غذاء الروح

كتبت: سونيا سلفيتي

تحديد الأسباب وراء رغبتي بالطعام قد ساهم وأخيرًا في إنقاص وزني. أنا مصممة هذا الشهر أن أبدأ في التمييز ما بين التقشف بالطعام الناتج عن أسباب عاطفية والجوع الحقيقي واتباع نهج جديد.

بدأت الآن في سد جوعي الحقيقي بنظام غذائي صحي من خلال تجنب الأغذية المصنعة، وسد جوعي العاطفي بنظام صحي للروح من خلال تجنب الأمور غير الصحية المتمثلة بالسلبية وتغذية نفسي على الأمور التي تقوّيني وتشجعني.

كلما غذيت روحي الجائعة أكثر، كنت أكثر انضباطًا في السيطرة على جوعي الجسدي. أيضًا تطورت لدي الحكمة لمعرفة:

 
متى أقول نعم ومتى أقول لا والإلتزام بخياري!

 
متى أتمرن ومتى أريح عضلاتي لتتعافى

 
متى أغيّر نظام تماريني الرياضية لاكتساب فوائد التنوع ومتى ألتزم بما أعلم أنني قادرة على تحقيقه في الأيام التي قد أستصعب فيها ممارسة الرياضة

 
التمييز بين أوقات شرب السوائل ومتى أحِدّ من الكافيين للحصول على القسط الكافي من النوم

قائمة الخيارات المتنوعة والأفضل لا نهاية لها ولكن مع كل قرار صائب أقوم به، أبقى على المسار الصحيح.

كنت أظن أن فقدان الوزن هو الهدف الرئيسي لي، وأن الجينز الواسع والطاقة سيكونان أفضل مكافأة لي، وأنهم سيعملون على زيادة ثقتي بنفسي واحترامي لذاتي وهذا سيكون أكبر دافع لي، لكنني كنت مخطئة.

أكبر مكافأة لي في رحلة التحكم بالوزن كانت التغلب على الأمور التي تتعلق بالجسد و التمتع بصفاء الذهن والقدرة على التركيز.  لم أعد أعيش في حالة من التشوش وعدم قدرة على اتخاذ قرارات سريعة والشعور بالإنزعاج نتيجة اتخاذ خيارات سيئة فيما يتعلق بالطعام. أعظم مكافأة  هي صفاء الذهن  نتيجة انتباهي لما أُغذي جسدي وروحي.

تحديد الأسباب وراء جوعي كان سهلًا. فإذا رأيت الطعام أو شممت رائحته أو رأيت أشخاصًا يتناولونه، يبدأ عقلي في اشتهائه. لكنه اتضح لي أن  التغلب على هذه ردة الفعل الأوتوماتكية ليس صعبًا من خلال الحرص على شرب الماء خلال النهار والإنتباه لأوقات وجباتي لكي لا يصبح الوضع غير منظّم. أصبحت أوقات الوجبات شيئًا مميزًا أتطلع له وهذا يمنعني من الوقوع في فخ تناول الطعام بين الوجبات.

الأهم من هذا، لقد لاحظت أنه بما أنني أغذي روحي بين الوجبات، لم أعد أشتهي الطعام غير الصحي. أيقنت أكثر أن عدم تغذية الروح بالشكل الكافي وتغذية الجسد بشكل مفرط هو التحدي الذي نواجهه جميعنا، لكن يمكننا فعل شيء حيال ذلك التأكيد. يمكننا قلب الأمور و جعلها لصالحنا من خلال تقوية أنفسنا من الناحية الروحية لمساعدة أنفسنا على تخطي تحديات الحياة بالشكل الصحيح بدلًا من (التفشش) في تناول الأطعمة.

دعونا نغذّي أرواحنا وأجسادنا بالأشياء الصحية، بغض النظر عن أمزجتنا، بالهناء والعافية!   

Nakahat Ailiyeh