ولّعت!

أحدث المقالات

شارك مع من تحب

كتبت: مريم حكيم

مستشارة في العلاقات الزوجية

في مرحلة ما، قد نوجه الغضب الى شركائنا أو نستقبل هذا الغضب منهم. وقد نتساءل كيف تصاعد الأمر بهذه السرعة. عندما يغضب شخص ما، كل ما نراه هو الغضب، ولكن خلف هذا الغضب، غالباً ما يكون هناك مشاعر مهمة لا نستطيع رؤيتها.

الغضب شعور ذو بعدين:

 
الشعور الجسدي: يسرّع الغضب من دقات القلب ويزيد من تدفق الهرمونات كالأدرينالين مما يسبب تدفق الدم إلى أيدينا وأقدامنا للتأهب للقتال، الثبات أوالهرب


الدافع للتصرف: تطورت لدينا غريزة الغضب لتدفعنا للتصرف سواءً لتغيير أمر ما أو لحماية أنفسنا من شخص أوشيء

جبل الغضب الجليدي

عادةً ما يكون الغضب شعورًا ثانويًا لحماية أو إخفاء المشاعر الحقيقية لدى الأشخاص. تخيلوا الغضب جبلًا جليديًا يطفو في الماءما نراه من الجبل ما هو إلا القمة المدببة، ويختفي الباقي تحت الماء. وعندما يغضب أحد ما، كل ما نراه هو الغضب، ولكننا دائماً نشعر بشعور آخر قبل الغضب. قد نشعر بالجرح أو الخوف أوالإهانة أوالغيرة وغيرها من المشاعر، ولكننا نستبدلها بالغضب.

لماذا نستخدم الغضب لإخفاء المشاعر العميقة؟

 
يواجه الناس صعوبة في تحديد مشاعرهم، حيث أنهم ليتعودوا على القيام بذلك

  يعرف بعض الناس المشاعر الرئيسية فقط كالغضب والسعادة والحزن

 
يواجه بعض الناس صعوبة في التحدث عن مشاعرهم لأن هذا يشعرهم بالضعف

لماذا من المهم معرفة والتحدث عن المشاعر العميقة التي تجعلنا نبدو ضعفاء؟

تظهر المشاكل في العلاقات لأننا نظهر الغضب (قمة الجبل الجليدي) في معظم الوقت، عوضاً عن التحدث عن مشاعرنا التي نعتقد أنها تظهر ضعفنا.

يعمل غضبنا على إخافة شركائنا مما يجعلهم يدافعون عن أنفسهم بردة فعل هجومية أو الانسحاب بغضب من الحوار بشكل حسي أوعقلي. هذا يؤدي إلى المزيد من الصراع وقلة التواصل في العلاقة.

ومن ناحية أخرى، التحدث عن العواطف والمشاعر العميقة، كالخوف والحزن، تقرب الشركاء من بعضهم البعض وتجعلهم أكثر تعاطفاً بطريقة متفهمة وبناءة.

كيف يمكن أن أتحكم في الغضب ؟

لنتوقف للحظة عن الغضب ونحاول فهم المشاعر المخبأة: هل نحن قلقون، مكتئبون، خائفون، مرفوضون، متعبون، مهجورون أم مفهومون بشكل خاطئ؟ الوعي الجيد بمشاعرنا يؤدي إلى تواصل أفضل وبالتالي تقليل الصراع في العلاقات.

ماذا يمكن أن يساعد إذا تلقيت الغضب من الشريك ؟

 
الأمر ليس شخصي

لا تلجأوا للدفاع بشكل لا إرادي. ذكروا أنفسكم أن غضبهم ليس بسببكم. وتساءلوا عن سبب هذا الغضب. وتذكروا أن الغضب غالباً ما يخفي مشاعر أكثر عمقاً كالخوف والخزي والقلق والحزن وغيرها

 
لا تطلبوا من الشخص الغاضب أنيتحلى بالهدوء

طلب التحلي بالهدوء يشعرهم بأن مشاعرهم غير مهمة وغير مقبولة. عند إيصال القبول والتفهم، سيتمكنون من الهدوء والسماح للشعور بالطفو على السطح من أسفلجبل الغضب الجليدي

 
مساعدتهم على معرفة سبب الغضب

بعد التعاطف معهم ومساعدتهم على التعامل مع مشاعرهم، يمكنكم مساعدتهم في معرفة سبب الغضب. يساعد هذا في بناء الثقة مع مرور الوقت، وجعل العلاقة أقوى مما سبق.   

Nakahat Ailiyeh