كتبت: الدكتورة هبة حدادين، مدربة وخبيرة جندر
في البداية أود أن أطرح عليكم سؤال: ما هو ناتج واحد زائد واحد؟ في المعادلات المنطقية الرياضية الناتج هو اثنان، لكن إذا كان حديثنا عن اختيار الشريك، تختلف المعايير والمقاييس، وتصبح الإجابة حسب المختصيين وعلماء النفس 1+1=1!
لا بد أنكم تتساءلون كيف أن 1 + 1= 1؟ قبل الإجابة، دعونا نتفق على يلي:
المرأة والرجل لديهم هوايات وارتباطات وعلاقات والتزامات قبل الزواج تتغير بعده، إذًا المعادلة قبل وبعد الزواج هي 1+1=4؛ حيث أن الشريكين + التزامتهما= 2
في العلاقة الناجحة 1+1=1
لنحاول الآن فهم معادلة 1+1=1: قلنا أنه من الطبيعي أن يكون لكل شريك هوايات وارتباطات وعلاقات والتزامات قبل الزواج، لكن يجب أن يكون توازن وتغيير في حياة الزوجين دون التضحية بهويتهم من خلال التفاهم والحوار الفعّال. بما أن الهدف من الزواج هو بناء مؤسسة الأسرة، فالزواج رابط مقدس؛ فجاء في الإنجيل (مت 19: 6) “ما جمعه الله لا يفرقه انسان”، وجاء في القرآن الكريم في سورة الروم آية 21 “من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعلنا بينكم مودة ورحمة”. نفهم من هذا أن الزواج حياة تكاملية وشراكة بين الاثنين. في هذه المعادلة، نعتبر الزواج كاتحاد جسدين بروح واحدة.
معايير وأسس لاختيار الشريك في حياتنا
الشراكة التكاملية:
العلاقة تنبغي أن تكون مبنية على الصراحة والوضوح والتكافئ والتكامل الفكري والروحي ومعرفة الإختلافات والفروقات والإحتياجات. كما يجب أن يتوفر فيها مساحة للحوار والنقاش لتجنب الصراعات والخلافات والتحديات بين الشريكين. الشراكة كيمياء بين الشريكين؛ يجب أن نبحث عن التناغم مع نصفنا الآخر. الحياة بالنهاية تكاملية؛ الرجل يكمل المرأة والمرأة تكمل الرجل.
الدين والأخلاق:
التركيز على القيم والمبادئ الراسخة؛ لأن عاداتنا وتقاليدنا تعكس ثقافتنا التي تبنيها التربية.
العلم والثقافة:
نحن في عالم متغير ومتجدد؛ يجب أن يتحلى الشريك بالحد الأدنى من العلم والثقافة المطلوبة في حياتنا لضمان حياة مستقبلية سليمة مبنية على التفاهم والإحترام والإهتمام.
البيئة المحيطة:
كلما كانت بيئة الشريكين متقاربة، ازدادت فرصة نجاح العلاقة بينهما.
المظهر الخارجي:
لا نتحدث عن مقاييس ملوك الجمال العالمية؛ بل أن يكون المظهر مقبول لدى كل من الطرفين والأهم من ذلك أن يكون عندهما قبول لصورة الجسد.
الحالة المادية:
الوضع الإقتصادي هو عصب الحياة؛ حيث أن العلاقة تتطلب توفير احتياجات أساسية من مأكل ومشرب وملبس لتكوين أسرة.
كيف يساهم الأهل باختيار الشريك؟
يقع البعض من اللوم على عاتق الأهل في الاختيارات السيئة؛ فهم كسلاح ذو حدين في مجتمعاتنا العربية. عندما يصل عمر الفتاة 25 إلى 40 سنة يدق ناقوس الخطر. يبدأ الأهل والأقارب بالضغط على الفتاة فتضطر بعض الفتيات لقبول أي شخص لإرضائهم. الأهل لهم دور كبير ومهم في اختيار الشريك وعليهم أن يكونوا داعمين وموجهين لخيارات بناتهم وأبنائهم.
في النهاية، يجب ألا يكون الهدف من الزواج إشباع الرغبات أو كما يقول البعض «إكمال نصف الدين» أو خوف البعض من أن يفوتهم قطار الزواج. بل للزواج هدف نبيل هو بناء أسرة سعيدة وإيجابية وإنجاب جيل صالح للمجتمع. لذلك من المهم دعم ومساندة الزوجين لبعضهما البعض في السراء والضراء.