كتبت: دينا هلسة، اختصاصية علم نفس تربوي
من منّا وضع أهدافًا وفشل في تحقيق العديد منها عامًا تلو العام؟ أقدم لكم في هذا المقال مجموعةً من الحيل المجرّبة لتكوين
عادات ناجحة.
يرى المؤلف جيمس كلير أن “العادات الذرية” صغيرة وسهلة الممارسة، وتتحول مع الوقت إلى جزء من روتينك، لتصبح في النهاية
مصدر قوة
التغيير والتطوير
جوهر هذه الفكرة هو أن ممارسة عادة بسيطة بشكل منتظم تنمو مع الوقت وتتحوّل إلى نظام، ومهما كانت العادة الجديدة صغيرةً إلا إنها توصّلنا إلى نتائج وتغيير كبيرين مع مرور الوقت، ولا يكمن السر في العادة بحد ذاتها، بل بالنظام الذي ينمو حولها، وبالتالي فإنّ علينا التخلي عن تحديد الأهداف والتركيز على بناء النظام الصحيح الذي يساعدنا في تحقيق الهدف الذي نرغب به.
وبذات الطريقة التي نبني بها العادات الصغيرة لتنمو، فإنّ العادات السيئة تقوم ببناء أنظمة ترهقنا، ولكي نتخلّص منها، فإننا نحتاج إلى الابتعاد عن النظام الذي يدعمها.
قوانين التغيير
هناك أربعة قوانين أساسية تتحكم في سلوكنا، وهي مفاتيح بناء العادات الجيّدة، وهي:
1. الوضوح
لنتمكّن من بناء عادات أفضل، يجب أن تكون واضحةً حولنا؛ فعلى سبيل المثال، في حال كنّا نرغب بالقراءة لتغذية العقل خلال هذا العام، فإن علينا ربطها بعادة أخرى، مثل قراءة صفحتين من الكتاب بعد شرب القهوة، أما العادات السيئة فعلى العكس، يجب إخفاؤها بشكل كامل؛ أي إذا أردنا تقليل السكر علينا ألا نشتري الحلويات التي قد نضعف أمامها ونتناولها، وعلينا أن نتذكرّ أنّ نقوم بتجنّب المغريات بدلًا من مقاومتها
2.جعلها جذّابة
تعد هذا المفتاح لبناء العادات الجديدة من القواعد سهلة التطبيق؛ إذ علينا أن نجعل العادة الجديدة جذّابة، وذلك من خلال إضافة خدعة لنبدأ ممارستها، أي أن نقوم بأحد الأنشطة التي نستمتع بها قبل محاولة أداء العادة الجديدة الصعبة. كما يمكن أيضًا أن نحيط أنفسنا ببيئة تدعم ذلك؛ فعلى سبيل المثال لممارسة القراءة، فإنه يمكننا الإنضمام إلى أحد نوادي القرّاءة، والتواصل مع أشخاص يحبون القراءة بالنسبة للأهل، فإنّ عليهم أن يكونوا قدوة لأطفالهم ويقدموا لهم عدة خيارات لجعلهم يرغبون بالعادة الجديدة بدلًا من أن يشعروا بأنّها فرضت عليهم
3.تخفيف العبء
علينا اختيار عادات سهلة يمكننا ممارستها؛ حيث إنه كلّما قلّت المشقّة ازدادت الاستمرارية، ويمكننا الاستعانة بقانون جيمس كلير “قانون الجهد الأقل”، وتغيير البيئة إلى أخرى، أكثر دعمًا. ويمكننا أيضًا تجربة قاعدة الدقيقتين، وهي تعني أن علينا البدء بأيّ عادة تستغرق دقيقتين فقط، وممارستها يوميًّا، وإضافة دقيقتين أخرتين تدريجيًّا، ويمكننا استعمال مؤَقِت الهاتف الذكي لنتذكّر ممارسة العادة، وعلى العكس تمامًا، علينا أن نحيط العادة السيئة بالمتاعب لتقلّ رغبتنا في ممارستها.
4.تحفيز الذات
المكافأة هي الوقود الذي يشعل نيران العادات، وقد يكفينا ذلك الشعور بالانتصار ليكون مكافأة بحد ذاتها. كما أنّ التغيير الذي يحدث تلقائيًا مع مرور الوقت سيكون أيضًا مكافأة أخرى، وللقيام بذلك، فإنّ علينا التركيز على النجاحات الصغيرة والثناء على أنفسنا عند تحقيق أيّ إنجاز صغير والتركيز على تغيير 1% كل يوم؛ حيث سيؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى تغيير جذري، لا حاجة بنا لتغيير كل عاداتنا السلبية دفعة واحدة، إلا إن علينا التأكد فقط من تغيير 1% في كل مرة، وإذا تمكّنا من ذلك، فإننا نكون قد حقّقنا 37% في نهاية العام.
لذا، ولنتمكّن من تحقيق أهدافنا في هذا العام، فإن علينا دراسة الأنظمة التي يجب أن تكون موجودة، وما يمكننا تغييره لإنشاء عادات أفضل قبل أن نحدد أهدافنا هذا العام.
يمكنكم التواصل مع دينا هلسة على halasehdina@gmail.com