خطوات بسيطة للخروج من منطقة الراحة

كتبت: رانيا السعدي،
اختصاصية صحة نفسية و ممارسة في البرمجة اللغوية العصبية

طط

هل نشعر في كثير من الأحيان بأنّنا محاصرون في الوظيفة أو في مرحلة معينة في حياتنا أو حتى في علاقة معينة، وأن هذا الحصار يعيقنا من المضي قدمًا؟ قد يكون ذلك بسبب اعتيادنا على التواجد في ما يُعرف بـ “منطقة الراحة”.

ذذ

تشير منطقة الراحة إلى حالة ذهنية “مُختلقة”، أو بمعنى أدق، وهم يعيش بموجبه الشخص في حالة نفسية من السعادة والسكينة حيث تكون الأمور مستقرة، وبالتالي نادرًا ما يحدث أي تغيير. ولكن لحسن الحظ، أنها وكما ذكرنا هالة وهمية أي غير حقيقية، بمعنى أن القوة التي خلقتها في أذهاننا، قادرة على إخراجنا منها.

ذذ

عندما نتحدث عن “منطقة الراحة”، تتبادر إلى أذهاننا بعض الأسئلة. أولاً، لماذا قد تلجأ عقولنا لخلق هالة كهذه حيث نشعر بالحصار رغم ما تمنحناه إياه من راحة؟ ثانياً، إذا كنا نشعر بالارتياح الشديد لدى تواجدنا ضمن هذه المنطقة، فما المغزى من ضرورة الخروج منها؟
للإجابة على السؤال الأول، ينبغي علينا أن نتذكر على الدوام أن المهمة الأولى والأساسية للعقل البشري هي حمايتنا من التهديدات أو الخطر والحفاظ على حياتنا. لهذا السبب، يرفض عقلنا كل ما هو غير مألوف أو غير مريح لمجرد الشعور بأنه “غير آمن”، لنعود دائمًا إلى ما نألفه على اعتبار أنه آمن بالنسبة لنا؛ وهكذا يتم خلق “منطقة الراحة”.

ذذ

أما السؤال المتعلق بالسبب وراء ضرورة مغادرتنا لهذه المنطقة، فيمكن في دور هذه الهالة في منحنا الشعور بالاستقرار، بعيدًا عن الابتكار والتحدي والدافعية. ولأن التطور هو النهج الطبيعي للحياة، فالبقاء في منطقة الراحة لفترة طويلة يتناقض تمامًا مع هذه المنهجية وبالتالي يترتب عليه تأثيرات سلبية على صحتنا الجسدية والعقلية. كما أن أحد أفضل السبل لتحقيق النمو على الصعيد الشخصي هو الانطلاق في الحياة وتجربة أشياء جديدة، وممارسة الفشل والنجاح، فكل ذلك كفيل بمنحنا تجربة غنية لنصبح أفضل نسخة من أنفسنا، حيث أن العقلية المتطورة هي السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا في الحياة.

طط

وللوصول إلى المنطقة التي نتمكن فيها من التعلم والتطور، ينبغي علينا أن نخطو لداخل منطقة الخوف ونتجاوزها إلى الجانب الآخر، حيث يفقد معظم الناس حماسهم للخروج والتجربة. ولكن دعونا نتذكر، أن عدم المخاطرة هو بحد ذاته المخاطرة الأكبر على الإطلاق.

ذذ

كيف نخطو لخارج منطقة الراحة؟
أنصحكم بممارسة الحديث الإيجابي مع النفس. فمع أنّ عقلنا الباطن قد يدفعنا أحيانًا لمخاطبة أنفسنا بطريقة قاسية بهدف حمايتنا، إلا أن هذا التفكير السلبي قد يسبب لنا القلق والتوتر نظرًا لكونه يحدّ من التطور والنجاح ويعيق بلوغنا أهدافنا في الحياة. لذا، فإن تغيير منحى أفكارنا واستبدال الحديث السلبي مع النفس بآخر إيجابي كفيل بتحفيزنا للخروج من منطقة الراحة.

طط

الطريق نحو تغيير أفكارنا السلبية
قبل كل شيء، يجب علينا أن نولي اهتمامًا كبيرًا لحديثنا الذاتي مع أنفسنا في سبيل مراقبة وتغيير الأفكار السلبية. دعونا نتمعّن في تلك الأفكار الهدّامة ونسأل أنفسنا:
1. كيف نشعر حيال تلك الأفكار؟
2. هل هناك دليل حقيقي على ما نقوله؟
3. هل يمكننا التحدث بهذا الأسلوب مع أطفالنا أو أصدقائنا؟
4. هل يؤدي هذا النوع من التفكير إلى النتيجة المرغوبة؟

5. ما هو التفكير البديل الذي قد يمنحنا ثقة أكبر بأنفسنا وبالتالي يقودنا إلى نتيجة بناءة؟
إضافة مفردات جديدة لقاموسنا الذاتي

إنّ أحد أسهل الطرق لتغيير الحوار الذاتي السلبي هو تغيير الكلمات التي نستخدمها. على سبيل المثال، لنقم بتغيير عبارة “أشعر بالقلق” إلى “أشعر بالحماس”. سنلاحظ أن كلتا العبارتين تحمل التأثير الجسماني نفسه: زيادة في ضربات القلب، وعدم القدرة على التركيز، وشدّ في العضلات، و فراشات في المعدة، إلا أنّ الفارق أن أحدهما يمنحنا الطاقة والدافع والحماس، بينما يحافظ الآخر على ثبات وضعنا الحالي ويعيق تقدمنا.

طط

عادات جديدة
من الطرق الأخرى التي نستطيع من خلالها الخروج من منطقة الراحة هي البدء بتبنّي عادات جديدة أكثر فائدة من شأنها مساعدتنا على المضي قدمًا وتجاوز العادات السيئة القديمة. وبذلك، يمكننا أن نعوّد عقولنا على أن تألف كل جديد عبر إدخال تلك العادات الجديدة تدريجياً إلى حياتنا، فلا نضطر حينها للتحوصل في هالة الراحة الرتيبة.
أخيرًا، دعونا نكافئ أنفسنا في كل مرة ننجح فيها بتبني خطوة إيجابية جديدة تجاه تطوير ذواتنا. حيث تعمل عقولنا عبر عمليات معقدة بربط المتعة بإنجاز المهام صعبة مما يعزز بناء عادات إيجابية جديدة. وحيث أن العقل يتعلم أيضًا من خلال التكرار، فهذا يعني أن تكرارنا لعادة معينة، يجعلها جزءًا من حياتنا اليومية.

ذذ

يمكنكم التواصل مع سارة مهداوي على sara_mahdawi@hotmail.com

ذذ

Nakahat Ailiyeh