كتبت: الدكتورة مجد الإسكندراني،
اختصاصية في الشمول المالي
مع تزايد الاهتمام بالمشكلات الصحية للمسنين في الاونة الاخيرة وارتفاع مستوى الادراك للاسهامات التي يقدمها كبار السن في المجتمع عن طريق العمل التطوعي ونقل الخبرات والمعرفة للاجيال الاخرى من خلال خبراتهم التي اكتسبوها في الحياة مع التأكيد على قدرتهم على مواصلة العطاء.
كان من المهم التاكيد على الاهتمام بفئة كبار السن والمساهمات التي يمكن ان تقدمها هذه الفئة العمرية في إطار الاستفادة من خبراتهم وطاقاتهم المهنية والعلمية. الى جانب ذلك رفع مستوى الوعي بالاحتياجات الصحية الخاصة لكبار السن وايلاء اهتمام خاص لهذه الفئة.
فاليوم العالمي للمسنين هو حدث عالمي يتم الاحتفال به في الأول من شهر أكتوبر من كل سنة، ويأتي ذلك إيماناً من الجمعية العامة بأهمية دور كبار السن في المجتمع وتنميته.
منذ أن يبدأ الإنسان حياته العملية يفكر بتأمين نفسه في مرحلة متقدمة من عمره عندما يصل إلى عمر لا يستطيع بعده أن يعمل ليكسب المال لينفق على نفسه. فيبدأ بالتخطيط لتوفير جزء من أمواله لمرحلة الكبر ويحاول قدر المستطاع أن يعمل في وظيفة تؤمن له راتباً تقاعدياً يضمن به العيش الكريم بعد التقاعد .
وكلما تمكن الشخص من السيطرة على أمواله الشخصية والمحافظة على الادخار، زادت التسهيلات التي ستتاح له في المستقبل، لهذا من المهم ان لا تنفق أكثر من راتبك أو ان تضبط عملية الانفاق وأن تقتصد في إنفاقك لصالح إدخارك لسن الشيخوخة .
حيث ينصح خوسيه لويس كارباتوس مدير الاستثمار في “بيزنس انسايدر” في نسخته الإسبانية قائلا: “حاول زيادة رأس المال الخاص بك إلى أقصى حد ممكن وزيادة ما تساهم به لتقاعدك مع مرور الوقت، لأنك بهذه الطريقة ستزيد أصولك تدريجيا”.
إن لفكرة الشمول المالي عند الأشخاص طريق للحصول على أمان مالي في مرحلة الشيخوخة ويقع على عاتقنا نشر التثقيف المالي لدى جميع فئات المجتمع وبالذات كبار السن ضمن محور نشر الوعي والثقافة المالية وذلك ايماناً منا بالأثر والدور المحوري الذي يلعبه التثقيف المالي بزيادة الوعي لدى المسن بالخدمات المالية الرقمية المتوفرة والتي تناسب احتياجاته وتمكنه من الحصول على الخدمات المالية بشكل أسهل وأسرع، وبالتالي زيادة قدرته على إدارة مدخراته وممتلكاته الشخصية واستثمارها بالشكل الأمثل والآمن وإدراك المبادئ والمفاهيم الأساسية في المجال المالي والمصرفي.