أطفالنا بين الأمان والاستقلال

أحدث المقالات

شارك مع من تحب

كتبت: دينا هلسة، اختصاصية علم نفس تربوي

ط

نظرية الارتباط تساعدنا في فهم تأثير علاقة أطفالنا في الأعمار المبكّرة مع أهاليهم ومقدّمي الرعاية بشكل عميق وثابت على مدار الحياة.

x

من الطبيعي أن يسعى أطفالنا عند شعورهم بالخوف إلى الاحتماء بحضن مقدّم الرعاية الأول، تمامًا كما يشعر الأطفال الذين يفتقدون مقدّمي الرعاية الرئيسيين منهم بالقلق والضياع.

x

غريزة طبيعيّة وعلاقات متينة

ينشأ لدى أطفالنا رغبةٌ فطريّة لبناء علاقات مع مقدّمي الرعاية منذ الولادة، وهي غريزة متأصّلة فيهم؛ حيث إنّ بقاءهم بالقرب من أشخاص بالغين وحنونين يمنحهم الشعور بالراحة والأمان.

x

كيف تتشكل إذًا علاقة تعلق ناجحة؟ تستند روابط التعلّق الناجحة على ركيزتين أساسيتين: الحنان والاستجابة، ورغم بساطة هذا المبدأ، قد تؤثر العوامل التالية على كيفية ومتى تتكون هذه الروابط:

1.فرصة التعلّق: قد يفتقد بعض الأطفال الأشخاص الذين يقدّمون الرعاية لهم بشكلٍ رئيسيّ، مثل أولئك الذين ينشؤون في دور الأيتام، وقد لا تسمح لهم ظروفهم ببناء مستوى الثقة اللازمة لتكوين علاقة تعلق

2. الرعاية المتميّزة: تساعد الاستجابة الفورية والمستمرة أطفالنا على تعلم الاعتماد على البالغين المسؤولين عن رعايتهم

x

كيف تظهر أنماط التعلق عند الأطفال؟

1. التعلّق الآمن: يشعر أطفالنا الذين يظهر لديهم هذا النمط بالقلق عند ابتعاد مقدمي الرعاية، ويسعدون بعودتهم؛ حيث إنهم يثقون بعودة مقدمي الرعاية، ويشعر هؤلاء الأطفال بالأمان عند طلب الدعم من مقدمي الرعاية عند الخوف

2. التعلّق المتناقض: يعاني الأطفال في هذه الحالة من عدم تلبية مقدمي الرعاية لاحتياجاتهم، وعدم وجودهم بالقرب بشكل حقيقي

3. التعلق الرافض: يتجنب هؤلاء الأطفال الأهل أو مقدّمي الرعاية الآخرين، ولا يمانعون من الحصول على الرعاية من الغرباء بدلًا من أهلهم، وعادةً ما يكون ذلك نتيجة عنف أو عدم اهتمام مقدّمي الرعاية؛ فعلى سبيل المثال، يتعلّم الأطفال الذين يتعرّضون للتوبيخ أو الضرب عند طلب المساعدة من مقدّمي الرعاية تجنّب طلب المساعدة قدر الإمكان

4. التعلّق المضطرب: يظهر هؤلاء الأطفال مزيجًا محيرًا من السلوكيات، ويبدو عليهم الحيرة والارتباك، وغالبًا ما يكون سبب عدم وجود نمط تعلّق واضح هو عدم اتساق تصرفات مقدم الرعاية ومواقفه وسلوكياته، في هذه الحالات، قد يعمل الأهل كمصدر للراحة والخوف في نفس الوقت، مما يؤدي إلى سلوك غير متسق لدى الأطفال

x

ووفقًا للأبحاث، يمكن أن يكون لعدم تكوين روابط تعلّق آمنة في سنّ مبكّرة عواقب على العلاقات في مرحلة البلوغ، ومن جهةٍ أخرى فإنه من المرجح أن يتمتع أطفالنا الآمنين في مرحلة النمو بتقدير الذات بشكل أعلى واستقلاليةٍ أكبر، كما أنهم يميلون إلى تحقيق نتائج أكاديميّة أفضل، وبناء روابط اجتماعية قوية، وتكون لديهم مستويات أقل من القلق والاكتئاب.

x

يمكنكم التواصل مع دينا هلسة على halasehdina@gmail.com

Nakahat Ailiyeh