فقدان الرغبة بين الأزواج

إجابات شاملة ومتعددة من قبل خبرائنا

بوجود أكثر من 30 خبيرة وخبيرًا في فريقنا، يمكنكم التأكد من صحة المعلومات التي تحصلون عليها في مجلة نكهات عائلية حول الصحة والعلاقات الزوجية وتربية الأطفال. في هذا المقال، سننتقل إلى فريق الخبراء الموجودين لدينا للرد على سؤال من  أحد قرائنا.

القارئة: أنا لست مهتمة بممارسة الجنس مع زوجي منذ 10 سنوات. لقد جربنا الكثير وتحدثنا كثيرًا بدون فائدة؛ نشعر أن الجنس أصبح مسألة إجبارية، لقد أصبح واجبًا، مما يجعلني أشعر بالاستياء ويجعل شريكي يشعر بالرفض، بالرغم من ذلك، نحن سعداء في زواجنا، ولكن الجنس لا يزال يمثل تحديًا صعبًا وعاطفيًا بالنسبة لنا. ما هو الحل؟

مريم حكيم

مستشارة في العلاقات الزوجية

عندما تقعون في حب شخص ما لأول مرة، يكون جسمكم مليئا بالعقاقير الطبيعة: الدوبامين، النورادرينالين والتستوستيرون. وبعبارة أخرى، أنتم مدمنون على هذه المواد الكيميائية التي تفرز في الدماغ  والتي تؤدي الى زيادة في الرغبة والشغف لديكم. ومع ذلك، فإن هذه الهرمونات يخف تأثيرها بشكل طبيعي مع مرور الوقت حيث يعتاد عقلكم  على الشخص الذي تتعاملون معه. هذا الشيء لا يعد أمرًا سيئًا وذلك لأنكن لن تكونوا قادرين على العمل وبناء حياة ناجحة مع الشريك إذا كنتم دائمًا في مرحلة شهر العسل والرغبة من العلاقة. لأن تلك المشاعر القوية من العاطفة والشوق لم تعد موجودة بشكل تلقائي وبلا جهد، فأنتم بحاجة إلى العمل على الحفاظ على بعضها عن طريق مراعاة ما يلي:

 
إجراء محادثات مفتوحة مع شريككم حول الجنس ومناقشة أمور كالممارسات المفضلة لديكم؛ ماذا تحبون وماذا تكرهون، ورغباتكم وتخيلاتكم، بالإضافة إلى معيقاتكم واحتياجاتكم ورغباتكم

 
الانفصال وعدم الترابط العاطفي الذي يحدث بعد سنوات من التواصل السيئ والمشاكل والنزاعات المتراكمة غالبًا ما يؤدي إلى ابتعادكم عن بعض في غرفة النوم. على سبيل المثال، حدوث تخاصمات ونزاعات بينكما أثناء النهار لن يعمل على زيادة الانجذاب والرغبة الجنسية بينكما في الليل! لذلك يجب العمل على حل هذه المسائل أولاً، ويفضل استشارة إختصاصيون في هذا المجال

 
اتضح أن ما يقرب 50% من الناس يرغبون في الجنس بعد أن يتم إثارتهم جنسيًا وليس العكس. وهذا يعني، من أجل الشعور بالرغبة، نحتاج في كثير من الأحيان إلى الانخراط في الفعل الجنسي أولاً وبعدها ستتبعه الرغبة

 
تزداد الرغبة بوجود التجديد والتغيير لذلك حافظوا أن لا تكون حياتكم مرتبطة بالشريك ، فيكون لديكم أصدقاؤكم وتجارب فردية لا تكون بالضرورة مرتبطة بالشريك. هذا يساعدكم على البقاء مثيرين للاهتمام في عيون بعضكم البعض. إن الحياة المعيشية التي تقترن بقضاء الزوجين الكثير من الوقت معًا ستساهم في حدوث الملل في العلاقة. في نفس الوقت، عليكم أن تحافظوا على روابط قوية لأن البعد الزائد ليس جيدًا أيضًا

آية مراد

أختصاصية تغذية علاجية

تؤثر الأطعمة على معادلة الجسم الكيميائية. وترتبط قلة الرغبة الجنسية بدرجة كبيرة مع سوء الصحة البدنية وعدم ممارسة الرياضة.  الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري وضغط الدم ولا يمارسون الرياضة، وخاصة الأشخاص الذين يتناولون الأدوية والمدخنين والذين يستهلكون كميات كبيرة من الكحول، لديهم في بعض الأحيان تحديات في حياتهم الجنسية أو دائمًا. لذلك، اتباع أسلوب حياة صحي هو أمر مهم جدًّا لتقليل خطر الضغوط النفسية، العقلية والصحية التي قد تعيق حياتكم الجنسية.

هناك أيضًا الأطعمة الطبيعية المثيرة للشهوة الجنسية والتي تساعدكم على تعزيز الرغبة الجنسية الخاصة بكم. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن المحار هو مصدر غني للزنك وهو يزيد من الخصوبة لأنه يحتوي على أنواع فريدة من الأحماض الأمينية (وحدة البناء الرئيسية للبروتين المتعلق بالجنس) والتي تؤدي إلى إنتاج الهرمونات الجنسية. الروبيان والأسماك الزيتية والكافيار والأفوكادو للنساء والبلميتو للرجال هي مصادر غنية من زيت أوميغا 3. لا يؤدي هذا الزيت الغني بمضادات الأكسدة إلى زيادة تدفق الدم فحسب، وإنّما يمكنه أن يعزز أيضًا الرغبة الجنسية لدى النساء والرجال على حدٍّ سواء، ويلعب دوراً رئيسيًّا في تحسين المزاج.

تعد الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، مثل: الخضروات الورقية الخضراء

الداكنة والبامية والرمان والفراولة والبطيخ والخرشوف فعّالةً أيضًا في المساعدة على رفع مستويات هرمون التستسترون. لا يُسبب الجسم الحامضي الأمراض فحسب، وإنما هو سبب رئيسي للضعف الجنسي وعدم الرغبة الجنسية، لذلك لما لا نجرّب:

 
التقليل من اللحوم والدجاج

 
شرب الماء بكثرة

 
شرب البابونج بدلًا من القهوة أو الشاي

 
مزج العسل مع القرفة والفلفل الأحمر الحار والفلفل الأحمر والجنسنغ وإضافته إلى الموز كل صباح لتحسين المزاج والرغبة الجنسية

نور سعادة

وجهة نظر مسلمة

عندما يفقد الأزواجشرارةالحب فيما بينهم، فليس بالأمر المفاجئ أن تصبح الحياة مليئة بالاضطرابات. الانسان بطبيعته دائما يكون محكوم ومتعطش وبشكل متزايد للإثارة والتحفيز. دائما تحاول أفلام هوليوود وبوليوود أن تقنعنا أن الرومانسية والحب دائمًا ما يكونان متواجدين، وفي مجتمعاتنا هذه نحن معتادون دائمًا على الحصول على كل شيء بسهولة وبسرعة. في كثير من الأحيان ينبع شعور عدم الاكتفاء من مقارنة أزواجنا وزوجاتنا بالآخرين ومع ما نراه على شاشة التلفاز من أفلام ومسلسلات أو ما نقرأه في الروايات الرومانسية. لذلك نشعر أن شريكنا لم يعد مناسبًا كفاية. وهنا أقتبس بالقرآن الكريم: “ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم” (القرآن الكريم 13: 11). لذا يجب أن يأتي التغيير أولاً من داخلنا.

قد يُحدث الجلوس لبعض الوقت بهدوء للتأمل والامتنان فرقًا وتغييرًا. يفضل كتابة قائمة بكل ما يفعله شريككم لكم؛ وما هو الأمر الذي جذبكم له منذ البداية، مع التركيز على الشخصية وليس فقط على المظهر الجسدي! وتأكدوا من إلقاء نظرة جيدة إلى الداخل: ما الذي يمكننا فعله؟ كيف يمكننا أن نتغير للأفضل لإعطاء روح جديدة لزواجنا؟ التقدير والامتنان هما الشيئان اللذان يمكن أن يحدثا فرقًا في العالم!

سونيا سلفيتي

وجهة نظر مسيحية

إحدى النعم الكبيرة هي أن يكون زواجكم قويًا من كل النواحي. ومن الجيد أيضًا أن ترغبوا في العمل على إنجاح زواجكم عن طريق تخصيص الوقت للخروج ليلة معًا. ولكن تحديد موعد للخروج وقضاء ليلة معًا يجعل ممارسة الحب وكأنه واجب ويزيد الضغط على الزوجين  وهو الأمر الذي قد يعمل بشكل مخالف لما تحاولون عمله.

يمكنكم محاولة تركيز طاقتكم على حب شريككم بشكل جيد، سواء داخل غرفة نومكم أو خارجها. حتى يمكنكم أن تهمسوا بكلام جميل في آذانهم وكتابة رسائل حب لهم ووضعها في صندوق الغداء أو ارسال عبارات حب لا يفهمها سوى زوجكم كرسالة على الهاتف. ان فعل كل هذه الأشياء الحميمية لها دور في زيادة رغبتكم الجنسية.

من وجهة نظر مسيحية، إنه لميزة أن نلجأ إلى الله أولاً لكي نطلب توجيهاته ونطلب حكمته من خلال الصلاة لأننا نؤمن بقوة الصلاة. كما نعلم من فيلبي 4: 6، يفرح الرب في سماع صلواتنا ويفرح معنا عندما نأتي إليه طالبين المساعدة حتى في مثل هذه الأمور الحساسة: « لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ

الصلاة تساعد على تخفيف الضغط عن أنفسكم وذلك من خلال معرفة أن الله هو المسيطر على حياتكم التي وهبكم إياها. مهما فعلتم، لا تتعجلوا في إحداث التغيير. ببساطة ثقوا بالله الذي سيقودكم إلى مراعي خضرة لأنه يحب أن يبارك زواجكم من جميع جوانبه، بما في ذلك حياتكم الجنسية.

في حالة عدم ملاحظة أي تحسن، استخدموا الحكمة والعقل اللذين أعطاكم إياهما الله كبشر واطلبوا النصيحة الطبية للتأكد من عدم وجود مشاكل طبية قد تكون هي السبب في فقدان اهتمامكم في الجنس.

ماريان بودولينو

مدرب لياقة وصحة

أشك في أن أي واحد منا يحب الشعور بالتعب عند الساعة الخامسة مساء، أو أن يكون غير قادر على التركيز لمدة 10 دقائق عند وصوله إلى المنزل. حالتنا الجسدية هي أساس حالتنا العقلية. القوة البدنية تؤدي إلى القوة الذهنية والحالة النفسية الجيدة تزيد ثقة الشخص بنفسه وكيف نشعر بالنسبة لأجسامنا يؤثر على الدافع الجنسي لدينا. من خلال الحركة، تبقى أجسادنا نشطة وهذا ينطبق على كلا الجنسين.

بعد القيام ببرنامج تدريبي للقوة لمدة ستة أسابيع للرجال وثمانية أسابيع للنساء، وجد العلماء مستويات متزايدة من هرمون التستوستيرون، وهو هرمون يؤثر بشكل مباشر على الرغبة الجنسية لدينا. بالإضافة إلى ذلك، في كل تدريب، شهد المشاركون زيادة الإندورفين والأدرينالين. ويطلق على التستوستيرون والاندورفين والأدرينالين اسمكوكتيل الرغبة الجنسية”. توصيتي للأزواج هو البدء بنظام تدريبي معًا (النادي الرياضي، الجري، ركوب الدراجات، فنون الدفاع عن النفس، السباحة، على سبيل المثال دون الحصر) لدعم بعضهم البعض على طول الطريق. لتصبحا أكثر صحة وقوة معًا.

ممارسة الرياضة تعمل أيضًا على مكافحة الإجهاد وتحسين أنماط النوم، المساعدة في تنظيم مستويات الأنسولين، تحسين وظائف القلب والأوعية الدموية، وخفض مستويات الكوليسترول. هذا هو نتيجة لزيادة هرمون التستوستيرون، الاندورفين والأدرينالين، إلى جانب الدوبامين والسيروتونين. جميع هذه الهرمونات تقاوم الإجهاد وتضبط الكورتيزول، وهو هرمون يعمل على تقليل عمليات الأيض، ويسبب التعب ويقلل من مناعة الجسم، مما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

التحدي الأول هو أن يقوم كل منكما بتحديد وقت للأنشطة التي اختارها. ثم تحديد مواعيد والالتزام بها ووضع تحديًا لمدة أسبوعين لإكمال ستة مواعيد ومكافأة أنفسكم بالخروج على موعد بمجرد إكمال الهدف الأول. إعادة تعيين الهدف والمكافأة التي تليه في كل مرة يتم فيها إكمال الهدف السابق. أيضا يجب الرجوع  إلى ما انجز خلال ثلاثة أشهر وثم وضع خطط جديدة وأكثر إثارة، مثل المشي لمسافات طويلة، أو التدرب لحدث رياضي أو منافسة. ابقوا متجددين وحاربوا الملل بقوة وشدة!

رلى وردة سكاب

مدربة يوغا

تساهم الضغوط اليومية وضعف التنفس العميق في انخفاض الأداء أو حتى عدم الاهتمام بالجنس. أي عمل تقومون به يحتاج الى التركيز والتفاني وإلا فإنه سيصبح شيئًا تقومون به أوتوماتيكيًا. نبدأ بأخذ وقت للراحة والاسترخاء و التواصل قبل القيام بأي عمل، بما في ذلك عملية ممارسة الجنس المقدسة.

لا يمكننا الاستعجال في ممارسة الجنس لمجرد أننا لم نمارسه منذ وقت طويل. إنه رابط مقدس، وما لم تفرز الهرمونات الجنسية وتظهر رغبتنا الجنسية فلن يحدث الجماع أو، على الأقل، لن نتمتع به.

نتعلم في اليوغا كيف نعيش في الحاضر وفي نفس اللحظة من الزمن وهذا له فوائد بعيدة المدى منها الرغبة الجنسية للزوجين. تشير الأبحاث الى أن هناك الكثير من التركيز على التنفس لأنه يعمل على تقليل التوتر وزيادة الطاقة. لقد أخبرنا المحترفون الطبيون أن الجنس يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر، ولكن يمكن أن يؤثر الإجهاد أيضًا على الدافع الجنسي لدى الأشخاص.

يساعدنا التنفس العميق على الابتعاد عن القلق والتفكير الزائد أثناء ممارسة الجنس، مثل ما يتوجب علينا أن ننجزه في العمل ، القلق بشأن مظهرنا وجاذبيتنا أو أدائنا الجنسي. التنفس العميق يعيد تركيزنا إلى اللحظة الحالية. إن تعويد عقولنا وأجسامنا على التفكير والعيش في نفس اللحظة من الزمن، يقلل من القلق ويؤدي إلى زيادة الرغبة الجنسية والرضا.

هناك الكثير من تمارين التنفس التي تساعد على تهدئة الجهاز العصبي لكليكما. تزامن تنفسكم كزوجين هو وسيلة قوية لتقريبكم إلى بعضكما البعض.

الدكتور يمان التل

استشاري أمراض المسالك البولية والطب الجنسي

الرغبة الجنسية (المعروفة أيضًا باسم الدافع الجنسي أو الشهوة الجنسية) هي الدافع والرغبة في الانخراط في النشاط الجنسي ويتم التحكم بها من قبل الدماغ. القوة الدافعة التي تجعلنا نفكر ونرغب الجنس هي غريزة بيولوجية مثل الجوع. المعاناة من فقدان الرغبة الجنسية (الرغبة في الانخراط في العلاقة الجنسية) لها تأثير سلبي كبير على الأزواج، وفي كثير من الحالات، يؤدي إلى الخيانة الزوجية أو الطلاق.

إن فقدان الرغبة عند كلا الجنسين له علاقة بالاختلالات الهرمونية والاختلالات العصبية: التوتر، المرض، قلة النوم، والاكتئاب، كل هذا يقلل من مستوى هرمون التستوستيرون المسؤول عن الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء. عندما يتعلق الأمر بالرغبة الجنسية، فإن الهرمون الأكثر تأثيراً هو هرمون التستوستيرون. على الرغم من أنه غالباً ما يعتبر هرمون ذكري، فإن هرمون التستوستيرون (مثل الإستروجين) موجود لدى كل من الرجال والنساء، على الرغم من اختلاف النسب بين الجنسين.

تساهم  كل من أدوية ضغط الدم ومضادات الاكتئاب وموانع الحمل بتقليل الرغبة الجنسية. في كثير من الحالات، يمكن أن يكون فقدان الرغبة بسبب تعرض الشخص لإعتداء جنسي ، قلة ثقة الأشخاص بأنفسهم و تقديرهم لذاتهم أو حتى الشذوذ الجنسي لأحد الزوجين.عند الرجال، يؤدي فقدان الرغبة الجنسية إلى ضعف الانتصاب مما يؤدي إلى التوقف التام للعلاقة الحميمة بين الأزواج. أما النساء، ليس لفقدان الرغبة أي مظهر خارجي، حيث تعيش العديد من النساء فيه ويعانين في صمت.

نصيحتي الأولية للأشخاص الذين يعانون من انخفاض الرغبة الجنسية هو التحدث عن ذلك. إن التواصل الجيد والمبكر أمر بالغ الأهمية في الحد من التأثير السلبي على العلاقة. وكلما تأخر الزوجين في التحدث عن التحديات التي يواجهونها في غرفة النوم، يصبح العلاج أكثر صعوبة.

فقدان الرغبة الجنسية يمكن أن يكون دليلًا لمشاكل صحية أخرى. نصيحتي هي طلب المساعدة المهنية للنظر في وضع الزوجين الصحي، وربما إجراء بعض فحوصات الدم للتأكد من أن المشكلة ليست نابعة من مرض آخر

Nakahat Ailiyeh