كتبت: دينا هلسة، اختصاصية علم نفس تربوي
نلتقي نحن الأهل، بمعلمات ومعلمي أطفالنا، ونستمع منهم إلى كل أنواع التعليقات، التي قد يكون بعضها إيجابيًّا وبعضها الآخر سلبيًّا.
أمور يجب التركيز عليها في التعليقات التعليميّة
غالبًا ما نجد أن اهتمام المعلمات والمعلمين الأساسي يرتبط بمهارةٍ معيّنة لدى أطفالنا أو بمجموعة من المهارات، ولكن بشكل عام، فإنّ جميع مهاراتنا تعمل معًا، لذلك يمكن أن يظهر الضعف في مجال واحد بطرق مختلفة.
ويوجد بعض الجمل الشائعة التي قد نسمعها منهم، ومنها:
طفلكم يحتاج إلى وقت إضافي لإكمال المهمة
عندما يُذكر الوقت الإضافي عادةً، فهذا يعني أنّ هناك مشكلةً في سرعة المعالجة، وهي مدى سرعة تعاملنا مع المعلومات، خاصةً تحت الضغط؛ حيث يحتاج بعض الطالبات والطلاب إلى مزيد من الوقت لإكمال المهام، وقد يواجهون صعوبة في إنهاء الامتحانات في الوقت المحدد
طفلكم لا يكتب عدد جمل كافية مقارنةً بالآخرين
ترتبط القراءة والكتابة وكافة المهارات المرتبطة بذلك بالمعالجة السمعيّة، التي بدورها تتمثّل في القدرة على تحليل ودمج وتجزئة الكلمات، وإصدار الأصوات لإتقان اللغة، وغالبًا ما تكون لدى الطالبات والطلاب الذين يواجهون صعوبةً في المعالجة السمعيّة صعوبةً في القراءة والكتابة والتهجئة والفهم، وحتى في الكلام بالعديد من الأحيان
طفلكم ذكيّ جدًا، لكنه يحتاج إلى المزيد من التركيز وبذل الجهد، أو طفلكم يتشتت أثناء أداء المهام ويحتاج إلى التذكير
عند مناقشة التركيز والتشتت نلاحظ أنّها ترتبط بمهارات الانتباه، ويوجد العديد من أنواع الانتباه التي عرضناها في مقالات سابقة، وتتضمن مهارات الانتباه: الانتباه المقسّم وهو القدرة على التركيز على أكثر من شيء في وقت واحد والانتباه الانتقائي وهو القدرة على التركيز على شيء واحد وتجاهل كل المشتتات والانتباه المستمر وهو القدرة على التركيز لفترة طويلة.
يبدو أن طفلكم لم يدرس بشكل كافٍ، أو لم يتذكّر المادة
يرتبط استرجاع المعلومات بمهارات الذاكرة؛ حيث تلعب كل من الذاكرة طويلة الأمد والذاكرة العاملة دورًا كبيرًا في تذكر المعلومات، وفي كثير من الأحيان، تتعرّض الطالبات والطلاب للنسيان، حتى بعد بذلهم جهدًا كبيرًا في دراسة المادة بشكل شامل
طفلكم يعاني من الفوضى، أو أغراضه الشخصيّة غير منظّمة، أو هناك مشكلة في إدارته للوقتقد يشير وجود مشاكل في التنظيم وإدارة الوقت إلى ضعف في مهارات المنطق والاستدلال، وتعد هذه المهارات بدورها ضروريّةً للتعامل مع المعلومات المجردة وتحليل البيانات، كما أنّها تساعدنا على بناء الروابط بين الأفكار المختلفة، بالإضافة إلى أنها تساعدنا في التنظيم والتخطيط واستخلاص الأفكار المختلفة من المعلومات والبيانات المتاحة
طفلكم يعاني من صعوبة في فهم الرسوم البيانيّة، واستخلاص المعلومات من الجرافيك البصري
تعد المعالجة البصرية المهارة اللازمة لفهم الرسوم وتخيل المواد وقراءة الخرائط، وفهم الاتجاهات، وغيرها من الأمور. ويمكن أن تؤثر هذه المهارة على مهارات الطفل في الرياضيات، خاصةً عند التعامل مع الهندسة والموضوعات المرتبطة بذلك، ولقد تناولنا كيفية مساعدة الأطفال على تعزيز مهاراتهم في المعالجة البصرية قبل بضعة أشهر في مجلة نكهات عائليّة
مستوى طفلكم في القراءة أقل من مستوى صفه
يعود ذلك أيضًا إلى مهارات المعالجة السمعية، والتي يمكن العمل على تحسينها؛ حيث يمكن للدماغ أن يعيد توصيل نفسه بطريقة تجعل القارئ المتعثر يصبح قارئًا ماهرًا
طفلكم يعاني من صعوبة في حل المسائل الرياضيّة، خاصةً الأسئلة متعددة الخطوات والمعادلات
يمكن أن يكون الضعف في الرياضيات مرتبطًا بمهارات المنطق والاستدلال أو سرعة المعالجة أو كليهما في نفس الوقت، وقد يجد أطفالكم الذين يعانون من مشاكل في هذه المجالات مادة الرياضيات تحديًا ويحتاجون إلى وقت وجهد إضافيين لفهمها
هذه بعض من نقاط الضعف التي قد نسمعها من مدارس أطفالنا، ويمكن تحسين هذه المهارات جميعها وتحويلها إلى نقاط قوة عندما يتم تحديها والعمل عليها، وعلينا دومًا معرفة السبب وراء الضعف حتى نتمكن من العمل على تحسينها للحصول على سنة دراسية أفضل.