كتب: الدكتور يمان التل, استشاري جراحة أورام الكلى والمسالك البولية والطب الجنسي
عادةً ما يقوم الأطباء بتثقيف مرضى السكري بشأن جميع المضاعفات المحتملة التي من الممكن أن تؤثر على القلب أو الساقين أو العينين أو الكليتين بسبب السكري، ولكن لسوء الحظ، يقوم القليل من اختصاصي الرعاية الصحية بتثقيف مرضاهم بشأن تأثيرات مرض السكري على العلاقة الجنسية.
تدني مستويات التستوستيرون
تتدنى مستويات التستوستيرون عند مرضى السكري أكثر من غيرهم، مما يتسبب بخفض الدافع الجنسي عند بعض مصابي السكري الذكور. يُنصح الأشخاص الذين يعتقدون أن هذه الحالة قد تنطبق عليهم بفحص مستويات التستوستيرون ليتمكن الأطباء من وصف مكمّلات التستوستيرون المناسبة لحالتهم.
تحديات في النواقل العصبية تحول دون العلاقة
قد تنشأ لدى الرجال الذين يعانون من مرض السكري رغبات جنسية وقد يشعرون بالحاجة لممارسة العلاقة الجنسية، لكن في حال تطورت عندهم تحديات في النواقل العصبية فقد تفشل أدمغتهم في إرسال الإشارات الصحيحة للأعضاء الجنسية لتحفيزها، وبالتالي قد لا يحدث الانتصاب. حتى إذا كان نظام الإشارات الدماغي فعالا قد تكون الأوعية الدموية مسدودة وبالتالي قد لا يملك الجسم القدرة على ضخ الدم بما فيه الكفاية لتحقيق الانتصاب.
لحسن الحظ، تتوفر خيارات للعلاج، حيث يمكن لمثبطات فسفودايستراز-النوع الخامس (PDE5), والتي تسمى بالحبة الزرقاء, المساعدة في توسعة الأوعية الدموية في القضيب وبالتالي تحسين الانتصاب، وفي الحالات المتقدمة يمكن للحقن أو الجراحة المساعدة في ذلك.
أثر السكري
بالنسبة للنساء، تظهر الإستثارة الجنسية من خلال زيادة التزليق المهبلي، تعاني بعض النساء المصابات بالسكري من جفاف المهبل وضعف الدافع الجنسي، وهذا نتيجة تضرر الأعصاب بسبب السكري. يمكن أن يؤثر ذلك على إفراز المزلقات المهبلية وبالتالي يصبح الجماع مؤلمًا وتقل فرصة الوصول إلى النشوة. لتحسين التزليق المهبلي، تحتاج النساء المصابات بالسكري إلى زيادة فترة المداعبة واستخدام مزلق قائم على الماء كمكون أساسي.
رعشة الجماع
تحتاج رعشة الجماع إلى جهاز عصبي سليم، ولسوء الحظ، يهاجم مرض السكري النهايات العصبية الصغيرة لدى بعض الرجال والنساء المصابين بالمرض، ويؤدي ذلك إلى إبطاء الإشارات العصبية مما يتجلى في تأخير أو فشل حدوث رعشة الجماع. بالنسبة للرجال، فإن التأثير على الأعصاب يمكن أن يؤدي إلى القذف المبكر، ويمكن لبعض الأدوية المساعدة في تلك الحالات، وتعتبر المحافظة على مستويات الغلوكوز في الدم ضمن النطاق المستهدف، بمثابة طريقة هامة لمنع تضرر الأوعية الدموية والأعصاب.
ألم مفاجئ!
هناك مشكلة أخرى شائعة تؤثر أيضًا على بعض مرضى السكري، وهي تليف القضيب حيث يسمى المرض بداء بيروني. يؤدي ذلك التليف إلى التواء القضيب حيث أنه ينثني ولا يمكن أن يستخدم للإيلاج أو أنه يؤدي إلى جماع مؤلم لكلا الشريكين. ليس لهذه المشكلة أي علاج طبي وإذا كانت درجة الانثناء كبيرة عندها سيحتاج المريض إلى عملية جراحية.
من الممكن أن تتطور لدى النساء أيضًا حالة الجنس المؤلم بسبب جفاف المهبل أو بسبب التهاب المسالك البولية، وهما حالتين تعتبران شائعتين لدى النساء اللواتي يعانين من مرض السكري.
يُنصح الأشخاص الذين يعانون من الألم أثناء ممارسة الجماع باستشارة الطبيب، فهناك العديد من خيارات العلاج المتاحة.
ارتفاع نسبة السكر بعد ممارسة الجنس
يعتبر ممارسة الجنس بمثابة تمرين رياضي وهناك العديد من مرضى السكري ممن يعانون من تذبذب في مستويات السكر في الدم قد يواجهون نوبات ارتفاع السكر في الدم بعد ممارسة الجنس. وبالتالي، يوصى بالاحتفاظ بأدوية السكري في مكان قريب والتحكم بمستويات السكر في الدم لتجنب مشاكل مماثلة.
من خلال تثقيف المرضى بشكل ملائم والسيطرة على مستوى السكر في الدم، واستشارة اختصاصيي المسالك البولية في مرحلة مبكرة، يمكن لمرضى السكري الحفاظ على الإستثارة الجنسية والحميمية لأطول وقت ممكن.
يمكنكم التواصل مع الدكتور يمان التل على Yaman_tal@yahoo.com