كتبت: رانيا السعدي، اختصاصية صحة نفسية وممارسة في البرمجة اللغوية العصبية
سنويًّا، يتّخذ أكثر من 50% من الأشخاص قراراتٍ جديدة للعام الجديدة، وكثيرًا ما تشمل إنقاص الوزن والتدخين وممارسة الرياضة وتوفير المال والحصول على ترقية، وغيرها من الأهداف، وعلى الرغم من ذلك فإن العديد من الدراسات تشير إلى أنّ 80% من هذه القرارات يتم التخلي عنها بمجرّد حلول فبراير، وفي هذا المقال أقدّم لكم سبعة أسباب لذلك.
-
أهداف غير متوافقة مع القيم
القيم هي أهم ما في الحياة؛ حيث إنّها القوة الدافعة وراء استيقاظنا كل صباح، والقرارات التي نتّخذها، وسبب تصرّفنا بطريقة معيّنة؛ فعلى سبيل المثال القيمة الناتجة عن القراءة هي التعلّم، والقيمة الناتجة عن الرياضة هي اكتساب الصحة والحفاظ عليها.
“من خلال فهم القيم ستكون حياتنا أكثر إشباعًا وتوازنًا”
ما هي أهمية القيم؟
- الاعتماد على القيم يساعدنا في تحديد الأولويّات، وبالتالي أن تكون القرارات أكثر انسجامًا مع الأمور الهامة لدينا
- يساعدنا فهم القيم في أن تكون حياتنا متوازنة ومشبعة، إلى أن نصبح أكثر صدقًا مع أنفسنا، وحينها تتماشى أفكارنا وأقوالنا وأفعالنا مع قيمنا
- فهم القيم يساعدنا في الإجابة على سؤال لماذا، ومعرفة سبب اتّخاذ أهدافنا، مما يجعلنا متحمّسين لتحقيقه
التركيز الشديد على ما لا نريديحدد معظم الناس ما لا يريدونه، ويرسلون بذلك رسالةً إلى العقل الباطن، إلا إن العقل الباطن لا يفهم النفي، وبالتالي فإن علينا أن نركّز في أفكارنا على الأهداف التي نرغب بتحقيقها، وليس الأمور التي نرغب بالابتعاد عنها؛ حيث إن ذلك يساعد العقل الباطل في تعرّفه على هذه الأمور بشكلٍ أكثر فاعليّة.
وبالتالي فإن علينا مخاطبة أنفسنا بقول “أريد أن يصبح مقاسي أصغر”، وتجنّب قول “لا أريد أن أكون سمينًا”، والتركيز على الصحة واللياقة.
لا يفهم العقل الباطن النفي. يعرف معظم الناس ما لا يريدونه ويرسلون رسالة إلى العقل الباطن بهذا الشكل.
- الأهداف غير محددة بوضوح
لا تحتاج الأهداف إلى أن تكون مصاغةً بإيجابيّة فقط، وإنما تحتاج أيضًا لأن تكون محددةً للغاية؛ فعلى سبيل المثال، بدلًا من تحديد الهدف بأن نكتسب اللياقة، يمكن أن يصبح أكثر تحديدًا ليكون أننا نرغب باكتساب اللياقة بشكلٍ يساعدنا في الركض بالماراثون، كما أنّ علينا التفكير في طريقة قياس مقدار الإنجاز؛ ففي هذا المثال سيكون المعيار هو الوزن الذي نرغب بالوصول إليه.
الأهداف غير الواقعية أو غير القابلة للتحقيق
يجب أن تكون أهدافنا التي نرغب بتحقيقها قابلةً للتنفيذ خلال الفترة الزمنيّة التي نحددها، وفي حال كان الهدف غير قابل للتحقيق في ذلك الوقت؛ فإنّ علينا إما تغيير التوقيت أو تغيير الهدف، كما يجب تحديد جدول زمني محدد كي نحافظ على الإنجاز، ونوجّه أفكارنا وعقلنا الباطن لتحقيق هذا الهدف.
محاولة الإنجاز بشكل فردي
يحاول بعضنا تحقيق الأهداف بشكل فردي، ويعود ذلك نتيجةً للعديد من التحدّيات التي يواجهها، ومنها أنه لا يوجد أحد يساعد في التحفيز عندما تكون الأمور صعبة، كما ان التخلّي عن الأهداف يكون أسهل عندما نكون نحن الشخص الوحيد الذي نخذله؛ حيث إن معرفة الآخرين بأهدافنا، سواءً العائلة أو الأصدقاء، يجعل احتماليّة الاستسلام أقلّ، وذلك لعدم رغبتنا في تخييب آمالهم؛ لذا فإن وضع قرارات العام الجديد هو وعد لأنفسنا، ومشاركتها مع الآخرين هو وعد لهم أيًا.
اقتباس: لدينا فرصة أكبر لتحقيق أهدافنا عندما تكون ذات معنى حقيقي لنا
عدم الارتباط عاطفيًّا بالأهداف
العقل يقودنا نحو المتعة ويبتعد بنا عن الألم، ونتيجةً لذلك فإن فرصتنا لتحقيق الأهداف تزداد عندما تكون ذات معنى حقيقي لنا؛ لذا فإن علينا أن نعرف لماذا نرغب بتحقيق هدف معيّن، كما أنّ علينا أن نجيب على سؤال “ماذا يعني تحقيق الهدف لنا؟”؛ حيث إنّ علينا أن نشعر برغبة قويّة نحو النتيجة الإيجابية، وفي حال لم يكن له أي أهميّة، فإنّ لعدم تحقيقه أي أهميّة أيضًا، وستكون احتمالية الفشل فيه أكبر.
عدم توفّر خطة بديلة
من المحتمل أن تواجهنا العديد من العقبات والمشاكل عند سعينا لتحقيق الحلم؛ وللأسف فإن العديد من الأشخاص يسمح للعقبة الأولى بأن تكون الأخيرة، ويتوقفون عن تحقيق أهدافهم؛ لذا فإنّ علينا إنشاء خطة بديلة، ووضع احتمالية حدوث بعض المشاكل أو العقبات، ويساعدنا ذلك في عدم الاستسلام عند وقوعها.
علينا عند وضع قرارات 2024 أن نحدد أهدفنا بدقة، وأن نحرص على أن تكون قابلةً للتنفيذ ومحددةً بزمن، وفي هذه الحالة، وبمجرّد حلول شهر شباط، فإننا نكون أبحرنا في بحر أهدافنا وبدأنا تحقيقها، أتمنى لكم عامًا سعيدًا.
يمكنكم التواصل مع رانيا السعدي على: raniasaadi75@gmail.com