كيف نصنع من الفشل انطلاقة جديدة؟

أحدث المقالات

شارك مع من تحب

كتب: الدكتور طارق رشيد، مستشار ومدرب دولي

نولد أحرارًا في اختياراتنا واتّخاذ القرارات الخاصة بنا، لكن وبمجرد الولادة توجد العديد من العوامل الخارجيّة التي تساهم في برمجة عقولنا، مثل الأهل والأقارب والمدارس والمجتمع، ولا تعكس معظم هذه الترجمة حقيقتنا، وإنما تعكس عقول المبرمجين.

الأطفال غير واعين، ولذلك يصدقون المبرمجين تمامًا؛ فإذا كان الأهل يخشون من الكلاب، فإنّ الأطفال سيخشون الكلاب أيضًا، ونتيجةً لذلك فإنّ معظم الأعذار في حياتنا مرتبطة بطفولتنا والتجارب التي مررنا بها خلال نشأتنا.

لا للأعذار

لا يؤمن الأشخاص الفعالون والناجحون بالأعذار، حتى عندما يفشلون في تحقيق أهدافهم، فإنهم يعتبرون الفشل تحديًا نحو النجاح ويأخذون الفشل كدروس يتعلمون منها للمضي قدمًا نحو الفعالية.

وفيما يلي أكثر الأعذار شيوعًا، ولتقييم أنفسنا يمكننا إعطاء علامة من 10 عن استعمالنا لكل عذر منها، وهي:

1. “هذا صعب للغاية، لا يمكنني القيام به”: علينا أن نتذكّر دومًا، لا شيء في الحياة صعب إذا عزمنا على تحقيقه؛ حيث إننا نصبح أقوى عندما يكون التحدي أكبر

2. “هذا الأمر خطير”: تكمن أعلى درجات الخطورة في الحياة في عدم المخاطرة؛ لذا علينا أن نسأل قلوبنا وشغفنا، وحينها سنحصل على الإجابة

3. “الأمر يتطلب وقتًا طويلًا، وليس لديّ وقت”: علينا أن نتذكّر أن العمر مجرد رقم، وإذا كان أحدنا الآن في الثلاثين، فبعد خمس سنوات سيكون في الخامسة والثلاثين؛ لذا علينا التوقف عن اختلاق الأعذار والبدء الآن قبل أن فقدان المزيد من الوقت

4. “عائلتي لن تقبل هذا”: العائلة هم الذين يقدمون لنا الحب والدعم في الحياة

5. “لا أستحق ذلك”: علينا أن نذكّر أنفسنا بأننا نستحق الأفضل، ونمضي قدمًا

6. “لا أملك المال الكافي”: هذا هو العذر الأكثر شيوعًا بيننا، إلا إنّ نقص المال ليس العائق، بل نقص الأفكار هو العائق الأكبر

7. “لا أملك الذكاء المطلوب”: هناك تسعة أنواع من الذكاء بالإضافة إلى الذكاء الفكري (IQ)، ويعد الذكاء العاطفي (EQ) هو الأكثر فعالية في التعامل مع العقبات والأعذار

8. “أخشى القيام بهذا”: معظم المخاوف مبرمجة في حياتنا؛ لذا علينا محاولة مواجهة مخاوفنا والتعامل معها مباشرة والمضيّ قدمًا

9. “هذه مهمة ضخمة”: الأهرامات بُنيت حجرًا حجرًا دون مساعدة من التكنولوجيا الحديثة، فقط علينا أن نتقدم ونفكر بشكل أفضل

10. “يجب”و”ينبغي”علي فعل: علينا أن نستبدل كلمتي يجب وينبغي بعبارة “أحب أن أفعل”

بعد أن نقوم بجمع النقاط، فإنّ النتائج تكون على النحو التالي:

80 فأكثر: تعني أننا نعيش بأعذار كثيرة جدًا تمنعنا من التقدم وتحقيق الأهداف

من 60 – 80: يعني اختلاق الأعذار بدرجة كبيرة، ولكن علينا مواجهة هذه الأعذار والبدء في التقدم

من 40 – 60: يعني أننا نعيش بمستوى متوسط من الأعذار، ومع بعض التخطيط يمكننا التغلب عليها

من 20 – 40: يعني أننا نادرًا ما نستخدم الأعذار، وأننا على الطريق الصحيح في الحياة، ولكن علينا مقاومة بعض الأعذار

أقل من 20: هي نتيجة مثالية تعكس مستوى عالٍ من الفعالية والإنجاز

التوقف عن اختلاق الأعذار

كيف يمكن للمرء أن يتعلم التوقف عن اختلاق الأعذار؟ أقدم لذلك بعض النصائح:

زيادة الوعي الذاتي والتفكير المنطقي في تجنب الأعذار

التعلم من التجارب السابقة؛ حيث إن المستقبل غير متاح، ولنفكر في قوة “الآن”، وذلك لأنّ الحقيقة الوحيدة التي نمتلكها هي الحاضر

ممارسة التأمل بين الحين والآخر والاسترخاء

تطبيق مبادئ الـ4D، وهي: الحلم والرغبة والإصرار والالتزام بالأخلاق

زيادة الذكاء العاطفي لمكافحة المشاعر السلبية

الحياة قصيرة جدًا لنقضيها في تقديم الأعذار؛ فهي تحول بيننا وبين تحقيق أهدافنا، لذا لنكن فعّالين ونتقدم للأمام

Nakahat Ailiyeh