كتبت: أليسون ستودي، أم رحالة
بالرغم من بُعد مدينة فانكوفر عن عمان، إلا أن الرحلة إلى منطقة الشمال الأبيض والتي تستغرق 16 ساعة من الطيران على الأقل، تستحق ذلك! استمروا في القراءة لتتعرفوا على المناطق الواجب زيارتها وبعض التوصيات الخاصة خلال زيارة هذه المدينة الجذابة.
تعد فانكوفر ثالث أكبر مدينة في كندا و تقع على الساحل الغربي لها. فهي مدينة الجبال والمحيطات والغابات والمناظر الطبيعية، يصعب إيجاد مثل جمالها في أي مكان آخر في العالم.
كنز مخفي
زيارة المناطق المخفية والثمينة ستجعلكم تقدّرون المدينة وما تقدمه لكم بشكل أكبر، وبالأخص طبيعتها. هنا أعرض بعض الأماكن المفضلة لدي:
حديقة لين كانيون والجسر المعلق
(Lynn Canyon Park and Suspension Bridge)
افتتحت هذه الحديقة عام 1912 واكتسبت شهرة بين السياح والسكان المحليين منذ ذلك الحين. يمكنكم الاختيار من بين مجموعة من الأنشطة مثل المشي لمسافات طويلة والتجول في المسارات والاستمتاع بنزهة ترفيهية أو المغامرة بعبور الجسر المعلق الذي يرتفع 50 مترًا فوق الوادي. الغابة في هذه المنطقة مذهلة، إذ قد يصل عمر الأشجار إلى مئة سنة.
مسار كواري روك (Quarry Rock)
هي منطقة ليست معروفة بشكل كبير، يمشي بها غالبًا السكان المحليون. يحتاج هذا المسار عبوره ما يقارب الثلاث ساعات صعودًا ونزولاً في منطقة ديب كوف (Deep Cove) الخلابة، وهي خليج صغير في الحي مع أجواء شبيهة بالقرى. ستستمتعون بمناظر خلابة من الصخور في الأعلى. هنالك درج وسلالم تم إنشائها على طول المسار لجعل المشي أسهل وأكثر متعة، وبالطبع ستكونون محاطين بأشجار قديمة وجميلة. تعد منطقة خيالية! بعد رحلة المشي، توقفوا عند محل Honey’s Doughnuts المعروف عند المحليين، وهو مقهى مشهور بالمدينة لحلوى “الدوناتس” الشهية الذي يصنعه.
الحي الصيني وحدائق صن يات سين (Sun Yet-San)
هل تعلمون أن أكبر حي صيني بالعالم متواجد في مدينة فانكوفر؟ تنزّهوا بالشوارع وستشعرون أنكم في وسط بكين مع الأسواق المكتظة في الأحوال العادية وقبل كوفيد – 19 والباعة المتجولين الصاخبين. يشكل الصينيون جزء كبير من عدد سكان فانكوفر، فلماذا لا تستكشفون هذا الجانب من المدينة؟ وفي وسط صخب المدينة، توجد أيضًا الحديقة الصينية الكلاسيكية؛ حديقة صن يات سين، وهي الأولى التي أنشئت خارج الصين. هنالك حديقة عامّة وجولات متوفرة مع أدلة سياحيين. إنها فرصة ممتعة للتعرف على الثقافة الصينية في كندا. بعد ذلك، استمتعوا بوجبة غداء ديم سم تحتوي على أنواع مختلفة من فطائر الدمبلنغ لتجربة ثقافية حقيقية.
خليج هورسشو (Horseshoe Bay)
يعتبر نقطة المغادرة إلى العديد من الجزر التي تبعد عن ساحل فانكوفر، بما فيها عاصمتها فيكتوريا. في حال لم تخططوا بقيام رحلة خارج المدينة، فإن زيارة خليج هورسشو مناسب لقضاء يوم من الاسترخاء والاستماع بالمناظر الجميلة ولالتقاط الصور. يستطيع الأطفال الاستمتاع بالملاعب القريبة من المحيط الهادئ. استمتعوا بمناظر العبّارات القادمة والمغادرة!
المواقع البارزة
حديقة ستانلي وأكواريوم فانكوفر
لا تكتمل الرحلة لفانكوفر بدون زيارة حديقة ستانلي وأكواريوم فانكوفر. قضاء يوم كامل في التنزه والإستمتاع بمناظر أول حديقة حضرية في فانكوفر تعد من أفضل الخطط سواء كنتم مع عائلاتكم أو لوحدكم. استكشفوا غابة الساحل الغربي الضخمة واستمتعوا بمناظر الماء والجبال والسماء والأشجار العظيمة الخلابة على طول الحاجز البحري المعروف. هنالك العديد من المسارات والشواطئ والحياة البرية المحلية والمعالم التاريخية التي يمكنكم اكتشافها كأعمدة الرسوم الطوطمية للأمم الأولى. هذه الأعمدة أثرية، نقش عليها رموز مرتبطة بالسكان الأصليين في كندا، وهم أول سكان البلد قبل قدوم الأوروبيين. الأكواريوم مكان رائع لزيارته، بالرغم من اكتظاظه أحيانًا. هنالك أكثر من 50,000 نوع من المخلوقات البحرية في الأكواريوم فهو مركزًا للأبحاث البحرية والحفاظ عليها.
منطقة الوست إند (The West End)
بعد الخروج من حدائق ستانلي ستجدون أنفسكم في منطقة تسمى الوست إند. الشواطئ والحدائق فيها تعد من الأماكن الأكثر جاذبية، لكن المنطقة أيضًا مكان أنصح به لتناول الطعام ومراقبة المارة. تعتبر أكثر مقاطعة تنوعًا في المدينة، تحوي مجتمع المثليين الذين يتمركزون حول قرية ديفي. يقع شاطئ الخليج الإنجليزي في منطقة الوست إند وهو أفضل مكان لاستئجار لوح تجديف أو زورق والاستمتاع بقضاء يوم في الماء. إذا لم ترغبوا بذلك، يمكنكم الإستمتاع في التنزه في شارع دنمان وهو المكان الرئيسي للتسوق وتناول الطعام. تعتبر منطقة الوست إند مدخل لحديقة ستانلي وهي منطقة مناسبة لاستئجار الدراجات للنهار إن أردتم أخذ جولة حول حديقة ستانلي.
جزيرة غرانفيل وسوق الأطفال (Granville Island)
جزيرة غرانفيل، هي شبه جزيرة صغيرة يمكن التسوق فيها. هنالك العديد من الفعاليات للقيام بها مما يجعل الجزيرة وجهة مناسبة للعائلات لقضاء يوم (أو حتى يومين!). يضم السوق العام تشكيلات ضخمة من الأطعمة الطازجة والحرف اليدوية، ويعد سوق الأطفال مركز تجاري ضخم بهيئة مخازن مع منطقة مخصصة للعب. قوموا بزيارة الاستديوهات المتواجدة في شوارعها من أجل التعرف على البعض من الفن والثقافة حيث ستجدون كل شيء من متاجر الخشب إلى السيراميك والزخرفة الخرزية والتصوير والمنسوجات. إنه مكان رائع للبحث عن أو اقتناء التذكارات غير التقليدية. هناك العديد من المطاعم، ابتداءً من الكافتيريا إلى المطاعم الفخمة، وجميعها تقدم مأكولات بحرية طازجة وغيرها من الخيارات. اجعلوا أطفالكم يحضرون معهم ملابس السباحة ولا تفوتوا فرصة الدخول إلى المتنزهات المائية!
مدينة غازتاون (Gastown)
هي مقاطعة أخرى في وسط المدينة تستحق الزيارة، وهي أقدم حي في فانكوفر يعود إلى عام 1867، وتمزج ما بين القدامة والحداثة بطريقة جميلة. تتميز المنطقة التي تضم متاجر الأزياء و الديكور بشوارعها المرصوفة بالحصى وأعمدة الإنارة العتيقة والفن المعماري الفكتوري القديم. كأغلبية مدينة فانكوفر، من الأفضل استكشافها على الأرجل. وبالطبع الكثير من المطاعم ستلبي رغباتكم إذ تقدم الكثير منها أطباق آسيوية أو أطعمة بسيطة من اللحم والجبنة كوجبة خفيفة في فترة بعد الظهر. إذا لم تكن الأجواء ماطرة، لا تفوتوا فرصة الجلوس على الشرفة ومراقبة المدينة!
ماذا عليكم أن تعرفوا؟
الطقس: المناخ شبيه بطقس عمان لكن مع كميات أكبر من المطر. و مع ذلك لا يسمح سكان فانكوفر بأن يعيقهم الطقس ، فاجلبوا شماسيكم و معاطفكم وهكذا ستكونون جاهزين!
الثقافة: مدينة فانكوفر تهتم بقضايا الصحة وتركز بشكل كبير على النشاطات الخارجية والنظام الغذائي الصحي. حتى أكثر الأشخاص الانتقائيين في تناول الطعام سيجدون مطعم يناسبهم، سواء كنتم نباتيين أو تتبعون نظام غذائي خالي من الغلوتين أو آكلي اللحوم. لا تتفاجئوا من رؤية أكشاك بيع عصائر السموثي في الشوارع، حيث يمكنكم الحصول على خليط لذيذ ومنعش من الفاكهة والخضراوات حسب اختياركم. ستلحظون استديوهات اليوغا في جميع أنحاء المدينة، لا تترددوا في المشاركة كون أكثر هذه الاستديوهات تقدم أسعار خاصة للزبائن الجدد.
السكان: سكان فانكوفر والذين يطلق عليهم اسم الفانكوفريين، وديين جدًا ويحبون التحدث مع الآخرين. قبل طلب القهوة أو تناول الطعام، يفضلون التحدث قليلاً عن الطقس أو عن خططهم لليوم. لا تتفاجئوا إذا ألقى شخص غريب عليكم السلام في الشارع أو حتى إذا أمسك الباب لكم، فهذه ببساطة طبيعتهم! ستلاحظون أن المدينة متنوعة جدًا، مع أغلب المهاجرين من الصين (حوالي 30% من السكان) وجنوب آسيا. هنالك أيضًا الكثير من الإيرانيين في هذه المدينة المتنوعة بحيث أن الجميع يعيش بتناغم و سلام.