بقلم: فريق مجلة نكهات عائليّة
تحتفل مجلة نكهات عائليّة بمرور 17 عامًا من العطاء مع ثلاث متدربات متميزات. نجتمع مع بُشرى شخشير وهبة جابر وجوانا صوالحة بعد أكثر من عقد لنكتشف ما الذي كنّ مشغولات به، وكانت النتائج أكثر مما توقعنا!
تحوّلت شخشير من طالبة في علم الأدوية إلى منتجة تلفزيونية كبيرة في رويترز، وجابر عززت شغفها بصناعة الأزياء وأطلقت علامتها التجارية الخاصة بالمجوهرات، أما صوالحة، التي كانت تدرس الهندسة المعمارية أثناء تدريبها، فقد اتجهت إلى الصحافة وهي الآن كاتبة محتوى أولى في أحد البنوك المحلية.
بشرى شخشير
منتجة أولى في تلفزيون رويترز
اليوم، بشرى شخشير تبلغ من العمر 34 عامًا، تعمل كمراسلة عن الخليج لصالح رويترز في دبي؛ حيث تعيش حاليًا مع زوجها، وتقول:”قبل 14 عامًا، ساعدتني مجلتي نكهات عائليّة و Family Flavours في اكتشاف شغفي”.
نشأت شخشير في عائلة تعمل في صناعة الأدوية، كان جدها من أوائل الصيادلة في الأردن، ثم أسس صيدلية وعدة شركات دوائية، وقد تبع خطاه معظم أعمامها وعماتها، وبعض أبناء عمومتها، ودخلوا في هذه الصناعة؛ لذلك، عندما التحقت بجامعة بريستول لدراسة علم الأدوية، شعرت بأنها تحافظ على إرث عائلتها.
لكن بعد تدريبها في مجلة نكهات عائليّة عدة مرات، اكتشفت أنها كاتبة بالفطرة، وتضيف: “خلال دراستي، كنت دائمًا أشعر بنداء لمتابعة هذا الشغف بطريقة ما، وهذا ما قادني إلى نكهات عائليّة و Family Flavours“.
الدعم والثقة
بدأت المتدربة البالغة من العمر 19 عامًا آنذاك تدريبها في مجلتي نكهات عائليّة و Family Flavours في عامي 2009 و2010، وعلى الرغم من أنها عملت مع المجلة لبضعة أسابيع فقط في كل مرة، إلا أنها تقول:”أدركت أن عالم الإعلام هو العالم الذي أنتمي إليه حقًا، وقد تلقّيت دعمًا كبيرًا من السيدة هند لارا منكو، الناشرة والمديرة التنفيذية، في هذه الرحلة. لقد وضعت الكثير من الثقة بي كطالبة صغيرة تعرف القليل عن هذا المجال”.
انغمست شخشير بشكل كامل في تدريبها، من كتابة المقالات إلى مراجعة النصوص وإجراء المقابلات وحضور جلسات التصوير، وتقول:”أتذكر أنني حصلت على فرصة للتحدث مع الفنانين، وتسليط الضوء على الأردنيين الملهمين، وحضور الفعاليات الرائعة”. وأضافت: “أدرك الآن كم كانت تلك تجربة مميزة؛ حيث حصلت على فرصة للتعلم العملي في شركة إعلامية مهمّة”.
كانت المتدربة المتحمسة سعيدة بالعمل في هذا البيئة، وبحلول نهاية تدريبها الثاني”كنت متأكدة أن هذه هي المهنة التي أريد متابعتها”، كما توضح.
الانطلاق إلى العالمية
بعد التخرج، طلبت شخشير من أهلها فرصة لإثبات أنها قادرة على تحويل الكتابة، التي كانا يعتبرانها هواية في ذلك الوقت، إلى مهنة، وانضمت في النهاية إلى رويترز كمنتجة تلفزيونية، وخلال فترة عملها هناك، قامت بتغطية الأخبار العاجلة وكتابة تقارير من أماكن مختلفة حول العالم؛ فقد كانت على الحدود لتغطية أزمة المهاجرين في اليونان، وتابعت العملية العسكرية ضد الخوارج (داعش) في الموصل، وقضت ساعات طويلة في متابعة المسؤولين خلال محادثات السلام السورية في جنيف، وفي الآونة الأخيرة، قامت بتغطية كأس العالم في قطر.
بعد ذلك، تابعت الصحفية الطموحة دراستها وحصلت على درجة الماجستير في الصحافة من جامعة كولومبيا. وبعد انضمامها لفترة وجيزة إلى وكالة أنباء العربية، عادت إلى رويترز في دبي.
من دون شك، أصبح أهلها الآن أكبر مشجعيها، ويؤمنان تمامًا بأنها وجدت مسارها المهني الصحيح.
تقول شخشير: “أؤمن حقًا أن المجلتين لعبتا دورًا محوريًا في تغيير مسار حياتي المهني (وحياتي أيضًا!)”. وتعتقد بشدة أنه لولا تلك الفرصة والدعم من فريق نكهات عائليّة و Family Flavours،”لم أكن بدونهما لأتمكن من استكشاف عالم الصحافة على أرض الواقع وتعلم أن هذه هي المهنة التي يمكنني أن أنتمي إليها”.
نصيحة أخيرة
تختتم الصحفية الحوار بنصيحة للشابات والشباب المتدربين:”لا تشعروا بأن الشهادة الجامعية تقيّدكم، وتذكروا أنه لا يوجد وقت متأخر لتغيير مساركم واتباع شغفكم، ولكن تذكروا أيضًا، أنّه حتى الوظيفة التي تشعرون بشغف كبير تجاهها قد تصبح مملة في بعض الأحيان”.
هبة جابر
مصممة مجوهرات
تدير هبة جابر حاليًا علامتيها الخاصتين:”هبة جابر” و”ألماساتي من هبة جابر”، وقد تدربت هبة في شركة المرجع للمطبوعات قبل حوالي 16 عامًا عندما كانت لا تزال في المدرسة، وكان هذا التدريب من أوائل تجاربها المهنية.
تتذكر هبة بابتسامة:”كانت تجربة رائعة؛ حيث كنت أكتب المقالات وأنسق جلسات التصوير، وهما شيئان أحببتهما وما زلت أستمتع بهما حتى اليوم”.
بالنسبة لها، كان الجزء الأكثر تميزًا في هذا التدريب هو عندما كانت تخطط وتنفذ جلسات التصوير للأزياء. تقول جابر:”كنت أحب العمل في التحرير، وقد درست إدارة الأزياء بعد ذلك”.
تشير هبة إلى أن تدريباتها ودراساتها وتجاربها المهنية كانت سلسلة متكاملة من التجارب التي ساعدتها على تعلم المزيد عن مختلف جوانب صناعة الأزياء والتصميم، وقد ساعدتها هذه التجارب فيما بعد على إطلاق علامتها التجارية التي تعتمد على إدارة الأعمال والتسويق والمحتوى التحريري والشراء وتنسيق البضائع والتصميم.
التقدم الوظيفي
كل تدريب مهني ساعد هبة على التقدم في مسيرتها المهنية؛ حيث إنّ كل تجربة قادت إلى الأخرى. وقد ساعدها التدريب في المرجع للمطبوعات على تأمين تدريبات في شركات أخرى، مما مكّنها من الحصول على تدريب في لندن مع مصمم أزياء، ثم في النهاية حصلت على تدريبها الأخير في “جوسي كوتور” بلندن. تقول جابر بفخر:”هذا ساعدني في الحصول على أول وظيفة بدوام كامل مع جوسي كوتور في دبي”.
انتقلت جابر إلى إيطاليا لمدة عام لدراسة تصميم وصناعة المجوهرات، وتبع ذلك إطلاق علامتها التجارية الأولى في عام 2017، وهي تقيم الآن في دبي.
الكلمة الأخيرة
“لنتدرّب قدر ما نستطيع، ونحصل على أكبر قدر من الخبرة، علينا ألا نحسب الساعات، ونركز على الصورة الأكبر”.
توصي جابر، البالغة من العمر 33 عامًا، الطالبات والطلاب الشباب بالحصول على أكبر قدر ممكن من الخبرة لأنها “تزيد من المعرفة والتجربة وستساعد بالتأكيد على التقدم”.
مهما كان ما نفعله في التدريب، فإن التواجد في هذا المكان أو المكتب سيجعلنا تتعرض لأشياء قد لا نكون على دراية بها، لذا علينا التعلم والتجربة وطرح الأسئلة والمراقبة واكتساب الخبرات بقدر المستطاع؛ حيث إنّ كل ذلك سيؤتي ثماره في النهاية!
جوانا صوالحة
مديرة محتوى
في سن الثلاثين، تدير جوانا صوالحة قسم المحتوى في أحد البنوك العالميّة، كما أنّها كانت تدرس آنذاك بدوام جزئي للحصول على درجة الماجستير في جامعة إسبانية، تخرجت في عام 2014 بدرجة البكالوريوس في فنون الاتصال مع التركيز على الصحافة بعد أن غيرت تخصصها من الهندسة المعمارية.
لماذا التغيير في التخصصات؟
بعد تدريبين في المرجع للمطبوعات، في عام 2010 عندما كانت لا تزال في المدرسة، وفي العام التالي أثناء دراستها الجامعية، وجدت المتدربة الشابة شغفها في الكتابة.
كانت صوالحة مهتمة بالصحافة منذ سن مبكرة، وخلال تدريبها في المرجع للمطبوعات تمكنت من تجربة الصحافة بشكل مباشر، فتقول عن تجربتها:”عملتُ على عدة مقالات؛ قمت بكل شيء من البحث والمقابلات والكتابة، والتصوير الفوتوغرافي وحضور الاجتماعات ذات الصلة بمجالات اهتمامي”.
اللحظة الأكثر تميزًا
تقول صوالحة:”كل شيء في تدريبي كان لا يُنسى؛ في سن 18 عامًا، كانت تتم معاملتي مثل أي شخص آخر في المكتب، وهو ما أحببته”.
تتذكر بشكل خاص مقالًا كُلفت بكتابته عن الأطفال متعددي الثقافات:”تمكنت من تطوير مهاراتي في المقابلات؛ حيث أذكر أن أحد الأطفال الذين قابلتهم كان خجولًا جدًا، وقد كان من الصعب الحصول على معلومات للمقال”. ومع ذلك، نجحت في كسب ثقته والحصول على ما يكفي من المعلومات للمقال. “ذلك المقال هو ربما من أفضل المقالات التي عملت عليها”.
من مهندسة إلى صحفية
كانت صوالحة ترغب دائمًا في أن تصبح كاتبة، حتى منذ صغرها. لكنها كانت مترددة بشأن الحصول على مهنة في هذا المجال؛ لذا تقدمت لدراسة الهندسة المعمارية في الجامعة. ولكن بعد سنتها الأولى وتدريبها الثاني في مجلتي نكهات عائليّة و Family Flavours، قررت تغيير تخصصها والمتابعة في مجال الصحافة. “كان هذا القرار من أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي”.
التدريب، التدريب، التدريب
تقول صوالحة إن التدريبات خلال الرحلة الأكاديمية تقدم تجربة عملية لا تقدر بثمن، لا يمكن أن نجدها في الفصل الدراسي. “التدريبات تمنحنا الفرصة لتطبيق المعرفة النظرية على السيناريوهات الواقعية، وتطوير مهارات الصناعة الأساسية، وإقامة علاقات مع المحترفين في مجالك”.
تضيف صوالحة أن هذه التجارب لا تعزز السيرة الذاتية فحسب، بل تمنح أيضًا ميزة تنافسية في سوق العمل، مما يظهر الالتزام والقدرة على التكيف، وتساعدنا على اكتشاف نقاط القوة والاهتمامات، مما يوجهنا نحو مسار مهني أكثر وعيًا.”علينا اعتبار التدريبات كحجر أساس للنمو الشخصي والمهني؛ حيث تمهد الطريق لمستقبل ناجح ومليء بالرضا”.