4 خطوات للتصدي لصعوبات التعلم عند الأطفال

كتبت: رانية الصايغ، اختصاصيّة التربية الخاصة وصعوبات التعلّم

يعاني 5 – 10% من الأطفال في سن المدرسة من صعوبات تعلم محددة (SPLD)، وهي أكثر شيوعًا بنحو 3 – 4 مرات بين الذكور مقارنةً بالإناث.

تظهر SPLD في الأطفال ذوي الذكاء المتوسط إلى فوق المتوسط؛ حيث قد يواجه هؤلاء الطالبات والطلاب صعوبة في القراءة والتهجئة والكتابة والرياضيات، مما قد يؤدي إلى فجوة كبيرة بين القدرات العقلية والتحصيل الأكاديمي.

ما أسباب SPLD؟

توجد عدة أسباب قد تؤدي إلى هذه الصعوبات، وتتعلق هذه الأسباب بالفروقات في كيفية اكتساب الدماغ ومعالجة المعلومات في مجالات متعلقة بالمعالجة البصريّة والسمعيّة والتنسيق الحسي الحركي والذاكرة العاملة وسرعة المعالجة.

ما الأنواع الشائعة لـ SPLD؟

هناك أربعة أنواع شائعة من صعوبات التعلم، وهي:

عسر القراءة – ديسلكسيا: يتعلق بصعوبات في القراءة وفهم النصوص، ومن أبرز علاماته:
صعوبة في تعلم الأبجدية
الخلط بين الحروف المشابهة مثل ب بدلاً من ن، و ج بدلاً من ح أو خ

ضعف في الوعي بالأصوات في الكلمات أو ترتيب الأصوات أو القوافي

عدم القدرة على دمج الأصوات لقراءة الكلمات

حذف أو إضافة حروف أو كلمات أثناء القراءة

مشاكل في فهم النصوص (الاستيعاب القرائي)

عسر الحساب – ديسكالكوليا: نوع شائع آخر يتعلق بالرياضيات، وتشمل العلامات:
صعوبة في استيعاب بعض المفاهيم مثل القيمة المنزلية والتدوير والاستعارة

صعوبة في التعرف على الأنماط عند الجمع أو الطرح أو الضرب أو القسمة

صعوبة في تقدير مجموعة صغيرة من الأجسام دون عدّها

صعوبة في استيعاب المصطلحات الخاصة بالزمن مثل أيام الأسبوع والشهور والفصول

صعوبة في التعامل مع المال وقراءة الوقت

صعوبة في فهم وحل المسائل الرياضية

عسر الكتابة – ديسجرافيا: ومن أبرز علاماته:
 
مسكة القلم الشديدة، والضغط على الورق، وبذل جهد كبير عند الكتابة

صعوبة في تشكيل الحروف، وخط كتابة غير مرتب

كتابة الحروف بشكل مقلوب، وعدم الكتابة على السطر

فقدان مكان النص أثناء النسخ

مهارات إملائية ضعيفة

صعوبة في الكتابة التعبيرية وتنظيم الأفكار على الورق

عسر في التآزر الحس حركي – ديسبراكسيا: وهي الصعوبة في التخطيط الحركي التي تؤدي إلى تحديات في الحركة والتنسيق، تشمل العلامات:
 
حساسية تجاه اللمس، أو تحمل عالٍ للألم

كسر الأشياء أو اختيار ألعاب لا تتطلب مهارات حركية دقيقة

عدم التوازن، وصعوبة في الإدراك، وصعوبة في ممارسة الرياضة

صعوبة في المهام الحركية الدقيقة مثل التلوين داخل الخطوط أو تجميع الألغاز أو القص بدقة

صعوبة في تنظيم الأفكار على الورق

فترة انتباه قصيرة

البحث المستمر عن الحركة، مثل القفز والتأرجح في المقعد

صعوبة تذكر التعليمات اللفظية المتعددة

متى يجب طلب المساعدة المهنية؟

يجب الحصول على استشارة متخصصة عند ظهور واحدة أو أكثر من علامات الصعوبة في نوع واحد أو أكثر، أو عندما يكون هناك فجوة كبيرة بين القدرة العامة للطفل والمستوى الأكاديمي وتذبذب في الأداء بالمدرسة.

تشخيص صعوبات التعلم

لا يمكن أن يتم التشخيص بشكل دقيق ورسمي قبل سن السابعة؛ حيث يتطلب التشخيص جمع تاريخ تطوري وتعليمي مفصل وإجراء اختبارات غير رسميّة، بالإضافة إلى تنفيذ اختبارات معياريّة رسميّة للقدرات المعرفيّة والتحصيل الأكاديمي من قبل اختصاصيّة أو اختصاصي.

كيف يمكن مساعدة الأطفال؟

يمكن للأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم محددة الاستفادة من خلال تدخّل مكثف يشمل:

1. التدخل العلاجي: يساعد توفير العلاج الوظيفي وعلاج النطق الأطفال على تحسين الصعوبات الأساسية مثل المعالجة السمعية والمعالجة البصرية أو التآزر الحركي

2. الدعم المدرسي: يمكن للأطفال تلقي الدعم ضمن مجموعة صغيرة داخل الفصل الدراسي، ومن الخيارات التي يمكن اللجوء إليها هي الدروس الخصوصية عدة مرات في الأسبوع، كما يمكن أيضًا الاستعانة ببعض الواجبات المنزليّة المعدلة وإجراء بعض التسهيلات في الاختبارات مثل الوقت الإضافي أو قراءة الأسئلة أو الاستعانة بكاتب

3.  الدروس الخصوصيّة الفرديّة: يمكن اللجوء إليها بأسلوب منظم، وذلك لسد الفجوة في التحصيل الأكاديمي والتركيز على منطقة القوة

يساهم توفير الدعم المناسب في المنزل والمدرسة وبعد المدرسة  في بناء المهارات الأساسيّة للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، ويعتمد على استراتيجيات تعويضية تساعدهم على تحقيق إمكانياتهم.   

Nakahat Ailiyeh