كتب: الدكتور طارق رشيد، مستشار ومدرب دولي
هل تعلمون أن المكوّن السري لحياة ناجحة، مليئة بالإنجازات وخالية من الضغوط السلبية، يكمن في إدارة الوقت والمساحة والعقل؟
هذه الوصفة للنجاح تعد المفتاح للأداء المستدام، في عالم مليء بالتحديات والاضطرابات والضغوط السلبية، إنها الوصفة اللازمة للتميّز والنجاح في أيّ بقعةٍ في العالم.
العامل الأساسي للنجاح
الوقت هو العامل الأكثر أهميّة للنجاح، ومع ذلك، يعاني معظمنا من سباق الحياة السريع الذي نعيش فيه؛ مما يترجم إلى مستويات عالية من الضغط السلبي وإحساس زائف بالإنجاز، وهو إحساس قصير الأمد.
للاستثمار الكامل في هذا العامل الحاسم، الوقت، فإنّ علينا اتّباع القواعد الذهبية التالية:
1. المبادرة: علينا ألا ننتظر الآخرين للمضيّ قدمًا، وإنما علينا المبادرة وأن نكون سباقين في المشاريع أو عند أداء المهام المختلفة؛ حيث إنّ الأشخاص السباقين هم الذين يحققون الفوز، ويتحمّلون مسؤولية تحريك التغيير وليس اتّباعه
2. البداية من الهدف النهائي: علينا تحديد أهم الأهداف التي يجب تحقيقها على ثلاثة مستويات، وهي طويلة الأمد ومتوسطة الأمد وقصيرة الأمد
3. تعلّم تحديد الأولويّات: لدينا جميعًا 24 ساعة في اليوم، لكن النجاح يتطلّب منّا الاستثمار في أهم القضايا وليس الأكثر إلحاحًا، وذلك من خلال التخطيط الاستراتيجي والتفكير والابتكار والشراكات الجديدة، ويعد ذلك هذا هو الاستثمار طويل الأمد في الوقت
4. التخلّص من إهدار الوقت: علينا تحديد الأمور التي تؤدي إلى إهدار الوقت، مثل: الاجتماعات المتكررة والطويلة والمماطلة وعدم القدرة على قول «لا» والمهام الروتينية والقائمة تطول …
5. تخصيص الوقت: ويتم ذلك من خلال حساب الدخل السنوي، وتقسيمه على عدد ساعات العمل في السنة (52 × 8 × 5 = 2080)، ومن ثمّ التركيز على الوظائف التي تزيد الدخل
6. تفويض المهام: يعدّ التفويض أمرًا بالغ الأهمية لإدارة الوقت؛ علينا تفويض المهام الروتينية مع التركيز على الأهداف الاستراتيجية
العقل الإبداعي
علينا تعلّم استثمار العقل الإبداعي بدلًا من العقل التقليدي، الذي يعد بدوره جزءًا من الدماغ يحتوي على حوالي 88% من المعلومات المبرمجة على مدار السنوات من الحواس الخمس والتجارب الشخصيّة؛ وعلى الرغم من فعاليّته، فإن الاستثمار في العقل الإبداعي يقودنا إلى وجهات جديدة وإنجازات لم نجربها أو نختبرها من قبل.
القواعد الذهبيّة للإبداع
هناك عدة قواعد ذهبية لتعزيز الإبداع، ومن أهمها:
1. العشوائيّة: علينا محاولة استخدام الكلمات العشوائية التي تتبادر إلى أذهاننا، والاحتفاظ بواحدة أو اثنتين منها، ومن ثم محاولة ربطها بمشكلة معينة نحاول حلّها، وحينها سنجد أفكارًا قيّمة وجديدة تساعدنا في التوصل إلى الحل
2. سؤال “ماذا لو”؟: يمكننا استخدام هذا السؤال مع الأدوات والأشياء والأماكن للحصول على أفكار جديدة للتطبيق؛ فعلى سبيل المثال، كم عدد الاستخدامات التي يمكننا التفكير فيها لاستعمال علاقات الملابس المعدنية الموجودة في خزانة الملابس؟ هنا علينا ألا نبدأ في التخمين والتقييم، وإنما طرح سؤال “ماذا لو”
ماذا لو درست الطب أو الهندسة أو عملت في مجال التعليم أو الزراعة؟ وكتابة جميع المهن التي يمكننا التفكير بها
ماذا لو استخدمت أداةً معيّنةً في المطبخ أو غرفة الطعام أو الحديقة أو مكان العمل؟ وكتابة جميع الأماكن التي يمكننا التفكير فيها
ماذا لو استخدمت شيئًا معيّنًا مع كرة أو سيارة أو طاولة؟ والتفكير في أكبر عدد ممكن من الأشياء
وفي هذه الحالة نلاحظ أن عدد الأفكار التي تتولد لدينا لا حدود لها.
المساحة ونقاط التجميع
علينا تعلّم كيفية تحديد نقاط التجميع التي قد تسبب لنا التوتر، وتُعرف نقطة التجميع بأنّها المساحة التي نضع فيها الأشياء المرتبطة معًا، وذلك بالنقاط التالية:
الصندوق الفيزيائي: يتم استعماله لتخزين الورق والمجلات والأشياء التي لا نحتاجها في الوقت الحالي، ويجب استخدام حجم مناسب
الصندوق المحمول: يتم وضع الأشياء التي نستخدمها خلال اليوم بداخله، أو الأشياء التي نحصل عليها من الغير، ثم نضع محتوياته لاحقًا في الصندوق الأول
دفتر الملاحظات”الورقي أو الرقمي”: يمكننا استعماله لتدوين الأفكار والمهام والأفعال، وتصنيفها تحت العناوين “الأفعال، الأفكار”
الاعتماد على بريد إلكتروني واحد: يؤدي امتلاك عدة حسابات للبريد الإلكتروني إلى فقدان التركيز والسيطرة على بعض الأمور
البريد الصوتي: يجب أن يكون حسابًا واحدًا أيضًا، يتم الاعتماد عليه لتحويل المكالمات، أو تفويض المسؤوليّات للسكرتير أو الزوجة والزوج
الرسائل النصيّة ومنصات التواصل الاجتماعي: يجب الحد من استعمالها، وحصر ذلك خلال وقت معيّن، ولفترة محددة
عند تطبيق وصفة الوقت والمساحة والعقل، سنتمكن من تحقيق إنجازات ملموسة وتسريع استثمار للوقت والاستمتاع بالحياة وتقليل التوتّر.
يمكنكم التواصل مع الدكتور طارق رشيد على tareq_m35@yahoo.com