الأثر السلبي للعطلة الصيفية على تعلّم التلاميذ

أحدث المقالات

شارك مع من تحب

الأثر السلبي للعطلة الصيفية على تعلّم التلاميذ
كتبت: دينا هلسة،
اختصاصية علم نفس تربوي

ينتظر أغلبنا مجيء العطلة الصيفية بشوق، وخاصة أن فترة الصيف فرصة للتنزه والحفلات، ويعتبر بعض الأشخاص العطلة الصيفية وقتًا مملاً، وينطبق هذا الأمر أيضًا على أطفالنا الصغار، ومع ذلك، ما زلنا بحاجة إلى توخّي الحذر وتجنب الأثر السلبي للعطلة الصيفية على أدمغة أطفالنا.

خلال العام الدراسي، يتم تعليم التلاميذ بانتظام على المهارات الأساسية والتي يتم تنميتها يوميًا، ولكن الأمور تختلف في فصل الصيف حيث لا يستخدم الكثير من التلاميذ قلم طِوال إجازتهم الصيفية لعدم وجود واجبات منزلية.
بالطبع، العطلة الصيفية هي أكثر ما يتطلع إليه التلاميذ للاستراحة من الواجبات المدرسية، ومع ذلك، فإن فترات الإجازة الصيفية الآن، أكثر من أي وقت مضى، لما لها تأثير على القدرات العقلية لأطفالنا.
فجوة التعلم
يفقد أطفالنا حوالي ثلاثة أشهر مما تعلموه خلال العام الدراسي في العطلة الصيفية، وفقًا لدراسة أجراها الدكتور هاريس كوبر. إنّ التأثير السلبي ملحوظ بشكل خاص في فقدان التعلم لمادة الرياضيات في العطلة الصيفية، ويتبع ذلك فقدان التعلم للقراءة والإملاء بنسب متقاربة.
في العديد من المدارس، لا يحصل الأطفال على فرصة لمراجعة مواد دراسية سابقة، وفي بعض الحالات، ينتج عن هذا فجوة تعليمية كبيرة بين التلاميذ. في كل عطلة صيفية، تتسع الفجوة ويتراجع التلاميذ أكاديميًا أكثر فأكثر، مما يؤدي إلى معاناة العديد من التلاميذ لتحسين تحصيلهم الدراسي في مادتي القراءة والرياضيات مقارنة بأقرانهم.
الفجوة الاجتماعية والاقتصادية
لسوء الحظ، لقد ثبت أن هذه الفجوة تتسع بين التلاميذ من الأسر ذات الدخل المحدود، أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف إرسال أطفالهم إلى المخيمات أو الإجازات وغيرها من الأنشطة التعليمية. يحصل الطلاب ذوو الدخل المرتفع على فرص أكثر في العطلة الصيفية لأنهم من أُسَر قادرين على تحمّل تكاليف الأنشطة التعليمية المفيدة.
الدراسة عن بُعد
اتخذت العديد من المدارس في الأردن خطوات لمحاولة استمرار تعلّم التّلاميذ طوال فترة الحظر الشّامل، فمثلاً لقد ساعد التعلم الرقمي على استمرارية المشاركة الأكاديمية للتلاميذ بشكل يومي. لكن التعلم عبر الإنترنت ليس بديلاً عمليّا للتعليم الفردي لجميع تلاميذ المدارس، وهذا يعني أنه لا يمكن للتلاميذ قضاء عطلة الصيف دون القيام بأنشطة تعليمية تُحفّز قدراتهم العقلية. تستجيب أدمغتنا لكيفية استخدامنا لها؛ فالدماغ مثل الجسم تمامًا، يحتاج إلى التدريب حتى ينمو ويظل في حالة جيدة ليحمي قدراتنا المعرفية من التدهور.
نصائح لتجنّب الأثر السلبي للعطلة الصيفية على أدمغة أطفالنا
أدمغتنا مرنة للغاية وتتغير وتتكيف باستمرار حسب مدة وطريقة استخدامنا وأيضًا حسب البيئة المحيطة. لذلك، فإن البيئة التي تمتاز بتحفيز عالي للدماغ وضغوطات أقل، هي بيئة مُثلى لتنمية القدرات العقلية.
إليكم هذه النصائح لمساعدتكم في تجنّب الأثر السلبي للعطلة الصيفية على تعلّم التلاميذ:
تُساعد التمارين الذّهنيّة على الحفاظ على صحة أدمغتنا، لذا لنتأكّد أنها جزء أساسي من النظام اليومي لأطفالنا
يُعزّز النوم نمو الدماغ، العديد من الأطفال واليافعين يسهرون لوقت متأخر خلال العطلة الصيفية لعدم الحاجة لاستيقاظهم مبكرًا. لنتأكد من حصولهم على عدد ساعات كافية من النوم، إذا حظيوا بنوم جيد، فسيحظوا بتركيز عالي!
يرتبط الأكل الصحي بتحسين القدرات العقلية، يحتاج أطفالنا إلى نظام غذائي متوازن. يمكننا التأكد من تناول الفيتامينات أو المكملات الغذائية اللازمة، وفي حالة كان هناك نقص معين، فعلينا التّواصل مع مُقدم الخدمات الصحية الخاص بنا لتوفير الفيتامينات والمكملات الغذائية اللازمة
بقاء أطفالنا وقتًا طويلاً أمام الشاشات يؤثر سلبًا على تطور أدمغتهم. اللّعب ضروري لبناء المهارات الحركية الدقيقة والجسيمة بالإضافة إلى مهارات حل المشكلات. لذا، لندع أطفالنا يشعرون بالملل كي يكتشفون طرقًا أخرى لقضاء أوقاتهم، بعيدًا عن الشاشات، لنُشجّع أطفالنا على اللّعب غير المنظّم الذي يُعزز مهاراتهم الإبداعية
يؤثر التوتر المزمن في ضعف الذاكرة والعديد من وظائف الدماغ الأخرى مثل المزاج والقلق. قد نعيش حياة مرهقة، لكن علينا الاهتمام بأدمغتنا والحفاظ عليها. الأطفال، على وجه الخصوص، يفتقرون إلى القدرة على التعامل مع التوتر. اطلبوا المساعدة إذا كان أطفالكم يُعانون من التوتر المزمن وحاولوا التأكد من عدم إرهاقهم بالقيام بالكثير من الأنشطة. حاولوا تشجعيهم على ممارسة رياضة اليوغا وأنشطة التأمّل الذهنية وأن نكون حاضرين في حياتهم اليومية بتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم دائمًا

 


البحث عن الكنزالبحث عن الكنز
يمكن أن تُساعد هذه اللعبة أطفالنا على الاستمتاع بأوقاتهم وممارسة مهاراتهم في حل المشكلات بالإضافة إلى الاستمرار في مراجعة ما تعلموه في المدرسة بطريقة ممتعة وغير مباشرة
نحتاج إلى
ورق وأقلام رصاص ملوّنة
طريقة تنفيذ النشاط
اكتبوا مجموعة من الأدلة على قطع صغيرة من الورق.
فيما يلي بعض الدلائل الأساسية كأمثلة لتبدؤو بها، يمكنكم أن تكونوا مبدعين وتكتبوا ما تريدون:
أ. ابحثوا عن خمسة أشياء تبدأ بالحرف نفسه
ب. ابحثوا عن أشياء باللون الأخضر
ت. هل وجدتم أكثر من 25 عنصر؟ هذا جيد، استمروا
ث. ابحثوا عن شيء شفاف
ج. ابحثوا عن شيء خفيف
بعد تجهيز جميع بطاقات الأدلة، قوموا بإخفائها حول المنزل
اكتبوا مجموعة من النصائح على أوراق لمساعدة أطفالكم في العثور على الأدلة ووضعها في مرطبان. على سبيل المثال:
نصيحة للدليل الأول: ستجدون الدليل الأول تحت شيء تنامون عليه
نصيحة للدليل الثاني: ستجدون الدليل الثاني على شيء له أرجل ولكن لا يتحرك (الإجابة هي الطاولة) اكتبوا نصائح لجميع الأدلة
عندما يكتشف أطفالكم جميع الدلائل، يمكنكم إعطاؤهم جائزة صغيرة كمكافأة
المزيد عن معارض وبرامج متحف الأطفال يُمكنكم زيارة هذا الرابط Cmj.jo

Nakahat Ailiyeh