النوم لصحة الجسم والعقل!

أحدث المقالات

شارك مع من تحب

كتبت: أسيل سلهب، اختصاصية نوم الأطفال والرضع

..

هل تعلمون أننا نقضي ما يعادل ثُلُث حياتنا في النوم؟ إذًا فالأمر يتطلب أن نولي النوم قدرًا أكبر من الأهمية كوْنه يُعدّ من أهم الاستثمارات التي تُؤثر على صحتنا وصحة أطفالنا.

..

قد يظُنّ البعض أن التمتّع بصحة جيدة يقتصر فقط على الناحية الجسدية، وهذا مفهوم خاطئ بالطبع، إذ تشمل الصحة أيضًا السلامة الاجتماعية والعقلية، لذا علينا أخذ هذه الأساسيات بعين الاعتبار إذا أردنا اتّباع أسلوب حياة صحي.

..
لماذا يُعدّ النوم أمرًا حيويًا لصحتنا؟
تُشير الدراسات إلى أنّ النوم يلعب دورًا مهمًا في تنقية الدماغ من السموم التي تتراكم داخل أجسادنا خلال اليوم. فللنوم تأثير مباشر على كافة أنسجة وأجهزة الجسم تقريبًا – من المخ والقلب والرئتين مرورًا بعملية التمثيل الغذائي وجهاز المناعة والمزاج ومقاومة الأمراض. لذا، فإن قلة النوم لدى البالغين تؤدي إلى إصابتهم بالاكتئاب وتقلبات في الحالة المزاجية. أما بالنسبة للأطفال، فإنّ قلة النوم تتسبب بحدوث نوبات الغضب بشكل متكرر وانتقائية الطعام وتقلبات مزاجية خلال اليوم.

..
لماذا يعتبر النوم ضروريًا للأطفال؟
إنّ الحصول على قسط كافٍ من النوم يُعدّ أمرًا ضروريًا للأطفال حديثي الولادة، أي حصولهم على عدد ساعات نوم تتعدى تلك الموصى بها للبالغين والتي تتراوح من سبع إلى ثماني ساعات، بحيث يحتاج الأطفال من 14 – 18 ساعة نوم، حسب فئاتهم العُمرية، وذلك لعدة أسباب، منها:
تحدث معظم تطورات الدماغ عند الأطفال أثناء النوم، ويحدث هذا عندما يتم بناء روابط عصبية بين الجانبين الأيمن والأيسر في الدماغ، حيث يتم بناء أكثر من مليون اتصال عصبي في الثانية الواحدة خلال السنوات الثلاث الأولى للأطفال
تتشكّل الذكريات ويتم تخزينها في الدماغ أثناء النوم، لذا، فإن أدمغة الأطفال تحتفظ خلال فترة النوم بكل ما تعلّمه الأطفال في ذلك اليوم
يترتّب على قلة النوم تبعات أكثر تعقيدًا وخطورة، فمثلاً قد تؤثر قلة النوم سلبًا على الوظائف المعرفية فينتج عن ذلك تأخرًا في النمو وغيرها من المشاكل

..
أهمية تدريب الأطفال على النوم
يُعتبر تدريب الأطفال على النوم في سن مبكرة أمرًا في غاية الأهمية، وذلك لكونه يُساعد الأطفال على النوم لساعات طويلة خلال الليل دون أي مساعدة خارجية. كما يؤدي تدريب الأطفال على النوم إلى الاسترخاء الذاتي ليلاً، مما يُتيح الفرصة للأطفال للحصول على قسط كافٍ من النوم العميق خلال مراحل النوم ليلاً. ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من طرق تدريب الأطفال على النوم، لكن يُفضّل اختيار الطريقة المثلى لنا ولأطفالنا.

..
طرق تدريب الأطفال على النوم
1. طريقة البكاء المتحكّم به، تتضمن هذه الطريقة السماح للأطفال بالبكاء لفترة محددة من الوقت قبل العودة لتهدئتهم دون حملهم، فمثلًا نستطيع التربيت على الظهر بلطف لمدة لا تزيد عن دقيقة. مع مراعاة استمرار الأمهات والآباء في الدخول والخروج من غرفة نوم الأطفال وقضاء فترات زمنية متزايدة خارج الغرفة في كل مرة فتكون في المرة الأولى 5 دقائق ثم 10 ثم 15 دقيقة وهكذا
2. طريقة البكاء حتى النوم؛ أي وضع الأطفال في أسرّتهم والسماح لهم بالبكاء حتى يخلدوا للنوم دون مساعدة خارجية سواء من الأمهات أو الآباء
3. طريقة الانسحاب التدريجي؛ أي تقليل عدد المرات التي نُساعد فيها الأطفال على النوم، فمثلاً، يمكننا الجلوس بجانب أسرّتهم، مع مراعاة عدم التفاعل والتواصل معهم من خلال التحدث أو النظر إليهم
4. طريقة الحمل والوضع؛ فعندما يهُمّ الأطفال بالبكاء، تقوم الأمهات والآباء بحمل الأطفال وتهدئتهم، ومن ثم وضعهم مجددًا في أسرّتهم، مع الحرص على تكرار هذه الطريقة حتى يستسلم الأطفال للنوم، وتُعرف هذه الطريقة أيضًا باسم Shush Pat

..

نصائح عامة لنوم أفضل
وضع جدول نوم محدّد، والالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ ثابتة كل يوم
ممارسة التمارين الرياضية من 20 – 30 دقيقة في اليوم ويُفضّل ممارسة الرياضة قبل عدة ساعات من موعد النوم
تجنب شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين في وقت متأخر من اليوم
القيام بأنشطة تبعث على الشعور بالراحة والاسترخاء قبل موعد النوم، من خلال أخذ حمام دافئ أو قراءة كتاب أو أي أنشطة أخرى تُفضّلونها
تهيئة بيئة مريحة للنوم، فمثلاً يُفضّل تجنب وجود الأضواء الساطعة والأصوات العالية، والحفاظ على درجة حرارة الغرفة ضمن المعدل الطبيعي، وتجنب مشاهدة التلفاز أو جهاز لوحي في غرفة النوم
إذا كنتم تعانون من الأرق، فيمكنكم الاستماع إلى الموسيقى الهادئة قبل الذهاب إلى النوم وبالتالي ستنعمون بليلة أكثر هدوءًا

..

يمكنكم التواصل مع أسيل سلهب على aseel.babymoon@gmail.com

Nakahat Ailiyeh