كتبت: لمى جمجوم،
مدربة حياة وناشطة في مجال الدمج للأطفال من ذوي التحديات ومؤسسة مبادرة بهجة
ص
يضع العديد من الأهل، خاصة أهل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أنفسهم آخرًا لحساب أطفالهم إلى أن تتدهور صحتهم ويصبح من الصعب تجاهلها. هذا المقال يتحدث عن أهمية منح أنفسهم الإذن لاستعادة قوتكم ومقدرتكم على الدعم.
ص
أعلم جيدًا ماذا يعني أن نكون أهلًا لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وما تحمله معها التجربة من مسؤوليات متعددة تتمثل بتقديم الدعم للأطفال وتفهم احتياجاتهم والسعي للحصول على الدعم والدفاع عنهم وعن حقوقهم. خلال التجربة قد نمرّ كأهل بإحباطات ومعيقات تدفعنا للحزن أو الغضب.
لهذا من الضروري جدًا أن نهتم بأنفسنا، وأخص الأمهات اللواتي يمضين أغلب أوقاتهن في جلسات العلاج الخاصة بأطفالهن ويبذلن الكثير من الجهد من أجل إيجاد فرص أفضل. من الضروري إيجاد طرق للاسترخاء واستعادة القوة والاستمتاع ببعض الأمور والتي تعطينا الدافع للمضي قدمًا وتمكننا من تقديم المزيد والتحلي بالصبر والتعاطف.
ليس من الأنانية أن يخصّص الأهل، الذين يضحّون بوقتهم وجهدهم في سبيل أطفالهم من ذوي الاحتياجات، بعض الوقت للاهتمام بأنفسهم وللاسترخاء وإطلاق العنان ليتمكنوا من استعادة السيطرة على حياتهم ومواصلة عملهم كالمعتاد.
دعونا:
نحدد وقتًا خاصًا بنا، مثلما نقوم بتحديد وقت للعب أطفالنا! قد يشمل وقت اللعب قضاء بضعة ساعات في المكتبة أو في المقهى أو صالون تجميل أو حضور حدث رياضي
دعونا أيضًا أن نقوم بالاهتمام بأطفالنا من خلال ضمان تناولهم وجبات صحية، وتطبيق الأمر ذاته على أنفسنا! فتناول وجبة صحية يزودنا بالطاقة ويحسن من نومنا ومزاجنا ويساعدنا على الشعور بأفضل شكل
دعونا كما نأخذ مواعيد لجلسات علاج أطفالنا، نقوم بالشيء نفسه لأنفسنا! أن نكون أهلًا لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يعني إهمال حاجاتنا وكأنها غير موجودة. رعاية أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يجب ألا تلهينا عن الاهتمام بأنفسنا والتمتع بحياة جيدة.
دعونا نستعد لتجربة ستغيّر حياة أسرتنا بأكملها! يمكننا البدء من خلال إعداد وكتابة قائمة في الأشياء التي نرغب بالقيام بها.
في النهاية لا يسعني إلا أن أقول أننا نحن وأسرنا أفراد استثنائيون بكل ما للكلمة من معنى!