كيف نكسر حلقة الوسواس القهري؟

كتبت: رانية السعدي، اختصاصية صحة نفسية وممارسة في البرمجة اللغوية العصبية

اضطراب الوسواس القهري (OCD) يظهر بشكل مختلف لدى كل فرد.

تشمل الوساوس الشائعة الخوف من التلوث والشكوك حول الأمان أو الترتيب والأفكار المتطفلة المتعلقة بحدوث ضرر للشخص نفسه أو للآخرين.

تؤدي هذه الوساوس إلى قلق شديد، مما يدفع المصاب إلى القيام بسلوكيّات قهريّة تهدف إلى تخفيف التوتر الناتج عنها، قد تشمل هذه السلوكيات تكرار غسل اليدين أو إجراء الفحوصات بشكل متكرر أو العد بشكل مستمر أو ترتيب الأشياء بطريقة معينة.

الأسباب

يُعتقد أن اضطراب الوسواس القهري ينتج عن تفاعل عدة عوامل، منها الجينية والبيولوجية والبيئية والنفسية، وبحسب المعالجة الشهيرة ماريسا بير، مؤسسة العلاج التحولي السريع (RTT)، فإن الحاجة إلى”السيطرة” تلعب دورًا كبيرًا في تطور هذا الاضطراب؛ حيث تنعكس الفكرة القهرية على النحو التالي:

“إذا لم أتمكن من التحكم في أفكاري ومشاعري الداخلية، فسأسيطر على كل ما هو خارج عني”.

الأعراض

تختلف أعراض اضطراب الوسواس القهري (OCD) في شدتها وحدتها، لكنها تشمل عمومًا:

 الوساوس: أفكار أو رغبات أو صور ذهنية متكررة وغير مرغوب فيها تسبب ضيقًا شديدًا

السلوكيات القهرية: أفعال متكررة أو طقوس ذهنية يتم أداؤها استجابةً للوساوس بهدف تخفيف القلق أو منع نتيجة مخيفة

التجنب: تجنب المواقف أو المحفزات التي تثير الأفكار الوسواسية أو السلوكيات القهرية

التأثير على الحياة: شعور بالضيق الشديد أو تداخل الأعراض مع الأداء الاجتماعي أو المهني أو غيره من جوانب الحياة المهمة

التعامل مع اضطراب الوسواس القهري (OCD) 

من الأساليب الفريدة لمعالجة الوسواس القهري (OCD) التركيز على المعتقدات والمشاعر العميقة التي تغذّي الحالة، ويتم ذلك من خلال الوصول إلى العقل الباطن وإعادة برمجة أنماط التفكير السلبية باستخدام تقنيات مثل العلاج التحولي السريع (RTT).

استراتيجيات رئيسية قائمة على هذه التقنية

تحديد الجذور العميقة: يساعد في كشف الأسباب الكامنة وراء اضطراب الوسواس القهري (OCD)، والتي غالبًا ما ترتبط بتجارب سابقة أو صدمات أو معتقدات سلبية تشكلت في الطفولة. فهم هذه العوامل يمنح الأفراد إدراكًا أعمق لأسباب أنماطهم القهرية

مواجهة المعتقدات السلبية: باستخدام تقنية العلاج التحولي السريع (RTT)، يمكن للأفراد تحدي وإعادة صياغة المعتقدات السلبية التي تؤدي إلى أعراض الوسواس القهري (OCD)، واستبدالها بمعتقدات إيجابية تعزز طرقًا صحية للتكيف

إعادة الهيكلة المعرفية: تهدف هذه الاستراتيجية إلى تغيير طريقة فهم الأفكار المتطفلة، من خلال استبدال المعتقدات غير المنطقية بأخرى أكثر واقعية، مما يقلل من حدة الوساوس والسلوكيات القهرية

اليقظة والاسترخاء: تساعد تقنيات مثل التنفس العميق والتأمل واسترخاء العضلات التدريجي في تخفيف القلق والتوتر المرتبطين بالوسواس القهري، مما يقلل الحاجة إلى التصرف بسلوكيّات قهريّة

التعرض السلوكي التدريجي: يشمل تعريض الأفراد لمخاوفهم بشكل متدرج ومناسب لاحتياجاتهم، في بيئة داعمة ومُسيطر عليها، لمساعدتهم على مواجهة هذه المخاوف دون اللجوء إلى السلوكيات القهرية

استعادة السيطرة 

رغم أن اضطراب الوسواس القهري (OCD) قد يبدو معقدًا ويؤثر بشكل كبير على الحياة، إلا أنه قابل للعلاج عند اتباع الأساليب الصحيحة.

من خلال فهم أسبابه الجذرية وتطبيق استراتيجيات فعالة، يمكن للأفراد التغلب على الأنماط الوسواسية القهرية واستعادة التحكم في أفكارهم وسلوكياتهم، كما يعد اللجوء إلى اختصاصيّة أو اختصاصي بالصحة النفسية أمر ضروري، وذلك لوضع خطة علاجية تناسب الاحتياجات الفردية، ومع العزم والدعم والتقنيات المناسبة، يمكن للأفراد التحرر من قيود الوسواس القهري والاستمتاع بحياة أكثر راحة وإشباعًا.

نظرة سريعة على اضطراب الوسواس القهري (OCD) 

اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو حالة نفسية تتميز بأفكار متكررة ومتطفلة، يُطلق عليها وساوس، بالإضافة إلى سلوكيّات قهريّة تهدف إلى تقليل التوتر أو منع ضرر متخيل. غالبًا ما تستنزف هذه الأفكار والسلوكيات وقتًا طويلًا، مما يعيق الأداء اليومي ويسبب ضيقًا كبيرًا في مختلف جوانب الحياة.

يمكنكم التواصل مع رانيا السعدي على raniasaadi75@gmail.com

Nakahat Ailiyeh