سرطان الثدي والحميمية

أحدث المقالات

شارك مع من تحب

كتبت: سارة مهداوي, اختصاصية علم النفس السريري

طط

بقدر ما تحاول بعض الثقافات تجنب التحدث عن المواضيع التي تتناول العلاقة الجنسية والحميمية علنًا

إلا أنّ موضوع الحفاظ على علاقة صحية مع الشريك يعدّ أمرًا هامًا

لا ننكر حقيقة أنّ العلاقة الجنسية هي حاجة اساسية لا تقلّ أهمية عن غيرها. من الضروري الإطلاع على كافة نواحي الصحة الجنسية وكل ما يلزم للحفاظ على حياة جنسية مرضية للطرفين

ومن المهم أيضًا أن نكون على دراية بالعوامل التي تؤثّر سلبًا على الصحة الجنسية ، مثل تشخيص الإصابة بسرطان الثدي

طط

الحفاظ على حياة جنسية صحية

لا يوجد كتيّب إرشادات يمكّننا من التعامل مع أكبر التحديات التي نواجهها في حياتنا ، بل ينبغي علينا أن نكتشف ذلك بأنفسنا ونتعلّم التكيّف مع التغيّرات النفسية والجسدية والعاطفية التي نمرّ بها

 

قد يشكّل الحفاظ على حياة جنسية صحية تحديًا لبعض الأزواج بالأخص النساء المصابات بسرطان الثدي بسبب كل التغيرات الجسدية التي يمرّون بها والآثار الجانبية للعلاج .من الطبيعي أن تتأثر الحياة الجنسية بشكل سلبي ، لكن هذا لا يمحو حقيقة أنّ التقارب العاطفي يمكن أن يساعد مريضة سرطان الثدي على الشعور بالتحسّن من الناحية العاطفية

 

أكبر التحديات التي نواجهها تتطلّب منا جهدًا كي نتجاوزها

إليكم 7 إقتراحات للتقارب العاطفي

إعادة إكتشاف الجسد: بعض النساء تثقن بي وتطلبن نصيحتي بشأن علاقتهنّ الجنسية التي تغيّرت عن السابق وأصبحت مؤلمة أكثر بسبب خضوعهنّ لبعض الجراحات أو العلاجات التي تسبّب الألم في بعض نواحي الجسم لذا على المرأة أن تصارح شريكها بالأمور التي تشعرها بالإرتياح أو الإنزعاج ، وعلى الشريكين أن يحاولا  الإستمتاع بالعلاقة ويحرصا أن تكون مريحة من خلال إستخدام الوسائد للدعم أو تجربة وضعيّات جديدة لتجنّب الضغط على المناطق المؤلمة ومحاولة تهيئة الأجواء المناسبة

التحدث إلى الطبيب: هناك أسباب عديدة وراء فقدان المرأة رغبتها الجنسية خلال أو بعد تلقّي علاج سرطان الثدي. في بعض الأحيان، يعود السبب إلى جوانب نفسية مثل المعاناة من اضطراب الإجهاد النفسي بعد الصدمة أو القلق عندما نواجه تحديات يومية وتغيّرات حياتية وجسدية وفي أحيان أخرى، قد يتعلّق الأمر بالآثار الجانبية الناجمة عن العلاج مثل الشعور بالغثيان والتعب وآلام الجسم عامة. بغض النظر عن السبب لا بدّ من إستشارة الطبيب من أجل التوصية بالعلاجات المناسبة التي يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض

 استخدام المزلّقات: يمكن أن يسبب علاج السرطان جفاف المهبل، ولكن يمكن معالجة ذلك باستخدام التركيز على حبّ الذات والإيجابية: لا شك أنّ تغيّر الشكل وتساقط الشعر والندبات الجراحية وفقدان الثدي وتغيّر الوزن كلها تؤدّي إلى الشعور بفقدان الثقة بالنفس وقلّة تقدير الذات. لذلك يجب على المرأة أن تركّز على الأشياء التي تحبها في نفسها وجسدها. كما يمكن أن تبوح بمشاعرها لأحد أفراد أسرتها أو صديقة مقرّبة ممن يمكنهم الإضاءة على الجوانب الإيجابية التي تتحلّى بها

إنّ التغيرات الجسدية السريعة التي تشهدها النساء المصابات بسرطان الثدي يعدّ أمرًا يصعب التعامل معه وتقبّله ، لكن الاعتراف بذلك والبوح حول كيفية تأثير ذلك على علاقتها بجسدها يعتبر أمرًا صحيًا. إذا استمرت في المعاناة ، فمن الأفضل حثّها على التحدث إلى أخصائي الصحة العقلية

 

الإنضمام إلى مجموعات الدعم النفسي والاجتماعي: لن يتمكّن أحدهم من تفهّم ما تعانيه المرأة المصابة بسرطان بالثدي أكثر من غيرها من النساء اللواتي يحاربن نفس المرض . إنّ مشاعر الاكتئاب، والأفكار السلبية والعواطف الجيّاشة تصيب الأشخاص الذين يمرّون بتغيير كبير في حياتهم . بالتالي يمكن أن يؤثرالمرض على علاقة المريضة مع نفسها ومع الآخرين والعالم من حولها لذا إنّ التكلّم مع أشخاص مرّوا بنفس التجربة سيساعدها على الشعور بالإرتياح

 

تجنّب التصدّي للشريك: قد تنتاب الشريك بعض المخاوف والقلق حول كيفية التعامل مع الزوجة جنسيّأ . إنّه غير متأكّد كيف تشعر حيال الأمر ولا يرغب في دفعها لممارسة العلاقة . لذا عندما تشاركه مشاعرها سيتمكّن هو أيضًا من التعبير عن ما يقلقه. إنّ هذه المصارحة بينهما من شأنها أن تقوّي الرابط الذي يجمعهما وتشجعهما على التفكير بطرق لتحسين الحميمية والتعامل مع أي مشاكل قد تواجههما فيما يخصّ العلاقة الجنسية.

 

لا داعي للعجلة: لا ينبغي للمرأة أن تضغط على نفسها لممارسة العلاقة الجنسية إذا لم تكن مستعدّة بعد. لا يوجد وقت محدّد لمعاودة ممارسة العلاقة بعد أن يتمّ تشخيصها بالمرض.بالتالي على المرأة أن تفعل ما تراه مناسبًا لها إذ أنّ الأشخاص يختلفون عن بعضهم فيما يتعلّق بطريقة التكيّف مع التغيير والتعبير عن مشاعرهم.

 

العلاقة الصحية تبدأ بالتواصل الجيد ، ومشاركة عواطفنا مع الشريك يمكن أن تكون فعّالة وناجحة للغاية

 

طط

يمكنكم التواصل مع الكاتبة سارة مهداوي على sara_mahdawi@hotmail.com

Nakahat Ailiyeh