كتبت: مريم حكيم،
مستشارة في العلاقات الزوجية
يجد الأشخاص، ممن هم في أواسط العمر، أنفسهم كمقدمي رعاية لأهاليهم الكبار في السن، وهذا قد يؤثر بشكل كبير على صحتهم العقلية والجسدية وبالطبع على حياتهم الزوجية.
كما قد يكون بعض هؤلاء الأشخاص غير جاهزين بعد لمثل هذه المسؤولية الكبيرة، فضلاً عن أنهم مشغولون بتلبية حاجات أطفالهم والقيام بأعمالهم والتزاماتهم الاجتماعية.
رعاية الأهل مهمة والحفاظ على الزواج مهم أيضًا
عاجلًا أم آجلًا، ستقع مسؤولية رعاية كبار السن من الأمهات والآباء على عاتقنا، خاصة عندما يكونون غير قادرين على الاهتمام بأنفسهم. لكن من المهم جدًا ألا نقع في فخ اهمال أزواجنا على حساب ذلك. بناء روابط قوية مع الأزواج والحفاظ عليها سيخفف عنا وسيساعدنا في التعامل مع الضغوطات الكبيرة التي نعاني منها عند رعايتنا لكبار السن. من جهة أخرى، لو تركنا العلاقة تتدهور، سنزيد من الضغوطات التي نشعر بها نتيجة تواجدنا في علاقة سيئة فوق ضغوطات رعاية كبار السن.
تقبل الوضع وطلب المساعدة
بدايةَ، علينا أن نخفض سقف توقعاتنا ونتقبل فكرة أننا لن نكون أشخاص مثاليين، سواء كنا أمهات أو آباء أو مقدمي رعاية أو حتى أزواج أو موظفين أو أصدقاء، خاصة عندما نكون منهمكين في الحياة. لكي نريح أنفسنا ولكي نؤدي واجبنا على أكمل وجه، علينا أن نسعى للحصول على دعم الآخرين من خلال:
اشراك الأخوة أو الأقارب في رعاية الأهل حتى ولو كنا نحن مقدمو الرعاية الأساسيون. يمكننا الطلب منهم الاهتمام بالأهل فيما نذهب لاهتمام بأنفسنا أو نمارس هواياتنا أو نخرج مع أزواجنا لنقوي علاقتنا. علينا ألا نشعر بالذنب تجاه أخذ بعض الوقت للاهتمام بأنفسنا، فالقيام بأمور ممتعة ومهدئة للاعصاب والحفاظ على علاقة زوجية جيدة سيساعدنا على الاهتمام بشكل أفضل بالآخرين، فهذا يعد أحد حاجتنا الأساسية وليس من الكماليات
طلب المساعدة من مقدمي الرعاية المختصين أو الممرضين أو غيره من الاختصاصيين في القيام بالمهام الصعبة مثل الاستحمام والتمرين والعلاج الطبيعي. من الطبيعي أننا نود القيام بهذه المهام بأنفسنا، لكن علينا أن نتذكر أننا بحاجة الى وضع أولولية لصحتنا الجسدية والعقلية والحفاظ عليها وتقديم وقتنا وجهدنا في الحفاظ على علاقة زوجية جيدة
الحفاظ على قنوات تواصل مفتوحة
التواصل هو المفتاح لتقليل التوتر في علاقاتنا الزوجية في الوقت الذي نقدم فيه الرعاية للكبار في السن من الأهل. عادة ما يكون النقص في التواصل ما بين الزوجين هو السبب المؤدي إلى شعور أحد الزوجين أو كلاهما بالاستياء وفقدان شعلة الحماس تجاه العلاقة.
أقدم هنا بعض النصائح للحفاظ على تواصل مفتوح مع أزواجنا:
تحديد فترة خلال النهار (حوالي 20 دقيقة) للجلوس مع الأزواج، قد تكون هذه الفترة في نهاية النهار أو في الصباح الباكر، وتبادل الأدوار في التحدث عما يجول في خاطرنا، مثل الضغوطات الخارجية أو الصعوبات التي نواجهها خارج العلاقة، بالإضافة إلى التجارب الايجابية. سيساعدنا هذا على الحفاظ على تواصلنا مع الأزواج
علينا ألا نستغل هذا الوقت لانتقاد أزواجنا أو التركيز على الأشياء التي لم يستطيعوا تلبيتها في العلاقة؛ فنحن لا نريد أن نزيد من ضغوطاتهم أو توترهم
علينا أن ندع أزواجنا يتحدثون بكل حرية من دون كبحهم من اظهار مشاعرهم. بل علينا أن نحترم مشاعرهم حتى ولو لم نتفق معهم في طريقة تعاملهم مع موقف ما، فبالنسبة لهم الأفكار والمشاعر التي تعتريهم تجاه هذا الموقف هي حقيقية
علينا ألا نقدم النصيحة إلا اذا طلب منا ذلك بشكل واضح، فالأزواج عادة يرغبون فقط في البوح عما يعتمل في قلبهم من ضغوطات لآذان مصغية
علينا أن نتذكر أن الظروف الصعبة تظهر خلال أي زواج، فإما نسمح لهذه الظروف أن تفصلنا عن أزواجنا أو نستند على بعضنا البعض لنستمد القوة لنتمكن من تخطي مثل هذه الظروف، أي التعامل معها كفريق
يمكنكم التواصل مع مريم حكيم على mariamhakim.lc@gmail.com