عيد أم سعيد لكم جميعاً رجالاً ونساء

0
749

كتبت: نتالي خلف، مستشارة صحة شمولية  

x       

الطاقة هي أصل الاشياء. حتى نحن البشر، نتشكّل من طاقةٍ تظهر على شكل أجسادنا، ونضمّ بداخلنا الطاقة الأنثوية والطاقة الذكورية، بغض النظر عن الجنس الذي خُلقنا به. فالطاقتان تحتويان على صفات ضرورية لدعم نموّنا الجسدي والروحي.

x

يتحكم الفص الأيمن من الدماغ بطاقة الأنوثة وتتسم هذه الطاقة بالإبداع والشهوة والعواطف والحدس واتصالنا بكل ما هو كائن. أما صفات طاقة الذكورة والتي يتحكم فيها الفص الأيسر من الدماغ، فتتسم بالعطاء والخشونة والسرعة والعلم والتفكير بمنطق وعقلانيّة، والاعتماد على الذات والإنجاز.

xx

إيجاد التوازن ..

يتوجب علينا إيجاد التعادل ما بين كل هذه الصفات، لنكون كما نحن حاليًّا. لكن، ومن خلال التنشئة الاجتماعية، وأنظمة المعتقدات، نجد أنفسنا مقولبين في واحدة وليس الأُخرى.

xx

رمز الين واليانغ هو أفضل مثال على هذا التوازن: يحتوي اللون الأبيض على أسود، واللون الأسود على أبيض، ويحتلان كلاهما نفس المساحة. ومعًا يشكّلان دائرة. علينا نحن أيضًا أن نجد هذا التوازن داخلنا، ذاك التوازن الذي لا يُمكن تحقيقه إلا بالوعي فيما نعانيه بالحياة.

xx

اضطراب المشاعر

خلال طفولتنا، ولأجيالٍ مضت، تم تربية الأولاد والتعامل معهم بطريقة، وتربية البنات والتعامل معهم بطريقةٍ أُخرى. فقد تم تلقين الأولاد باعتماد سلوكٍ معين، وأما البنات أجبرن على اعتماد عكسه تمامًا.

xx

في بعض الثقافات يتم تأنيب الولد إذا بكى من الألم، وتعليمه بوضوح بأن البكاء للبنات. بالتالي يتكوّن داخل الطفل الولد، واليافع والرجل حين يكبر كبت عاطفي، ويترتب عليه نوبات غضب تتفجر في وجه زوجته أو أطفاله مستقبلًا إذا حدث وأن قمن بالبكاء. بكل بساطة لأنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع اندلاع هكذا مشاعر. لماذا؟ لأن عقل الرجل الباطن لا يتعرّف على مثل هذه المشاعر، بالتالي يتسبب هذا له بالاضطراب لأنه لا يعرف كيف يُساعد شريكته أو ابنته بالحالة التي وصلت إليها.

xx

صفاتنا الأنثوية والذكورية

لابد أن نعي تمامًا كل صفاتنا الأنثوية والذكورية الموجودة في داخلنا. لأن أي خلل فيها، سيظهر في المستقبل على شكل أمراض نفسية أو عاطفيّة أو جسدية. لا يُعيب الرجل إظهار جانبه الأنثوي كما لا يُعيب المرأة إظهار جانبها الذكوري؛ على العكس تمامًا فإن إظهار هذه الجوانب تُساعدنا كثيرًا في علاقاتنا مع بعضنا البعض.

xx

على سبيل المثال، إذا لم تتعلم المرأة كيف تُدير أموالها، بالتالي ستعتمد على شخصية ذكورية لتدير لها هذا الجانب من حياتها. وبعض الرجال لم يتعلموا كيفية التعامل مع المشاعر، مما يُفقدهم الاتصال بهذا الجانب المهم من دواخلهم، فيتوهون فقط في مجال الإنجاز والسعي، والقيام بدور المزوّد. ويؤدي ذلك إلى خلق عبء ثقيل في الكثير من المواقف، إذا لم يتم مناقشة ومشاركة هذه الأدوار.

xx

في داخل كلٍ منا أم

في الوقت التي يحتفي العالم بعيد الأم، أريد التأكيد على واجب الاحتفاء في الأم الموجودة داخل كل شخصٍ فينا، وذلك انطلاقًا من دأبي الدائم لإيصال رسالة أهمية حب الذات.

xx

حب الذات يأتي مع رعاية الذات أيضًا، تمامًا كما تعتني الأم بأطفالها وتتأكد بأن كل حاجاتهم مجابة، يجب عليها أن تفعل نفس الشيء لنفسها. النتيجة الرائعة هو في اللحظة التي يُصبح فيها حب الذات ورعايتها نمط حياة، فإننا نستطيع فعلًا أن نحب الآخرين ونعتني بهم بنفس الطريقة.

xx

كيف تشعرون شخصيًّا فيما يخص استقبال الحب أو منحه؟ هل تفضّلون العطاء دومًا أم أنكم أفضل كمتلقين؟ هل تجدون أنفسكم تساعدون الأشخاص بأعمالهم، لكن لا تسمحون لأحدٍ بأن يُساعدكم؟ هل تطلقون الأحكام على أنفسكم وتحبسون مشاعركم، حتى لا يراكم الآخرون ضعفاء، أم أنكم مرتاحون بالسماح لمشاعركم بأن تفيض، وتتواصلون براحة مع ما يدورُ في خُلدكم؟ هل تثقون بحدسكم الداخلي، أم أنكم تسكتونه وتصغون فقط لصوت المنطق بداخلكم؟

xx

أتمنى لكم جميعًا، نساءً ورجالا، أمهات وآباء وعزّاب،

عيد أم سعيد! 

x

يمكنكم التواصل مع نتالي خلف على nathalie@taabeer-me.com