كتبت: سونيا سلفيتي، متابعة الحمية البائسة
التسويف اختيار! عندما نؤجل اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً، فإننا نقيّد أنفسنا بدلًا من أن نحيا بحريّة نابعةٍ من اتخاذ الإجراءات الفورية.
لدينا القدرة على المقاومة بدلًا من التفاوض مع أنفسنا وتقديم الأعذار، وبمرور الوقت، نجد أننا أصبحنا أسرى للأكاذيب التي نقنع أنفسنا بها، مما يعيق تقدمنا.
مواجهة التحديات
أفضل طريقة لبدء مواجهة تحدياتنا هي مواجهتها مباشرة. يمكننا أن نبدأ بتغيير الطريقة التي نتحدث بها لأنفسنا؛ فبدلًا من قول “سأفعل ذلك لاحقًا”، يمكننا القيام به فورًا.
سواءً كان الأمر يتعلق بطيّ الملابس أو تنظيف المطبخ أو القيام بتمارين “السكوات” التي خططنا لها منذ عام! دعونا نبسّط حياتنا بحذف عبارة “سأفعل ذلك لاحقًا” من قاموسنا؛ لأننا إن لم نقم ببعض الأمور على الفور، فسنجد أنفسنا نتراجع عنها تمامًا. ثقوا بي، لقد مررت بهذه التجربة من قبل!
عندما يصبح التسويف عادةً، فإن الغد لا يأتي أبدًا، وهذه حقيقة مؤكدة! التسويف لا يمنحنا أي مكاسب، بل يسرق وقتنا وراحة بالنا. جميعنا نعرف الشعور بالإرهاق الناتج عن تأجيل الأمور المهمة.
قد يكون الأمر مجرد اتخاذ خطوة، أو إجراء محادثة صعبة مع شخص ما، وكلما طال التأجيل زاد العبء النفسي وازدادت صعوبة الأمر بشكل أكبر.
تأثير كرة الثلج
لنتخيّل كرة ثلج صغيرة تتدحرج من قمة التل، تكبر شيئًا فشيئًا، وتدمّر كل ما يعترض طريقها. هذا تمامًا ما يحدث عندما نؤجل العناية بصحتنا، على سبيل المثال.
اتخاذ قرارات ذكية اليوم يهيئ لنا مستقبلًا صحيًا لسنوات قادمة، والعكس صحيح؛ فالفشل في اتخاذ الإجراءات الآن سيكلفنا ثمنًا باهظًا لاحقًا. نحن إما ندفع القليل الآن، أو ندفع أضعافه لاحقًا!
بالنسبة لي، لا أحب أن أراهن على صحتي، فلا يوجد مال يمكن أن يعوض خسارة الصحة، فالمرض لا يميز بين غني أو فقير أو صغير أو كبير أو رجل أو امرأة، الجميع يدفع ثمن الإهمال.
أعترف أنني أهملت صحتي لسنوات طويلة أثناء انشغالي برعاية أطفالي، والآن أدفع الثمن.
الاستثمار في أنفسنا
بدلًا من أن أضع قناع الأكسجين على نفسي أولًا، استنزفت طاقتي بالكامل، وهذا ما تفعله الأمومة، وكذلك ضغوط العمل والمسؤوليات الأخرى. كيف نتوقع أن نصبح أفضل إذا لم نستثمر في أنفسنا؟
أفضل هدية يمكن أن نقدمها لأنفسنا ولمن نحب هي أن نعتني بأنفسنا أولًا، لأننا حينها سنكون أكثر قدرة على رعاية من حولنا، هذا هو الفرق بين شخص يواصل طريقه بطاقته الكاملة، وآخر بالكاد يستمر لأنه يعمل على آخر قطرة من الوقود.
إذا كان كأسنا فارغًا، فكيف لنا أن نسكب منه للآخرين؟
حان وقت المواجهة!
صديقاتي وأصدقائي، لنقف معًا في مواجهة هذا الوحش الذي يُدعى التسويف! لنمسك به من قرنيه، ولنريه من هو القائد الحقيقي هنا!
فلنكن نحن من يحدد المسار ونتحكم فيما يمكننا التحكم به، والمفارقة أنه بمجرد أن نتصدى لهذا العملاق، نكتشف أنه لم يكن بذلك الضخامة التي تصورناها، بل يتضاءل شيئًا فشيئًا حتى يصبح بحجم فأر صغير، بمجرد أن نتخذ القرار ونتقدم للأمام بشجاعة!
يمكنكم التواصل مع سونيا سلفيتي على marsonsher@aol.com