قرارات من أحلام عابرة إلى عادات دائمة

أحدث المقالات

شارك مع من تحب

كتبت: رانية السعدي، اختصاصية صحة نفسية وممارسة في البرمجة اللغوية العصبية

مع قرب إطلاق دقات منتصف ليلة رأس السنة، وبداية سنة جديدة، نعلن بحماس قراراتنا للعام الجديد؛ حيث نعد أنفسنا بتناول طعام صحي أكثر، وممارسة الرياضة بانتظام، والتخلص من العادات السيئة، والعمل بجد لتحقيق أهدافنا.

ولكن مع مرور الأيام وتحولها إلى أسابيع وشهور، غالبًا ما يتلاشى التزامنا بتلك القرارات؛ إذ تشير الدراسات إلى أن حوالي 08% من قرارات السنة الجديدة يتم التخلي عنها بحلول شهر شباط، ولكن لا يجب أن يكون الأمر كذلك. فكيف يمكننا الحفاظ على قراراتنا؟

5 قواعد لتحقيق قراراتك

من المهم أن ندرك أن العقل يحكمه مجموعة من القواعد التي تؤثر على أفكارنا وسلوكياتنا، وبالتالي قدرتنا على الالتزام بالعادات. ويساعدنا فهم هذه القواعد على تسخير قوة العقل، وتحقيق ذلك، ربما يبدو الأمر بسيطًا، أليس كذلك؟

فيما يلي 5 قواعد للعقل تساعدنا في الحفاظ على قراراتنا:

القاعدة الأولى: العقل يصدّق ما نخبره به

القاعدة الأولى للعقل هي أنه يصدق ما نخبره به. عند وضع قرارات السنة الجديدة، من المهم صياغة أفكارنا بشكل إيجابي. بدلًا من أن نقول: “سأتوقف عن التدخين”، علينا أن نقول: “أنا لا أقوم بالتدخين وأتمتع بصحة جيدة”. باستخدام هذا الحديث الإيجابي مع الذات، فإننا نعيد برمجة عقولنا لتقبل العادة التي نرغب بها كواقع. عندها يتوافق العقل مع الأهداف، مما يجعل الالتزام بها أسهل

القاعدة الثانية: العقل يحتاج إلى تعليمات واضحة

قاعدة أخرى أساسية للعقل، هي أنه يحتاج إلى تعليمات واضحة ومحددة، بينما القرارات الغامضة مثل: “أريد أن أخسر الوزن” أو “سأمارس الرياضة أكثر” تفتقر إلى الوضوح اللازم لتحقيق النجاح.

بدلًا من ذلك، فإنّ علينا تقسيم أهدافنا إلى خطوات صغيرة وقابلة للتنفيذ. على سبيل المثال:”سأمشي لمدة 03 دقيقة كل صباح قبل العمل”، أو “سأستبدل الوجبات الخفيفة السكريّة بالفواكه والخضروات في الوجبة الخفيفة”، وبالتالي فإنّ التعليمات الواضحة توفر خريطة طريق لعقولنا، مما يجعل الالتزام أسهل

القاعدة الثالثة: العقل يتعلّم بالتكرار

الاستمرارية هي المفتاح للحفاظ على العادات، ولجعل قرارات السنة الجديدة تترسخ، فإنّ علينا الالتزام بممارستها يوميًا، وبالتالي فإنّه كلما كررنا السلوكيّات المرغوبة، زاد ترسّخها في العقل الباطن لدينا كمسارات عصبية جديدة. ومع مرور الوقت، تصبح هذه الأفعال طبيعة ثانية، وتتحول هذه القرارات إلى عادات دائمة

القاعدة الرابعة: العقل يتجاوب مع الصور

تصوّر الأهداف هو تقنية قوية لأن العقل يستجيب للصور؛ لذا علينا صنع صورة ذهنية لما سيبدو عليه تحقيق قرارات السنة الجديدة وما سنشعر به عند ذلك.

على سبيل المثال يمكننا تخيّل أنفسنا نستمتع بفوائد جهودنا، سواءً كان ذلك في هيئة جسد أكثر صحة أو منزل منظم وخالٍ من الفوضى أو مسيرة مهنية ناجحة؛ حيث تعزز هذه التقنية الالتزام والتحفيز

القاعدة الخامسة: العقل يحب الألفة

أخيرًا، يفضل العقل ما يعرفه ويشعر بالراحة معه. ولتحقيق تغييرات مستدامة، علينا استبدال العادات القديمة بأخرى جديدة، وبدلًا من محاولة التخلص من عادة سيئة، فإنّ علينا التركيز على استبدالها بأخرى صحية. على سبيل المثال، عند محاولة الإقلاع عن التدخين، فإنّ علينا استبدال عادة إشعال السيجارة بتمارين التنفس العميق أو مضغ علكة خالية من السكر

الالتزام بقرارات السنة الجديدة يتطلب أكثر من مجرد تحديد الأهداف؛ فهو يعتمد على فهم قوة العقل وتسخيرها، ومن خلال تطبيق هذه القواعد البسيطة، يمكننا زيادة فرص تحويل قراراتنا إلى عادات دائمة.

وأثناء رحلتنا لتحقيق أهداف السنة الجديدة، علينا أن نتذكر أن القوة اللازمة لتحقيق التغيير المستدام تكمن في عقولنا؛ لذا علينا استخدامها بحكمة لتحويل قراراتنا إلى واقع.

يمكنكم التواصل مع رانيا السعدي على raniasaadi75@gmail.com

Nakahat Ailiyeh