الوقت يمر بسرعة! احجز مكانك اليوم – لا تفوت الفرصة!

ملتقى الصحة والعافية للنساء ليوم واحد – عجلون (10 أيار 2025)

يوم
ساعة
دقيقة
ثانية

ليست إساءة… بل أمان

كتبت: دينا هلسة، اختصاصية علم نفس تربوي

هل يبدو أن أطفالنا يظهرون أسوأ سلوكياتهم ومزاجهم حين يكونون برفقتنا؟ ثمة اعتقاد شائع بأن الأطفال يتصرفون بشكل أسوأ حين يكونون مع أهلهم، وغالبًا مع الأم أو مقدمة أو مقدم الرعاية الأساسي.

هل يحدث هذا معكم؟ وعندما يكون أطفالكم في المدرسة أو الحضانة، أو مع آبائهم يُقال للأمهات إنهم ملائكة لا يُخطئون!

نوبات الغضب
من المثير للسخرية أحيانًًا أن نرى كيف يبدأ أطفالنا بالبكاء فور دخول أمهاتهم أو مقدمي الرعاية الأساسي إلى الغرفة، وكأنهم بحاجة فورية للاهتمام. ورغم عدم وجود دراسة تؤكد ذلك تمامًا، إلا أن بعض الفهم العميق قد يساعدنا على تفسير هذه الظاهرة.

الراحة
يميل أطفالنا إلى اللجوء إلى مقدمي الرعاية الأساسي عند شعورهم بالضيق، وهو الشخص الذي يتولى معظم مهام الرعاية ويقضي معهم أكبر وقت. وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال المضطربين يفضلون التفاعل مع هذا الشخص على غيره من مقدمي الرعاية؛ وكلما كان دور هذا الشخص أقوى، زادت احتمالية أن يتوجه إليه أطفالنا في أوقات التوتر.

يميل هذا إلى الحدوث حتى لو لم يكن لدى أطفالنا الصغار ارتباط آمن مع مقدمي الرعاية، وعلى الرغم مما قد يبدو صادمًا، يميل الأطفال إلى البحث عن مقدمي الرعاية بغض النظر عن أسلوب ارتباطهم.

روابط آمنة
مع ذلك، يتعافى الأطفال بشكل أسرع عندما تُواسيهم الأمهات أو الآباء، شريطة ارتباطهم معًا بعلاقة آمنة؛ حيث إن الأطفال الذين تربطهم بأهلهم علاقة آمنة يهدأون بسرعة ويعودون للتفاعل الإيجابي، بينما قد يستمر أولئك الذين لديهم روابط غير آمنة في البكاء أو التذمر.

وعندما يكون الأطفال سعداء، فإنهم على الأرجح سيتفاعلون مع أي مقدم رعاية، ولا يبدو أن هناك فرقًا بين الأمهات أو الآباء أو أي شخص تربطهم به علاقة آمنة.

لكن في أوقات الضيق، يتغير كل شيء؛ ويفضل الأطفال غالبًا التعامل مع أمهاتهم؛ ففي إحدى الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، خلُص الباحثون إلى أن الأطفال يتجهون نحو الأمهات عند الانزعاج، بغض النظر عن طبيعة العلاقة.

ومن المهم ملاحظة أن هذه الدراسة أظهرت أن الأمهات قضين وقتًا أطول مع أطفالهن من الآباء، كما تولين المهام اليومية للرعاية بشكل أكبر. ولم تتناول الدراسة حالات يكون فيها الأب هو مقدم الرعاية الأساسي.

ماذا يعني هذا بالنسبة لكم؟
إذا كنتم أنتم من يقضي معظم الوقت مع أطفالكم، وتقومون بمعظم مهام الرعاية، فمن الطبيعي أن يلجؤوا إليكم في أوقات الانزعاج، وهذا ما يفسر تغير سلوكهم بمجرد دخولكم الغرفة؛ حيث قد يزداد بكاؤهم أو تذمرهم أو نوبات غضبهم، مقارنة بما يظهرونه مع الطرف الآخر أو في المدرسة أو مع مقدمي الرعاية.

لكن الأهم أن نعرف أن هذا السلوك لا يُقاس بمدى نجاحنا كأمهات أو كآباء، بل هو ببساطة انعكاس لدورنا كمقدمي الرعاية الأساسية.

يمكنكم التواصل مع دينا هلسة على halasehdina@gmail.com

 

Nakahat Ailiyeh