كتبت: سونيا سلفيتي، متابعة الحمية البائسة
نحن نعلم جميعًا أننا لم نصبح مهووسين بالحميات الغذائية من فراغ، ولم يكن ذلك نتيجة لالتزامنا بقرارات العام الماضي. لو كنا قد التزمنا بها، لما كنا ما زلنا نواجه هذا التحدي في حياتنا.
يُعزى ذلك جزئيًا إلى حقيقة أن أي إدمان يمكن أن يسيطر علينا. ففي اللحظة التي نعتقد فيها أننا حرّرنا أنفسنا من الإغراءات، تعود لتظهر كجزء من تجربتنا الإنسانيّة.
ضحايا غير متوقعين
البقاء في حالة تأهب هو أقوى سلاح لنا في معركة الإدمان على الطعام. إنه أقوى من أي قرار للسنة الجديدة يمكننا تصوّره؛ فعندما يخطط المجرمون إلى السرقة أو القتل، يستخدمون عنصر المفاجأة للإيقاع بضحاياهم، وعلى الرغم من ذلك، فإننا لسنا مضطرين للتصرف كأهداف سهلة يتم اصطيادها. ليس الأمر كما لو كانت هذه هي تجربتنا الأولى، ولا يبدو أننا فجأة لن نشعر بالإغراء تجاه أطباقنا المفضلة من الحلويات.
الاستراتيجيات
لمساعدتنا على البقاء في حالة تأهب، سيكون من المفيد لنا وضع استراتيجيات محددة يسهل تنفيذها حتى في أكثر أيامنا انشغالًا. أقدم بعض الاستراتيجيات التي أثبتت نجاحها معي، ولتسهيل تذكرها، أطلقت عليها الاسم الرمزي “WAIT”.
الماء (Water: W)
علينا أن نتحقق من شربنا لكوب من الماء كل ساعة حتى في حال عدم الشعور بالعطش، خصوصًا خلال أشهر الشتاء الباردة. الحفاظ على الرطوبة يساعد على كبح الشعور بالجوع وتنظيف الجسم من السموم، بالإضافة إلى الفوائد الرائعة التي يقدمها للبشرة.
النشاط (Activity: A)
إضافة النشاط إلى كل جزء من يومنا أمر ضروري، بدلًا من الاعتماد فقط على وقت التمارين المخصص، وينبغي أن نركز على ذلك في ساعات المساء؛ حيث نميل للجلوس على الأريكة المريحة لمتابعة برامجنا المفضلة.
وللتخلص من هذه العادة، قمت بوضع قاعدة بعدم تخطي الإعلانات عند مشاهدة البرامج على التطبيقات، وذلك لاستغلال وقت الإعلانات للقيام ببعض الأعمال المنزلية. فهناك دائمًا مهام مثل طي الغسيل أو ترتيب الأدراج. هذا الأمر يحقق فائدة مزدوجة؛ حيث إنّه يساعد على كسر التسويف ويحافظ على نشاطنا، وبالنسبة للأعمال المنزلية التي قد تكون مزعجة، يمكن دمجها مع أنشطة ممتعة لنظل مشغولين ونمنع أنفسنا من تناول وجبات غير صحية.
المعلومات (Information – I)
يعد جمع المعلومات أمرًا أساسيًّا لتحقيق النجاح في أي مجال؛ حيث يساعدنا ذلك على اتخاذ قرارات واعية تؤدي إلى خيارات أفضل باستمرار.
على سبيل المثال، في حال كان الأصدقاء أو العائلة يخططون لتناول العشاء في الخارج، يمكننا البحث عن قائمة الطعام عبر الإنترنت لاختيار وجبة صحية. وإذا لم نجد خيارًا مناسبًا، يمكننا اقتراح مطعم آخر يوفر خيارات صحية، مما يجعل تأثيرنا إيجابيًا على الآخرين أيضًا.
الاعتدال (Temperance – T)
التحكم بالنفس والاعتدال أمران مهمان في كل جوانب حياتنا. ومع الممارسة، يمكننا الوصول إلى توازن صحي، وبدلًا من السعي نحو الكمال، يكفي أن نطمح للتحسن المستمر وبخطوات ثابتة في الاتجاه الصحيح.
لنتذكر أن كل شخص فريد، ولا توجد حلول تناسب الجميع؛ لذا على كلّ منّا البحث عما يناسب جسده، والحفاظ على وتيرة نستطيع الالتزام بها مدى الحياة.
هذا ليس سباق سرعة، بل أشبه بماراثون طويل يتطلب الحفاظ على طاقتنا للوصول إلى خط النهاية دون استسلام.
إلى عام جديد أكثر صحة وتوازنًا، يستمر نجاحه إلى ما بعد الشهر الأول، ونحن نمضي بالوتيرة التي تناسبنا مدى الحياة!
يمكنكم التواصل مع سونيا سلفيتي على marsonsher@aol.com