رحلة الصداقات لدى الأطفال

كتبت: دينا هلسة، اختصاصية علم نفس تربوي

مساعدة أطفالنا على بناء الصداقات وتطوير مهاراتهم الاجتماعية قد تكون من أهم المهام التي نقوم بها كأهل. بالنسبة للعديد من أطفالنا، تنمو الجوانب الاجتماعية بسهولة، لكن الأمر ليس كذلك لجميعهم. لذلك، فإن فهم مراحل التطور الاجتماعي المختلفة يمكن أن يساعدنا في في فهم كيفية دعم التطور الاجتماعي لأطفالنا بشكل أفضل.

مراحل التطوّر الاجتماعي
وفقًا لنظريات التطور الاجتماعي التي قدمها عدد من علماء النفس مثل “إريك إريكسون” و“جان بياجيه” و“ليف فيغوتسكي”وجون بولبي، يمر أطفالنا بمراحل مختلفة من التطور الاجتماعي. ورغم وجود فروقات فردية بينهم، إلا إنّ المراحل العامة تشمل:
مرحلة الرضاعة (2-0 سنة): يبدأ الأطفال في تكوين روابط عاطفيّة مع الأمهات والآباء ومقدمي الرعاية لهم، ويستجيبون لتعابير الوجه والأصوات المختلفة
مرحلة الطفولة المبكرة (2-6 سنوات): يبدأ الأطفال اللعب المتوازي ثم ينتقلون إلى اللعب التعاوني، كما يبدأون في فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين وتنمية مهارات التعاطف
مرحلة الطفولة المتوسطة (6-12 سنة): يبدأ الأطفال في تكوين صداقات وفهم التسلسل الاجتماعي، ويتعلمون أيضًا كيفية حل تحدياتهم الخاصة والتفاوض
مرحلة اليافعيّة (12-18 سنة): يطور اليافعون في هذه المرحلة إحساسًا بالهوية والاستقلاليّة، وتصبح العلاقات مع الأقران حيوية جدًا ومؤثرة في هذه الفترة

بناء الثقة بالنفس
علينا تشجيع أطفالنا على تطوير مهاراتهم الاجتماعيّة في المدرسة من خلال الانضمام إلى الأنشطة الجماعية وتعليمهم مهارات الاستماع الفعّال، ويمكن تحضيرهم للمواقف الاجتماعية المختلفة من خلال التدريب في المنزل ولعب الأدوار؛ حيث سيمنحهم ذلك ثقة أكبر عند مواجهة تلك المواقف في الواقع.

بعض الأنشطة التي يمكن ممارستها تشمل:
الرياضات الجماعية
تنظيم مواعيد لعب مع عدد قليل من الأطفال لتقليل التحديات
التدريب على الحفاظ على التواصل البصري
تعليمهم تلخيص ما يسمعونه كتمرين على الاستماع النشط
محاكاة سيناريوهات مختلفة وتدريبهم على التعامل معها، خاصةً المواقف التي يجدون صعوبة فيها
التعزيز الإيجابي والثناء سيشجع أطفالنا على المحاولة مرة بعد أخرى، علينا ألّا نستسلم، فالصبر والمثابرة ضروريان! قد يحتاج بعض الأطفال وقتًا أطول، بينما يولد آخرون بمهارات اجتماعية فطرية، وكلا الأمرين طبيعي

إذا لم تنجح الأمور
إذا لم تنجح كل الجهود، واستمرّت المعاناة في صعوبة تكوين الصداقات في المدرسة، فإنّ علينا التركيز على بناء صداقات خارج هذا السياق لمساعدتهم على النمو الاجتماعي.
يمكن تحقيق ذلك من خلال العلاقات العائلية وأصدقاء العائلة أو الأنشطة اللاصفية مثل الانضمام إلى نادٍ أو رياضة. قد نحتاج كأهل إلى بذل جهد إضافي من خلال دعوة أهالي آخرين وأطفالهم لمواعيد لعب، لدعم أطفالنا اجتماعيًا.

يمكنكم التواصل مع دينا هلسة على halasehdina@gmail.com

Nakahat Ailiyeh