كتب: الدكتور طارق رشيد، مستشار ومدرب دولي
فرضت جائحة كورونا تحديًا كبيرًا على جميع المؤسسات؛ حيث كان السؤال: كيف يمكن أن تستمر العمليات والعمل في ظل الحظر الذي أُعلن في آذار 2020؟ كانت المدارس والجامعات والمؤسسات الأكاديمية من أكثر الجهات المتأثرة بهذا الحظر.
تمثّل الطالبات والطلاب وفئة الشابات والشباب في معظم الدول غالبية السكان، الأمر الذي ساهم في أن تشكّل استمرارية التعليم تحديًا كبيرًا أمام وزارات التعليم وصنّاع القرار في المؤسسات الأكاديمية.
التحول الرقمي
لضمان استمرار العملية التعليمية في المدارس والجامعات، تم اتخاذ قرار نقل التعليم إلى الإنترنت. وفي عالم يشهد تحولًا رقميًا، تم تبني العديد من الاستراتيجيات والأدوات والتقنيات لتحقيق الأهداف الاستراتيجية خلال هذه الأزمة.
فوائد التعليم الإلكتروني
ثبت أن هناك العديد من الفوائد التي دعمت فعالية هذه الاستراتيجية في التعليم. وأبرز هذه الفوائد تشمل:
استمراريّة التعليم: بدون الحلول الإلكترونية، كان من المستحيل استمرار العملية التعليمية أثناء حظر التجوال عندما تعذّر التعليم الوجاهي
حماية الصحة: ساعد التعليم الإلكتروني في الحد من انتشار الفيروس؛ حيث أصيب العديد من الأشخاص بمشاكل صحيّة خطيرة خلال الجائحة، وتوفي عدد كبير أيضًا
استثمار الوقت: وفّر التعليم الإلكتروني وقت التنقل من وإلى المدارس، والذي يستغرق في المتوسط ساعة يوميًا لمعظم الطلاب
تعزيز السلامة: مع إجراءات الحظر الشامل، أصبحت الشوارع خالية تقريبًا، مما أدى إلى رفع معايير السلامة وتقليل الحوادث
تقوية العلاقات الأسريّة: أتاح حظر التجوال فرصة لتعزيز الروابط والعلاقات الأسرية؛ حيث قضى الأهل وقتًا أطول مع بناتهم وأبنائهم، وشاركوا حيث قضى الأهالي وقتًا أطول مع أبنائهم وشاركوا في العملية التعليمية للأطفال واليافعين
الدروس المسجّلة: يتميّز التعليم الإلكتروني بإتاحة جميع الحصص والمحاضرات مسجلة، مما يتيح إمكانية العودة لها في أي وقت، في حال عدم فهم الشرح من المرة الأولى
تحديات التعليم الإلكتروني
على الرغم من الفوائد العديدة للتعليم الإلكتروني، إلا أنه واجه تحديات عديدة منها:
قلة التفاعل: يتميّز التعليم الوجاهي بتفاعل كامل بين المعلمة أو المعلم والطالبات والطلاب، وكذلك بين الطالبات والطلاب مع بعضهم البعض، وهو ما يفتقر إليه التعليم الإلكتروني
عدم توفّر المناهج الإلكترونيّة: في العديد من الدول، لا توفر وزارات التعليم مناهج إلكترونية تغطي جميع المراحل أو تغطي جميع المواد الدراسية، مما أثر سلبًا على العملية التعليمية
نقص الاتصال بالإنترنت: في بعض الدول الفقيرة، يعاني الكثير من ضعف الاتصال بالإنترنت أو ارتفاع تكاليفه، مما جعل التعليم الإلكتروني خيارًا غير عملي
غياب البنية التحتيّة للإنترنت: في بعض المناطق، لا تتوفر بنية تحتية للإنترنت، مما حرم عددًا كبيرًا من الطلاب من فرصة التعلم خلال الأزمة
عدم تأهيل المعلمين: لم يحصل بعض المعلمين على تدريب كافٍ لاستخدام الحلول الإلكترونية بشكل فعّال، أدى هذا إلى تحدٍ للمعلمين، مما أثر على مستوى الثقة بين الطلاب والمعلمين؛ حيث بدوا غير أكفاء، في حين أنهم كانوا ببساطة غير مدربين جيدًا
صعوبة قياس النتائج التعليميّة: كان من الصعب على الكادر التعليمي تقييم مدى فعاليّة العمليّة التعليميّة وقياس مهارات الطالبات والطلاب ومعرفتهم، وفي بعض البلدان، كان الناتج الحقيقي للتعليم ضعيفًا للغاية، خاصة في المراحل الدراسيّة الأولى. في هذه الحالة الأخيرة، هناك العديد من الصعوبات المتعلقة بتفاعل الطالبات والطلاب وقدرة المعلمات والمعلمين على مراقبتهم
غياب الحضور الفعلي: أحد التحديات الكبرى كان ضمان حضور الطالبات أو الطلاب فعليًا للدروس، خاصةً وأن بعضهم لم يفتحوا الكاميرا أو الميكروفون؛ لذلك، يبدو أن الطلاب كانوا متواجدين عبر الإنترنت، لكن هل كانوا حاضرين بالفعل؟
الغش: لاحظنا، نحن كخبراء تعليميين نعمل مع العديد من المنظمات والوزارات، الكثير من الغش من قبل الطلاب؛ كان أسوأها عندما كانت بعض الأمهات يساعدن أطفالهن في الإجابة على الأسئلة
على وزارات التعليم والمؤسسات التعليمية مراجعة الدروس المستفادة من التجربة التي حصلت خلال حظر وباء كورونا، والعمل على تحسين الحلول الإلكترونية لضمان فعالية أكبر. وفي ظل التحول الرقمي السريع، يجب أن تكون القطاعات التعليمية قادرة على دعم حلول تضمن أعلى معايير الجودة التعليمية.
يدعم البعض الحل الثنائي المعروف باسم التعلم المدمج، الذي يجمع بين التعليم الوجاهي والتعليم الإلكتروني، بما يتناسب مع طبيعة الظروف.
يمكنكم التواصل مع الدكتور طارق رشيد على tareq_m35@yahoo.com