غني بالسعرات الحرارية وأحماض الأوميجا لتساعد على نمو العضلات والدماغ.
فوائد حليب الثدي طويلة الأمد وتشمل:
الحد من الأمراض المعدية في مرحلة الطفولة المبكرة والفترة اللاحقة
تعزيز نمو الدماغ على أكمل وجه
حماية الأطفال الخدج من الأمراض التي قد تهدد حياتهم
حليب الثدي يساهم في تعزيز صحة الطفل، ولكن ليس فحسب، فلديه فوائد هامة لكم وللمجتمع وللبيئة أيضًا.
أقدم هنا ثمان أسباب تبين أهمية ومزايا حليب الثدي
1. حليب الثدي يساعد على حماية البيئة
حليب الثدي من أكثر أنواع الطعام المستدامة في العالم. فهو يعزز الأمن الغذائي عند جميع الرضع والأطفال الصغار بسبب سهولة توفره وكونه مجاني، فهو غذاء خارق. حليب الثدي قابل للتجديد ولا يتطلب أوعية أو وسائل نقل أو وقود لإعداده. بينما الحليب المصنع يحتاج تقليب والذي ينتهي به الأمر في مكب النفايات. يقدر الباحثون أن كل مليون طفل يرضع رضاعة صناعية يستهلك منه 150 مليون علبة من الحليب المصنع.
2. حليب الثدي يعزز الصحة العامة
الرضاعة الطبيعية تحد كل من الأمراض المعدية والبدانة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والاوعية الدموية والسكري بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، فقد تمت دراسة عوامل الحماية المتنوعة لحليب الثدي، مثل دور الهرمونات الموجودة في الحليب في زيادة الشهية.
3. حليب الثدي يوفر كل من المال والوقت
الكثير من الأطفال الأردنيين لا يستطيعون التمتع بهذا الشيء الغني والمفيد والمجاني بعد إرضاعهم من أمهاتهم! هل تعلمون أنكم تستطيعون توفير الكثير من المال من خلال الرضاعة الطبيعية فقط، وعدم شراء الحليب المصنّع غالي الثمن؟ الرضاعة الطبيعية تعني أمراض أقل وزيارات ووصفات طبية أقل. الرضاعة الطبيعية توفر على نظام الرعاية الصحية مبالغ طائلة من المال.
4. الرضاعة الطبيعية تحمي الجهاز الصحي وتوفر المال
ازدياد معدلات الرضاعة الطبيعية قد يحد من الأمراض الحادة والمزمنة. وجدت دراسة حديثة عن التكاليف المرتبطة بالأمراض الإضافية في الولايات المتحدة، أنه اذا قامت %90 من الأمهات بإرضاع أطفالهن بشكل مطلق لمدة ستة شهور، فإنهن سيوفرن 9 مليار دينار سنويًا على نظام الرعاية الصحية وسوف يمنعن موت أكثر من 900 رضيع.
5. حليب الثدي يساعد في حماية الطفل من المرض
هل تعلمن أنه باستطاعتكن القيام بالرضاعة الطبيعية حتى لو كنتن مريضات؟ الحقيقة هي أن حليب الثدي يساعد في حماية الطفل حتى عندما تكون الأم مريضة، فهو يحتوي على أجسام مضادة تقلل من خطر إصابة الطفل بالمرض نفسه. تذكرن أن الإستمرار في إرضاع أطفالكن والاهتمام بأنفسكن عندما تكن مريضات هو أفضل شيء يمكنكن فعله.
6. الرضاعة الطبيعية بعد 12 شهرًا لها فوائد إضافية
يحتوي حليب الثدي على العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لنمو الأطفال، وهو يتغير باستمرار ليلبي حاجاتهم بناءً على العمر. الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة تحمي الأطفال من أمراض خطيرة مثل سرطان الدم وورم الغدد اللمفاوية ( مرض هودجكين) وبعض أنواع السرطانات في الجهاز العصبي المركزي. بالإضافة إلى ذلك، أنه كلما كانت فترة الإرضاع أطول، كلما زادت فرصة تمتع الطفل بمعدل عالي من الذكاء. وجدت دراسة نشرت في صحيفة
The Lancet والتي تابعت مجموعة من ما يقارب 4,000 طفل حديثي الولادة لمدة 30 عامًا، الرابط بين الرضاعة الطبيعية ومعدل الذكاء والإنجاز التعليمي والدخل.
7. للرضاعة الطبيعية فوائد نفسية
الرضاعة الطبيعية هي أكثر من مجرد طعام مغذي ومعزز للمناعة. فالكثير من الأشياء تحصل خلال الرضاعة الطبيعية، يشم الطفل والدته ويشعر بوتيرة نفسها ويستمع الى إيقاع ضربات قلبها، وهذه الأشياء كلها تشعر الطفل بالأمان والحماية والحب، مما يشكل أساس التواصل الإيجابي والمهارات الاجتماعية في حياته. كما أن الرضاعة الطبيعية تفرز هرمون مهدئ في جسم الأم والذي له أثر إيجابي على علاقتها مع طفلها.
8. الرضاعة الطبيعية تفيد صحة الأم
تخفف الرضاعة الطبيعية من خطر إصابة الأم بسرطان الثدي كما أن لديها فوائد أخرى مثل التقليل من خطر الإصابة بسرطانات بطانة الرحم والمبيض والحالات المزمنة التي قد تساهم في الإصابة بالسرطان مثل إرتفاع ضغط الدم والسكري. وأخيرًا، الرضاعة الطبيعية تساهم في خفض ضغط الدم بعد سن الأمل وتخفف خطر الإصابة بهشاشة العظام.
كيف تحمي الرضاعة الطبيعية من سرطان الثدي؟
الأستروجين هو هرمون شائع تتعرض له النساء بشكل طبيعي. على المدى الطويل، إذا كان هنالك زيادة في مستوى الأستروجين في جسم المرأة، فهذا يؤدي إلى تغييرات في الخلايا وبالتالي إلى فرصة تحولها إلى خلايا سرطانية أو غير طبيعية. الرضاعة الطبيعية تقلل من مستوى الأستروجين وفرصة تأثيره على الخلايا.
تشير بعض الدراسات أن هرمون البرولاكتين (الذي يفرز بكميات كبيرة عند النساء خلال الرضاعة الطبيعية) له دور في الحماية أيضًا. تعمل على خفض فرصة الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض وعنق الرحم وبطانة الرحم.
يحتوي حليب الثدي أيضًا على نوع خاص من البروتين لا يوجد في الحليب المصنع والذي يتخصص في قتل الخلايا السرطانية. هذا البروتين يساهم أيضًا في خفض خطر إصابة الأطفال بالسرطان. فله حماية مزدوجة!