بالهمم نصل إلى القمم

كتبت: لمى جمجوم، مدربة حياة ومدربة عمل (تدرب أصحاب الهمم في أماكن العمل)، ومؤسسة مبادرة بهجة

انجاب أطفال من أصحاب الهمم يعني أن الحياة قد تأخذنا إلى طريق مختلف عن الذي تصورناه لأنفسنا ولعائلتنا. الانشغال اليومي بالاضافة إلى جلسات العلاج وخطط التعلم قد تجعل الأهل لا يعطون الإهتمام المطلوب لمواهب أطفالهم ذوو الهمم.

 

كأم لطفل من أصحاب الهمم، لم يكن من السهل في البداية تحديد مواهب طفلي وصقلها. لكن عندما بدأت أراقبه وهو يلعب، وجدت أنه يحب اللعب بالماء كثيرًا، فهو قد يقضي ساعات وساعات وهو يلعب بكل سعادة وارتياح.

يعاني الكثير من الأطفال من أصحاب الهمم بصعوبة في السيطرة على أجسامهم في مواقف متعددة، لكن نجدهم يفرحون ويمرحون في الماء ويطورون وعيهم الجسدي وينمون مهاراتهم الحركية. لاحظت أيضًا أن طفلي يحب أن يروي النباتات؛ فهذا الأمر جعلني أرى أنه قد يمتلك موهبة. لو قرر ابني عندما يُكبر أن يصبح سباحًا أو عالمًا في مجال الزراعة والبستنة، فأنا سأكون سعيدة بفكرة أنه يقوم بشيء يحبه حتى ولو كان بطريقته الخاصة.

لقد اكتشفت أن المفتاح هو في استكشاف طرق تساعده على القيام بما يحبه بالفعل. لكن بالرغم من أن هذا الأمر ليس سهلًا نتيجة لبرنامج طفلي اليومي المليء بالنشاطات وجلسات العلاج، لكنه أمر يستحق العناء!

الاهتمام الفردي

عندما نقضي المزيد من الوقت مع أطفالنا، فنحن سنتعرف أكثر على شغفهم ومواهبهم، مما سيساهم بشكل كبير في دعمنا لأطفالنا واهتماماتهم.

قد تكون اهتمامات أطفالنا صغيرة، مثل الاستماع إلى أغنية أو رسم شيء معين. لو كان أطفالنا يحبون الغناء، يمكننا أن نشتري لهم مايكروفون ونستمع لغنائهم مع باقي العائلة. لو كان لأطفالنا ذاكرة جيدة، يمكننا اشراكهم في كتابة نصوص لمسرحية ما ليمثلوها، وهذا سيعمل على تحسين مهارات التركيز والحفظ عندهم. تساهم الموسيقى والتمثيل في جعل الأطفال من أصحاب الهمم أكثر راحة ومرح.

احدى نشاطات مبادرة بهجة الاجتماعية كانت دعوة الأهل لمشاهدة أطفالهم وهو يظهرون مواهبهم ويستعرضونها. لقد أدهشتنا شجاعتهم ومواهبهم في الغناء والرقص والرسم وحتى في حل الأحجيات!

دعونا نحتفل في نجاحات أطفالنا بغض النظر عن حجمها ودعونا نُسلح أنفسنا بالمعرفة والصبر والأمل والايمان بأن هذه المواهب ستغدو كبيرة يومًا ما.

جميع الأطفال موهوبون، وهم فقط بحاجة للحب والدعم لاظهار قدراتهم التي أنعم الله عليهم بها.

يمكنكم التواصل مع لمى جمجوم على lumajamjoum8@gmail.com

 

هل تعلمون؟

بدءا من المخترعين وصولًا إلى أرباب العمل والفنانين والممثلين، نجحت بعض أكبر الشخصيات المشهورة في يومنا هذا بالرغم من التحديات الجسدية التي عانوا منها. هل تعلمون أن الفنان فنسنت فان غوخ كان يعاني من عسر القراءة، وأن المؤلف الموسيقي الموهوب موزارت يُعتقد أنه كان يعاني من اضطرابات طيف التوحد.

Nakahat Ailiyeh