خرافات حول عسر القراءة

أحدث المقالات

شارك مع من تحب

كتبت: دينا هلسة، اختصاصية علم نفس تربوي

الخرافات العديدة حول عسر القراءة (الديسليكسيا) تؤذي أطفالنا، فهنالك الكثير من الأطفال المصابين بعسر القراءة والذين يعانون القراءة بصمت ويستمرون بهذه المعاناة لبقية حياتهم، لكن لا يجب أن يكون الحال هكذا.

القراءة بشكل عام هي الفعل البسيط في مزج وتقسيم والتلاعب في الأصوات. المهارة الرئيسية المستخدمة  للقراءة تسمى “معالجة المعلومات السمعية ” وهي مهمة للقراءة الناجحة.

عسر القراءة هو ببساطة صعوبة في القراءة أو صعوبة  في تعلم القراءة. أعراض عسر القراءة متعلقة بالضعف في المهارات المعرفية بما فيها معالجة المعلومات السمعية  والمرئية والصوتية (القدرة على رؤية الكلمة أو سماعها أو تقسيمها إلى أصوات مميزة وثم ربط كل صوت بالحرف الذي يكون الكلمة).

دعونا نكشف بعض هذه الخرافات حول عسر القراءة:

الخرافة: عسر القراءة هو عبارة عن عكس الأحرف: هو أول اعتقاد خاطئ فيما يتعلق بعسر القراءة ويشير إلى أن عسر القراءة تتمثل بعكس الأحرف. الحقيقة هي أن عسر القراءة عبارة عن ضعف في مهارات الوعي الفونيمي. أغلب التلاميذ يعانون من عدم مقدرة تذكر حتى أصغر أجزاء الصوت في الكلمات، ولذلك يواجهون صعوبات بالقراءة. وبالرغم من أن بعض التلاميذ المصابين بعسر القراءة لا يستطيعون تمييز التشابهات والاختلافات في الكلمات (على سبيل المثال كلمتي كل  و لك)، إلا أن عسر القراءة أكثر من مجرد عكس الأحرف.

الخرافة: عسر القراءة هي نتيجة ضعف المعالجة المرئية: يمكنني فهم السبب وراء هذا الاعتقاد الخاطئ كوننا نستخدم حاسة البصر للقراءة، ولكن أثبت العلم مسبقًا أن السبب وراء عدم تمييزبعض التلاميذ للحرفي «b” و “d”، هو عدم مقدرة أدمغتهم على سماع الأحرف كما هي، وليس لأنهم يرون الحرفين نفس الشكل. لهذا السبب، التدريبات الذهنية التي تركز على معالجة المعلومات السمعية  تكون سبع مرات أكثر فاعلية مقارنة بالدروس الخصوصية في زيادة مستوى قراءة الأطفال.

الخرافة: عسر القراءة هي حالة دائمة: لا يجب تصنيف الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة و الحكم على مهاراتهم عمومًا حسب صعوباتهم من ناحية القراءة. تشير الدراسات الحديثة أن بإمكان الدماغ إعادة تركيب نفسه، الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة بإمكانهم أن يتعلموا القراءة بطلاقة فيما بعد. إن التلاميذ الذين يعانون من عسر القراءة يعانون أيضًا من الضعف في المهارات المعرفية، وبما أننا يمكننا صقل وتعزيز هذه المهارات، فمن المنطق أن التمارين العقلية المكثفة ستعمل على تحسين القراءة والاستيعاب.

بمجرد تعزيز المهارات الكامنة الصحيحة، سيقل الخلط بين الأحرف والأصوات وستصبح القراءة أكثر سهولة.

Nakahat Ailiyeh