التوحد والتحديات الحركية

0
972

كتبت: تمارا جلاجل،

اختصاصية علاج طبيعي للأطفال

هنالك الكثير من الأمور التي يمكن للأهل القيام بها بنجاح لمساعدة أطفالهم الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد. أقدّم هنا ملخصًا لما يمكن لإختصاصيي العلاج الطبيعي القيام به لمساعدة هؤلاء الأطفال على اكتساب مهارات جديدة وتخطي التحديات الحركية بأشكالها المتنوعة.

اضطرابات طيف التوّحد تعدّ واحدة من الاضطرابات النمائية العصبية التي تظهر عادة خلال فترة الطفولة المبكرة وتستمر خلال مرحلة البلوغ. قد حظيت تحديات التواصل الإجتماعي واللغة والنطق التي يواجهها الأطفال المصابون باضطرابات طيف التوحد باهتمام مقدمي الرعاية والرعاية الصحية، على عكس التحديات الحركية التي لم تحظى بالكثير من الاهتمام. تشير المواد المنشورة في الوقت الحاضر إلى وجود رابط مباشر ما بين المهارات الحركية والإجتماعية وأن كل مهارة منهم تساهم في الأخرى. يعاني الأطفال المصابون بطيف التوحد في العادة من صعوبات في الحفاظ على وضعية جسد مستقيمة بالإضافة لصعوبة في التنسيق والتخطيط الحركي.

كيف يمكن لاختصاصيي العلاج الطبيعي المساعدة؟

1. تعزيز مشاركة الأطفال في النشاطات اليومية

تتطلب أغلب النشاطات اليومية الحركة الجسدية مثل صعود ونزول الدرج والتحرك والتنقل في البيئة المحيطة. بعض الحركات المصاحبة لاضطراب طيف التوحد تمنع الأطفال من تعلم بعض النشاطات اليومية. لذلك، قد يساعد اختصاصيّو العلاج الطبيعي الأطفال على تعلم كيفية أداء الحركة اللازمة بشكل مناسب لهم.

2. تعزيز التطور الحركي

تأخر التطور الحركي المبكر عند الأطفال قد يكون علامة رئيسية للتشخيص باضطراب طيف التوحد. وسوء التوازن والتحكم في وضعية الجسد هو من الأعراض الشائعة التي تؤدي بشكل غير مباشر إلى تأخر مراحل الحركة الرئيسية مثل نزول الدرج والقفز. يساعد اختصاصيو العلاج الطبيعي الأطفال الذين يعانون من مثل هذا التأخر على تحسين مهاراتهم الحركية، وفقًا لعمرهم ولمنع حصول تأخر آخر في التطور الحركي.

3. تعزيز مهارات التنسيق الحركي

ترتبط تحديات التنسيق الحركي باضطراب طيف التوحد الذي له أثر على تطور مهارات الحركة الكبرى مثل مهارات اللعب بالكرة (ركلها باتجاه هدف، ورميها والتقاطها)، والركض بسلاسة باتجاهات مختلفة والتنقل حول عائق عند ركوب الدراجة. التقليد الحركي (وهو القدرة على تقليد والقيام بذات الحركات التي يقوم بها أشخاص آخرون) واتباع اثنين لثلاث تعليمات حركية شفوية مرة واحدة قد يشكل تحديًا للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. دور اختصاصيي العلاج الطبيعي هو تحديد كيفية تأثير هذه الصعوبات على نشاطات الأطفال اليومية وثم التخطيط للتدخل الطبي العلاجي المناسب للحد من الضرر المصاحب لصعوبات التنسيق الحركي.

4. تعزيز قوة العضلات وقوة تحملها

قد يشعر الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد بالتعب بسرعة خلال القيام بنشاطات تتطلب جهدًا. يلاحظ الأهل أن أطفالهم لا يستطيعون السير لمسافات مثل أخوانهم خلال التسوق، على سبيل المثال، أو بقائهم جالسين وعدم الرغبة في الانخراط في النشاطات الجسدية البسيطة. قد يؤدي هذا إلى رغبة عند الأطفال في الانعزال عن الناس والتجمعات الاجتماعية. قد يقدم اختصاصيو العلاج الطبيعي طرقًا للأهل حول كيفية اشراك أطفالهم وطرقًا عملية مباشرة لتحسين قوة عضلاتهم وقوة تحملها.

5. معالجة الاضطرابات العضلية الهيكلية

الاضطرابات العضلية الهيكلية تبدأ في الظهور في مرحلة الطفولة المبكرة أو المراهقة المبكرة أو لاحقًا. قد يساهم التدخل الطبي (العلاج الطبيعي) المبكر والكافي بالتعاون مع اختصاصي العلاج الوظيفي المهني لتقديم نشاطات حركية حسية في المنزل أو المدرسة.

من الضروري للأطفال أن يحصلوا على تقييم حركي لتحديد المجالات التي تحتاج للتدخل الطبي (العلاج الطبيعي). يعرف اختصاصيو العلاج الطبيعي بالتحديد سبب حدوث التحديات الحركية وكيفية تحسينها. كل طفل ينمو بطريقته الخاصة ويعاني الأطفال المصابون باضطرابات طيف التوحد من بعض التحديات الحركية مثل الحفاظ على استقامة الجذع، والتناسق والتخطيط الحركي الجسدي، لكن يستطيع اختصاصيو العلاج الطبيعي تقديم المساعدة مع فريق اعادة التأهيل من خلال عمل خطة للنمو ولعلاج التأخر الحركي حسب العمر.