العلاقة بين الجمال والصورة الذاتيّة

كتبت: سارة سمان، خبيرة تجميل

كيفيّة ظهورنا للآخرين هي انعكاس لكيفية رؤيتنا لأنفسنا، وهذا يؤثر أيضًا على طريقة تعامل الناس معنا!

الصورة الذاتيّة

الصورة الذاتية هي الطريقة التي نرى بها أنفسنا على مستويات مختلفة، سواءً جسديًا أو عقليًا، وكيف نعتقد أن العالم يرانا، هذه الصورة قد تكون إيجابيّة أو سلبيّة وتشمل تصورات عن الجمال والذكاء والسمنة أو النحافة والأنانية واللياقة واللطف والقبح وغيرها. وتتطور هذه الصورة الذاتية مع مرور الوقت بناءً على تجاربنا الماضية واحتياجات الحياة المتغيرة باستمرار.

الثقة بالنفس 

تستند الصورة الذاتية الإيجابية بشكل قوي على الثقة بالنفس وتقدير الذات اللذين ينبعان من الداخل؛ حيث إنّ الشكل الخارجي يعكس هذه الحالة الذهنية؛ بما في ذلك أسلوب الملابس وتسريحة ولون الشعر والمكياج والرائحة وكل التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالمظهر. وبما أن الوجه هو مرآة للشخصية، فإن المكياج يُعد أحد العوامل الرئيسية التي تبرز الصورة التي نرغب في تقديمها؛ حيث إنّ الرغبة في الظهور بمظهر جميل هي أمر طبيعي، وقد تكون أيضًا الخطوة الأولى للشعور بالراحة مع النفس.

ولا بد أن نضع باعتبارنا أنّ الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم جذابين يكونون أكثر ثقة بالنفس، ومن المعروف أنه عندما نبدو بمظهر جيّد، فإننا نشعر بشكل أفضل.

المكياج والصورة الذاتية الإيجابية

من خلال مستحضرات التجميل، يمكن العمل على توحيد لون البشرة، وذلك من خلال زيادة التباين بين البشرة وملامح الوجه المجاورة، وقد وجد أن هذا يزيد من الجاذبية، سواءً من خلال وضع المكياج أو باتباع روتين العناية بالبشرة الصحيح لتحسين نوعية البشرة.

ويؤدي وضع المكياج إلى إطلاق هرمون الشعور بالرضا، المعروف باسم الأوكسيتوسين، ونظرًا لأن الهرمونات تؤثر على مزاجنا وعواطفنا، فإن الأوكسيتوسين يجعل الجسم والعقل يشعران بالراحة والاسترخاء.

يعد المكياج أيضًا أداة للتعبير عن الذات والتعزيز؛ حيث تستخدمه النساء لتسليط الضوء على ميزاتهنّ أو إنشاء مظهر مرغوب يتماشى مع مكانتهنّ وصورة الذات لديهنّ.

وتشير بعض الدراسات إلى أن النساء اللائي يعانين من انخفاض احترام الذات يستخدمن المزيد من المكياج، ربما لإخفاء العيوب، ومع ذلك، يمكن للنساء اللواتي يتمتعن بثقة أكبر بالنفس استخدام المكياج أيضًا لجذب الانتباه.

حقيقة تجميلية 

اطلعتُ على دراسة مثيرة للاهتمام تكشف أن النساء الأكبر سنًا اللواتي يستخدمن المكياج يتعرضن للسقوط أقل، ويتمتعن بوضعية أفضل مقارنةً بمن لا يستخدمن المكياج أو نادرًا ما يستخدمنه. كما تشير الإحصائيات إلى أن 67% من النساء يتلقين معاملة أفضل من الآخرين عندما يضعن المكياج.

ماذا عن الجانب السلبي لاستخدام المكياج؟ 

لسوء الحظ، يمكن أن يؤدي الاهتمام الزائد بالمظهر إلى أفكار سلبية إذا لم تطابق التوقعات، ومن الممكن أن تأتي هذه التوقعات من الداخل أو من الآخرين؛ حيث يعتقد الكثيرون أن استخدام المكياج بانتظام يمكن أن يكون له تأثير سلبي على احترام الذات، وذلك لأنّه يشجع على فكرة أن الصورة الطبيعيّة ليست جيّدةً بما فيه الكفاية وأن الشخص قبيح بدون مستحضرات التجميل.

وتشعر معظم اليافعات في المدرسة الثانوية بالحاجة إلى استخدام المكياج لكي يتمكنّ من النظر إلى أنفسهن في المرآة، وحتى بعد ذلك، لا يزلن غير راضيات عن مظهرهن؛ حيث يؤدي استخدام مستحضرات التجميل لتغيير الذات إلى تصور سلبي عن النفس.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي استخدام المكياج بشكل غير صحيح إلى ظهور البشرة بمظهر أكبر سنًا بدلًا من أن تبدو أكثر شبابًا، مما لا يؤدي إلى النتائج المادية والعقلية المرجوة، كما أن المكياج يمكن أن يسد المسام، مما يؤدي إلى ظهور حب الشباب وغيره من مشاكل البشرة، وقد تسبب بعض مكونات المكياج الحساسية أو تهيج البشرة.

الحكمة

في وجود الأشياء الجميلة، نشعر بمجموعة واسعة من المشاعر، مثل الانبهار والمفاجأة والرهبة والإحساس بالسمو والإعجاب بالذات، ويعتبر المكياج أداةً لتعزيز الجمال وذلك في حال استخدمناه بشكل صحيح وباعتدال، وذلك لأنّه يضيف قيمةً لمظهرنا وحالتنا النفسيّة، أما في حال استخدمناه بطريقة غير صحيحة، فسيكون التأثير عسكيًّا، وذلك على المظهر وعلى الحالة العقليّة.

دعونا نظهر أفضل صورة من أنفسنا للعالم، ونكون على وعي بكل التفاصيل التي نضعها في صورتنا الذاتية.

يمكنكم التواصل مع راما حجازي على البريد الإلكتروني التالي Rama.ahijazi2001@gmail.com

Nakahat Ailiyeh