لأنكم تستحقون الأفضل!

كتبت: غدير حبش، خبيرة تدريب إداري

xx

كنت قد انضممتُ خلال شهر تشرين الثاني الماضي إلى فعالية صحية عُقدت على مدار ثلاثة أيام في واحة أيلة العقبة بتنظيم من مجلّتي Family Flavours ونكهات عائلية وبالشراكة مع مركز One with Nature للياقة البدنية، حيث قمتُ حينها بإلقاء ندوة حول كيفية إدارة الضغوط النفسية.

xx

ولهذا الشهر، تم تنظيم الفعالية التي تُقام مرتين في كل سنة، تحت عنوان “دعي عقلك وروحك وجسمك تُزهِر”، حيث تهدف لتعزيز صحة المرأة العقلية والنفسية والروحية. ورسالتي هنا لمن لن يتمكّنوا من الحضور هي أنكم تستحقون الأفضل!

xx
فنحن جميعًا بلا استثناء نستحق قضاء بضعة أيام بعيدًا عن صخب الحياة كفرصة لتجديد أرواحنا، وتخصيص الوقت لأنفسنا فقط؛ فهذه ضرورة وليست رفاهية. كما ينبغي علينا دائمًا وضع أنفسنا في المقام الأول والاهتمام بصحتنا العاطفية والعقلية، دون اعتبار ذلك شكلًا من أشكال الأنانية. بل على العكس تمامًا، تعدّ عنايتنا بأنفسنا مسؤوليتنا الأول – وبالطبع لا ينطوي ذلك على مجرد التفكير في كيفية الظهور بشكل أصغر سنًا، ولكن الأهم من ذلك، هو كيف نملأ أرواحنا بالطاقة الإيجابية، والتي تنعكس بدورها على دواخلنا فنكون مُفعمين بالإرادة والعزيمة، دون أن نصبّ جُلّ اهتمامنا على مظهرنا من الخارج!

xx
وبلا شكّ، فنحن بأمسّ الحاجة للشعور بالانتعاش الروحي، فكما نحرص على كمية ونوعية الطعام الذي نتناوله. علينا أن نخلق لأنفسنا الوقت الكافي للتفكير بذواتنا والاهتمام بها، ولنوجّه لأنفسنا على الدوام أسئلة على غرار:
“هل هذه هي الحياة التي أريدها؟”
“هل أشعر بالسعادة والرضا عن إنجازاتي؟”
“هل أشعر بالفخر بنفسي؟”
“هل أشعر بالتقدير لكل شيء قمتُ به في سبيل تحقيق ذاتي على مرّ السنين، ولما قمتُ به من أجل عائلتي؟”

xx
نصائح لممارسة الرعاية الذاتية والحدّ من التوتر
يُؤثر التوتر على صحتنا وعافيتنا على كافة المستويات؛ الجسدية والعاطفية والعقلية، حيث يرفع هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، مستوى السكريات في مجرى الدم ويؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني الذي يؤثر على جميع وظائف الجسم. فلا تقتصر تبعات التوتر على الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية فحسب، بل له آثار جانبية عديدة قد تستمر لسنوات مثل الأرق والصداع والإرهاق والإفراط في تناول الطعام أو انعدام الشهيّة بالإضافة إلى عدد من الأمراض الجلديّة، وفقدان الشغف لممارسة الأنشطة اليومية وغيرها.
لا شكّ أن الحياة بطبيعتها لا تخلو من الضغوطات ومسببات التوتر، بدءًا من السعي لإيجاد وظيفة مناسبة والالتزامات العائلية والضغوطات الاجتماعية إلى تعليم الأطفال والأوضاع المالية الصعبة وتأرجح الاستقرار المعيشي بالإضافة إلى تذبذب الأوضاع الصحية. ولكن “ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”، إذ أن هناك عدة طرق يمكننا اتباعها لتخفيف شعورنا بالتوتر والقلق، مثل:
تغيير نظرتنا نحو الحياة
التركيز على ما يمكننا تغييره“أي أنفسنا”
تغيير طريقة تفكيرنا
الحرص على تخصيص وقت لأنفسنا فقط وإعادة شحن طاقاتنا
تغيير بعض التفاصيل الصغيرة من حولنا والتي قد تُشعرنا بالسعادة؛ مثل شراء وسائد جديدة أو حتى تغيير ترتيب أثاث المنزل
ممارسة الرياضة من 15 – 30 دقيقة في اليوم
عدم قضاء ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، أجل! فهذه النصيحة ليست فقط لأطفالنا! إذ يؤثر إدمان هذه المنصات على صحة المرأة العقلية أيضًا. فمثلًا تشير الأبحاث إلى أن مقارنة أنفسنا بالآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، ثم إن هذه المواقع باتت تضجّ بالمليارات من المستخدمين والمؤثرين في الوقت الحالي؛ هل ترون أن كل ما ينشرونه هو حقيقي فعلًا؟ بالتأكيد لا
تنظيم المحتوى: أي الانتباه إلى نوع المحتوى الذي تتم مشاهدته وبالتالي التركيز على المحتوى الإيجابي من خلال تجنب متابعة الأخبار والمسلسلات أو الأفلام التي قد تُسبب لنا الشعور بالحزن
تجنب قضاء الوقت مع الأشخاص السلبيين الذين يؤثرون بهالة الطاقة الخاصة بنا، وبالمثل، ينبغي تجنب الانضمام للمجموعات التي تستنزف طاقتنا على وسائل التواصل الاجتماعي
تبني نظرة إيجابية ومتفائلة
تكوين علاقات مع الأصدقاء الإيجابيين
لنتعلّم أن نكون أصدقاء أفضل لأنفسنا
وبإمكاننا أن نصبح “أصدقاء أوفياء” لأنفسنا من خلال …
1. الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لدينا
2. البدء بعادة جيدة مثل قراءة الكتب والروايات
3. تعلّم حرف يدوية ورياضات جديدة؛ مثل فنّ الديكوباج وصناعة الصابون أو الشموع وفنّ الفسيفساء وتعلّم الكروشيه ورياضة اليوغا والرقص أو أي هوايات أخرى نستمتع بها
4. دراسة تخصص جديد؛ كالتسجيل في برامج الدراسات العليا
أو دورة تدريبية في مجال عملنا أو أي مجال آخر
5. تدليل أنفسنا بالذهاب إلى صالون التجميل للعناية بأظافرناِ وبشرتنا كجزء من ممارسة الرعاية الذاتية
6. شراء الهدايا لأنفسنا، فلا داعي لانتظار هدية من أحدهم! لنشتري لأنفسنا الهدية التي طالما رغبنا بها كمكافأة على إنجازٍ ما
7. ارتداء أفضل الملابس والمجوهرات والساعات والمعاطف والحقائب والعطور والمكياج بشكل منتظم؛ فلا داعي لانتظار مناسبة خاصة. فكل يوم هو مناسبة خاصة، وهدية نكافئ بها أنفسنا!
8. لنحيا بحبّ ونُقدّر “اللحظات” وليس “الأشياء” كي نصل لقمة السعادة والرضا النفسي
9. من الجميل أن ننظر للمرآة ونذكر أنفسنا بالعبارات الإيجابية التي نرغب بسماعها من الآخرين، ولنتأكد دائمًا أن التفاني والعمل الجاد هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن وأننا نستحقه، فنحن جديرون بأن نشعر بالحُبّ والاحترام لما نحن عليه. إن الحديث الذاتي الإيجابي أمرٌ بالغ الأهمية – لنُخبِرَ أنفسنا على الدوام بأننا أُناسٌ قادرين، ونشيطين واجتماعيين ونشعّ جمالاً من الداخل والخارج ومجتهدين ومتفانيين وطموحين. وفي هذا المقام، دعونا أيضًا أن نُعوّدَ أنفسنا على إيقاف تلقي الإشعارات الصادرة عن مواقع التواصل الاجتماعي فنتجنب بذلك إهدار وقتنا، وكنصيحة أخيرة، إذا عقدنا العزم على الإقلاع عن التدخين؛ فعلينا ألاّ نختلط بالمدخنين!

Nakahat Ailiyeh