كيف نصوم بطريقة صحية؟

كتبت: الدكتورة سهى خليفة، استشاريّة طب الأسرة

يعد صيام رمضان ممارسةً دينيّةً جوهريّةً يلتزم بها المسلمون حول العالم؛ حيث يمتنعون عن الطعام والشراب من الفجر حتى الغروب.

أنواع الصيام 

1. الصيام المتقطّع
تطوّرت ممارسات الصيام مع الوقت ليعتمدها غير المسلمين أيضًا؛ حيث يتّبع الكثير من الأشخاص أنظمةً غذائيّةً قائمةً على الصيام، سواءً كان كليًّا أو جزئيًّا، طويل الأمد أو قصيرًا، أو على فترات متقطعة.

هناك أشكال متعددة للصيام المتقطع، لكن أكثرها شيوعًا هو تناول الطعام بشكل طبيعيّ لمدة خمسة أيام، ثم تقليل السعرات الحرارية إلى 500 أو 600 سعر حراري خلال يومين في الأسبوع

2. الصيام المقيّد بالوقت
يعتمد هذا النوع على تحديد نافذة زمنيّة لتناول الطعام تمتد لثماني ساعات، يليها الامتناع عن الأكل لمدة ست عشرة ساعة، وهو شبيه بصيام رمضان.

يقدّم الصيام المتقطّع فوائد صحيّة متعددة، منها فقدان الوزن والوقاية من السرطان وتحسين وظائف الدماغ وتعزيز الأيض وإصلاح الخلايا

الحالات الطبية

على الرغم مما سبق، تختلف استجابات الأفراد للصيام المتقطع؛ لذا من الضروري استشارة الطبيبة أو الطبيب في حال وجود مشكلات صحية قد تتأثر سلبًا بالصيام.

كبار السن

على سبيل المثال، قد يحتاج كبار السن، خاصةً الذين يعانون من أمراض مزمنة أو معقدة، إلى تعديلات في نظام العلاج الخاص بهم عند صيام شهر رمضان.

ارتفاع ضغط الدم

قد يكون مرضى ضغط الدم الذين يتناولون مدرات البول أكثر عرضة للجفاف، خاصة خلال ساعات الصيام الطويلة في الصيف، ما يستوجب تعديل أدويتهم حسب الحاجة.

النهج الفردي

لا يوجد حد عمري صارم للصيام، لكن اتباع نهج فردي ضروري؛ حيث ينبغي للطبيبة أو الطبيب تقييم الحالة الصحية العامة لكبار السن قبل توصيتهم بالصيام وإجراء التعديلات اللازمة في أدويتهم إذا لزم الأمر.

مرض السكري

المرضى المصابون بالسكري ممن يرغبون في الصيام قد يواجهون خطر اضطراب مستويات السكر في الدم، خاصةً انخفاضه الحاد، وبالتالي فإنّه يمكن للمرضى الذين يعتمدون على الأدوية الفموية الصيام مع تعديلات بسيطة في أدويتهم، بينما يُنصح الذين لديهم تاريخ من انخفاض السكر أو يعتمدون على الأنسولين بعدم الصيام.

ينبغي لمرضى السكري مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام خلال النهار، وكسر الصيام فورًا عند انخفاضه الشديد، بغض النظر عن وقت الصيام المتبقي، لتجنب خطر نقص السكر في الدم وفقدان الوعي المحتمل.

الحمل

يجب على النساء الحوامل والمرضعات استشارة الطبيبة أو الطبيب قبل الصيام.

أما النساء الحوامل المصابات بالسكري يُنصحن بعدم الصيام، مع إمكانية قضاء الأيام لاحقًا بعد الولادة، كما أن الحوامل، خاصة في المراحل الأخيرة من الحمل، قد يكن أكثر عرضة للجفاف، ما يزيد من خطر الولادة المبكرة، خاصة خلال فترات الصيام الطويلة في الصيف.

الرضاعة الطبيعيّة

يجب على الأمهات المرضعات الحرص على شرب كميات كافية من السوائل للحفاظ على إدرار الحليب، خاصةً إذا كان الطفل يعتمد بشكل كامل على الرضاعة الطبيعية.

رغم أن صيام رمضان قد يقدم فوائد صحية وجسدية ونفسية، فإنه ينبغي تقييم كل حالة فرديًا قبل التوصية بالصيام خلال هذا الشهر المبارك.

يمكنكم التواصل مع الدكتورة سهى خليفة على: suha.khalifa@gmail.com

Nakahat Ailiyeh