بقلم سوزان المصري، خبيرة طهي وتدبير منزلي
يحلّ رمضان هذا العام محمّلًا بالخير والسعادة والبركة، فهو شهر العبادة والصيام والروحانيات. ويأتي معه عيد الأم، الذي يُصادف 21 آذار من كل عام، متزامنًا مع فصل الربيع الجميل، وكأن الطبيعة تحتفي بالأمهات بتجددها وبهجتها.
الأم هي أحقّ الناس بالحب والتقدير، فهي من تُقدّم بلا مقابل وتُضحّي بلا انتظار للرد، وقد أوصانا الله تعالى ببرّها، مقرنًا رضاه برضاها، فقال في كتابه الكريم:”ووصّينا الإنسانَ بوالدَيْهِ حملته أُمّه وَهنًا على وهنٍ وفصاله في عامينِ أنِ اشكر لي ولوالدَيْكَ إليّ المصير” (لقمان: 14).
عيد الأم في عالمنا العربي
كان الصحفي الراحل علي أمين، مؤسس جريدة “أخبار اليوم”، أوّل من اقترح فكرة الاحتفال بعيد الأم في عالمنا العربي، بعد أن قصّت عليه إحدى الأمهات الفاضلات قصتها المؤثرة؛ فقد ترمّلت في شبابها، وكرّست حياتها لأبنائها حتى كبروا وتزوجوا، لكنها وجدت نفسها وحيدة بعدما انشغلوا بحياتهم عنها، ومن هنا، كتب علي أمين في عموده الصحفي مقترحًا تخصيص يوم للأم، يكون بمثابة تكريم لها وردّ جميلٍ لعطائها الذي لا يُقدّر بثمن.
الأم في رمضان
الأم هي روح رمضان، فلا طعم لهذا الشهر المبارك بدونها، فهي من توقظ الأسرة على السحور، وتحضّر أشهى الأطباق على الإفطار، وتحرص على أدق التفاصيل ليكون هذا الشهر مميزًا للجميع؛ لذا، فهي تستحق منا التقدير والتخفيف عنها قدر المستطاع.
كيف نُكرم أمهاتنا في رمضان؟
إليكم بعض الطرق العملية لتخفيف أعباء هذا الشهر عن أمهاتكم، وجعلهن يشعرن بامتنانكم وتقديركم:
1. المشاركة في الأعمال المنزليّة بدلًا من قضاء النهار في النوم هربًا من الصيام، لنبادر بمساعدة أمهاتنا في تنظيف المنزل وتحضير الطعام وترتيب المائدة وغسل الأطباق بعد الإفطار
2. تقسيم المهام؛ فالمنزل مسؤولية مشتركة بين أفراد الأسرة، وليس عبئًا تتحمله الأم وحدها
3. هدية مختلفة؛ حيث يمكننا أن نجعل لعيد الأم طابعًا مميزًا، كالتخطيط لنزهة عائلية أو تناول الإفطار خارج المنزل أو إحضار هدية تحبّها أمهاتنا
4. الكلمة الطيّبة؛ إذ علينا ألا نتذمر من الطعام ولا ننتقده، بل نشكرها على تعبها، فالكلمات الجارحة تترك أثرًا سلبيًا، بينما الشكر يمنحها فرحةً لا تُقدّر بثمن
وأخيرًا، رمضان مبارك لكل الأمهات، مبارك بهن ولهن، وأجمل قبلة على جبينك يا أمي.
يمكنكم التواصل مع سوزان المصري على suzan.almasri70@gmail.com
