كتبت: سونيا سلفيتي, متابعة الحمية البائسة
طط
من منّا سبقت له مشاهدة فريق القفز الحرّ في الألعاب الأولمبية؟ في حال مشاهدته فلا بدّ أن نكون على معرفة بمدى الدقة التي يحتاجها الفريق خلال القفز.
طط
وعلى عكس ما يعتقد بعضنا، فإنّ النجاح في هذه اللعبة لا يحتاج إلى معرفة توقيت القفز المناسب فحسب، وإنّما يتطلّب أيضًا إتقانًا تامًّا للحركات والغوص في الماء، كما تحتاج اللعبة إلى الحفاظ على شكل مثالي ودخول الماء دون إحداث رشّة كبيرة.
طط
لطالما أثار إعجابي مدى الاهتمام بأدقّ التفاصيل في هذه الرياضة؛ حيث إنّ الكثير من العوامل، التي قد تغيب عنّا، تؤثّر على نجاح القفزة، حتى لجنة التحكيم يتم تدريبها على رصد هذه التفاصيل الدقيقة، فما يبدو مثاليًّا للناظر، قد يحمل في طياته أخطاءً فنية جسيمة.
طط
الغوص في حياتنا اليومية
أحب تطبيق هذا المفهوم على جهودنا الخاصة للحفاظ على صحتنا، بعد كل شيء، نحن متّبعي الحمية اليائسين نتدرّب على هذا الأمر طوال حياتنا، وفي بعض الأحيان أعتقد أننا يجب أن نحصل على ميدالية ذهبيّة لعدم الاستسلام أبدًا!
طط
نغوص في حياتنا اليوميّة بنوايا حسنة وبشكل جيد، ونمتلك العديد من المعدّات المناسبة لتحقيق ذلك، سواءً كانت طعامًا صحيًّا في خزائن المطبخ أو جهاز جري في صالة الألعاب الرياضية أو غرفة المعيشة. نبدأ مثل ممارسات وممارسي رياضة الغوص، تملؤنا الرغبة لتقديم أفضل ما لدينا ونأمل الوصول إلى هدفنا، وفي هذه اللحظة، يحيطنا تشجيع كبير، حتى أننا نجرؤ على المنافسة على الميدالية الذهبيّة، وليس فقط الفضية أو البرونزيّة. ومع ذلك، مثل الأشخاص ممارسي رياضة الغوص، بدون التركيز الذهني، لن نصل إلى أهدافنا أبدًا.
طط
التركيز الذهني
كلما تقدمت في العمر، كلما أدركتُ مدى أهمية التركيز الذهني؛ حيث إنّه العامل الأساسي الذي يحدّد نجاحنا أو فشلنا، ومثل الأشخاص محترفي رياضة الغوص، فإنّنا نتعلّم من إخفاقاتنا أكثر مما نتعلم من نجاحاتنا. وهذا يعني أن الفشل جزءٌ من الرحلة. جزء مما يصقلنا ويجعلنا أكثر صلابة، فننهض مجددًا لنكتشف أنفسنا أقوى من ذي قبل.
طط
المضيّ قدمًا
خلال دورة النجاح والفشل، نكتشف أننا نمتلك بالفعل الشجاعة اللازمة للمضي قدمًا وعدم الاستسلام أبدًا. الفرق الوحيد هو أننا ننافس أنفسنا؛ لذا فإنّ لكلٍّ منّا الخيار عند الاستماع إلى النقد الداخلي، فإما أن ننهار عندما تظهر الإخفاقات، أو نستفيد من التجربة لنستخلص العبر من أخطائنا. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها التحسن دائمًا.
طط
تقييم الذات: منح العلامات بجدارة
تضع لجنة التحكيم عادةً درجات مختلفة وفقًا لفئة الرياضة، وكلما كانت الحركات البهلوانيّة أصعب، كلما ارتفع مجموع النقاط، مما يرفع تصنيف اللاعبات واللاعبين.
طط
ينطبق الأمر نفسه على تقييمنا لجهودنا في رحلة الصحة؛ حيث إنّنا نحتاج إلى تقييم جميع الفئات المختلفة، مع إدراك أنه كلما بذلنا جهدًا أكبر، كلما كانت المكافأة أكبر.
طط
فعلى سبيل المثال؛ قد أحصل على 10 من 10 فيما يتعلق بالالتزام بالسعرات الحرارية اليوميّة، لكنني قد أحصل على 5 من 10 على شرب كميّة كافية من الماء، وقد أحصل على 9 لممارسة التمارين الرياضيّة، بينما أحصل على 7 لتمارين حمل الأثقال. وقد أعطي نفسي 6 لتناول الخضروات الورقية، وهي كميّة جيّدة إلى حدٍ ما، ولكن ليست الكمية الكافية للحصول على 10.
طط
رحلة نحو حياة صحية
شخصيًّا، أفضّل تقسيم مجالات المتابعة في رحلتي نحو صحة أفضل، لأن ذلك يوضّح لي وجود العديد من العوامل المتغيّرة باستمرار؛ حيث تتذبذب هذه المجالات صعودًا وهبوطًا، وقد أحصل في بعض الأحيان على 10 درجات كاملة في كلٍّ منها، لكن الحقيقة أن لا أحد منّا يمكن أن يكون مثاليًّا معظم الوقت.
طط
نتعثر، نسقط، نبكي، ثم ننهض مجددًا ونقاتل كأي رياضية أو رياضيّ قويّ، نحن نخوض هذا التحدي على المدى الطويل، لذلك من الأفضل أن نعتاد على نفض الغبار والمحاولة مرارًا وتكرارًا، ومع كل محاولة، سيصبح الأمر أسهل لأن أجسادنا تتحلى بالمرونة عندما تركّز عقولنا على أهدافنا.
طط
نعتاد على نفض الغبار والمحاولة مرارًا وتكرارًا، ومع كل محاولة، سيصبح الأمر أسهل لأن أجسادنا تتحلى بالمرونة عندما تركّز عقولنا على أهدافنا.
طط
العقل والجسد: علاقة تكافليّة للصحة
تنطبق المقولة أيضًا بالعكس، حيث تتعزّز مرونة عقولنا عندما تتحرك أجسادنا بانتظام. فعند اتباع نظام غذائيّ صحيّ وممارسة الرياضة، نلاحظ تحسنًا ملحوظًا في الوضوح الذهني ليحل محل الضباب الذي يغشو عقولنا أحيانًا، وفي حال عدم معرفة هذا الشعور، فإنّ ذلك يدلّ على الأغلب على عدم كون الشخص من متّبعي الحميات الغذائية اليائسة، ولم يختبر هذا الشعور بعد. يكفي تناول بعض الوجبات السريعة للشعور بالخمول وعدم القدرة على التركيز، بالإضافة إلى الشعور بالكسل الشديد في الجسم، وكأن سلحفاة هي من تتحرّك.
ذذ
بحديثنا عن السلاحف، أظن أن حكاية الأطفال الموروثة عن الأرنب والسلحفاة تعلمنا درسًا مهمًا؛ حيث إنّ السلحفاة البطيئة لم تستسلم أبدًا بينما قرر الأرنب أخذ قيلولة لأنه اعتقد بأن لا داعي للسرعة طالما أن خصمه بطيء للغاية. لطالما أعجبت بهذه القصة، فكلما تقدمت في العمر، أشعر بأنني أكثر شبهًا بالسلحفاة. يبدو أن التقدم على شريط قياس الوزن أو حتى ملاحظة تغييرات على ملابسي يستغرق وقتًا طويلًا، وكأنني أشاهد فيلمًا بالتصوير البطيء!
طط
لكن المهم، هو أننا نسير بالاتجاه الصحيح. لذلك، دعونا نواصل المسيرة بغض النظر عن بطء العملية التي قد تكون محبطة في بعض الأحيان، وعلينا أن نضع في عقولنا أننا الأكثر قوة والمرونة، وعلينا بالمثابرة التي تُمكّننا من الاستمرار في هذه الرحلة الطويلة نحو صحة أفضل!
طط
يمكنكم التواصل مع سونيا سلفيتي على marsonsher@aol.com