بقلم سوزان المصري قرقش، خبيرة طهي وتدبير منزلي
تعتبر شجرة الزيتون ركيزة هامة في حياة شعوب البحر الأبيض المتوسط؛ إذ كانوا فيما مضى يعتمدون على شجرة الزيتون اعتمادًا كبيرًا في معيشتهم، ولا يزال اعتمادهم عليها موجودًا إلى حد ما في الوقت الحاضر.
استخدم زيت الزيتون في العصور الماضية في مصابيح الإضاءة، كما استُعمل في علاج بعض الأمراض الجلدية. بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام أجزاء من شجرة الزيتون في طهي الطعام والتدفئة والنحت. وتُعد تجارة منتجات شجرة الزيتون من أقدم عمليات التبادل التجاري. يُذكر أن جوائز الفائزين في أولى الألعاب الأولمبية التي عُقدت في اليونان عام 776 م كانت عبارة عن أكاليل مجدولة من أغصان الزيتون. واليوم، يُستخدم غصن الزيتون رمزًا من رموز السلام ودلالة عليه.
شجرة الزيتون وأهميتها
يمتد تاريخ شجرة الزيتون إلى أقدم العصور. ومن العلماء من يقول إنها من أرمينيا أو آسيا الصغرى، ومنهم من يقول إنها من سوريا.
لقد أشاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالزيت والزيتون، كما تعددت الإشارات إلى الزيتون في القرآن الكريم، ووصفت بأنها شجرة مباركة. وقد شبه الله تعالى نور زيتها بنور الله، فقال في كتابه العزيز:
“اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ” (سورة النور: آية 35)
كما أقسم الله تعالى بالزيتون في قوله:”وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ” (سورة التين: آية 1)
أصناف الزيتون
1. النبالي البلدي: من أشهر الأصناف المحلية وأغزرها زيتًا، ثمره بيضاوي الشكل ومضلع مستطيل
2. الرصيعي: تشتهر بها منطقة الكرك والطفيلة، وثمره أكبر من النبالي، ومستدير كروي الشكل
3. النبالي المحسن: يُعد من سلالة الرصيعي، ويصلح للتخليل الأخضر والأسود واستخراج الزيت، وتكون ثماره متوسطة الحجم
4. جروسادي أسبانيا: صنف إسباني الأصل، ثمره يشبه النبالي لكنه أكبر حجمًا، ويصلح لاستخراج الزيت
فوائد زيت الزيتون
يمتاز زيت الزيتون بصفات كثيرة تعود على الإنسان بالصحة والعافية، فهو أسهل هضمًا من أنواع الزيوت الأخرى، ويحتوي على عدد من الفيتامينات الضرورية للجسم، وتحتاج شجرة الزيتون إلى سنوات طويلة حتى تبلغ أشدها، وتقضي سنتين كاملتين وهي تمتص أشعة الشمس لتهيئة ثمرها.
وتحتوي ثمار الزيتون على فيتامين د الذي يحمي الأطفال من الكساح وتقوّس الساقين، كما يضفي على الوجه حمرة وإشراقًا.
وأخيرًا، يعتبر زيت الزيتون مادة غذائية فاتحة للشهية؛ حيث تُثير المادة العطرية التي يحتوي عليها شهية الجهاز الهضمي للطعام. لذلك، يُعد طبق زيت الزيتون والزعتر من أطيب أطباقنا العربية.
يمكنكم التواصل مع سوزان المصري على suzan.almasri70@gmail.com