الاساءة لا تكون دومًا جسدية

أحدث المقالات

شارك مع من تحب

تعرفوا على علامات الإساءة العاطفية

كتبت: مريم حكيم

مستشارة في العلاقات الزوجية

لا تعد الإساءة العاطفية فعلاً جسديًا فقط، ولكنها قد يقصد بها التحكم والتسلط بشخص آخر من خلال الهجوم اللفظي والإذلال والتخويف والعزل والحبس، وأي معاملة تقلل من شأن الشخص المقابل وهويته الذاتية وكرامته وقيمته، كل هذه الأمور تعد إساءة عاطفية أيضًا.

وعادة ما يتسامح المجتمع مع الإساءة العاطفية، وربما يشجعها في بعض المجتمعات التقليدية الذكورية، وقد بدأت الدراسات في هذا الشأن اخيرًا، وقبل عامين فقط أُقر قانون في بريطانيا يجرم الإساءة العاطفية لشركاء الحياة الزوجية أو أحد من أفراد الأسرة، وقد تصل العقوبة إلى خمس سنوات من السجن، أو غرامة مالية كبيرة.

وللأسف فإن الإساءة العاطفية لا تترك أثرًا واضحًا، أو علامات خارجية، وغالبًا لا تتم ملاحظتها أو علاجها، مما يؤدي إلى تحديات نفسية قصيرة، وطويلة الأمد لدى ضحايا الإساءة العاطفية، وعائلاتهم.

أنواع الإساءة العاطفية

تُعد الإساءة اللفظية جزءًا كبيرًا من الإساءة العاطفية في العلاقات، وتحدد باتريشا إيفانز في كتابها The Verbally Abusive Relationship  سلوكات مستمرة وثابتة؛ لتساعدنا في معرفة الإساءة اللفظية وتحديدها حين نراها:

 
المخاطبة باستخدام أوصاف مثل: “غبية، مجنون، بشعة، سمين، كسولة، بقرة، حمار ….”

 
النقد وإطلاق الأحكام: عندما يقوم شريك الحياة الزوجية بالتقليل من شأنكم، بإظهار مدى عدم تقبله، أو تقبلها لكم كأشخاص، ولما تقومون به، ويشيرون بشكل مستمر إلى عيوبكم، وأخطائكم

 
الغضب المسيء: الصراخ والصياح، والغضب الشديد، أو استخدام السخرية، وتبني أسلوب عدائي على الدوام

 
الابتعاد والكتمان: الانسحاب من العلاقة، والانغلاق على النفس من خلال كبت العاطفة والكتمان, والتوقف عن المشاركة بالمشاعر، والتحدث عن الشؤون الوظيفية والعملية اليومية عوضا عن ذلك، مثل: هل دفعت الفاتورة؟ هل عالجت الأطفال؟ هل اتّصلت بالمدرسة؟

 
التقليل من شأن الأمور: تجاهل حقيقتكم، أو وجهة نظركم، كما لو لم يكن لديكم الحق بأن تشعروا، أو تفكروا (مثل إخباركم بشكل مستمر بأنكم حساسون جدًا كالأطفال، أو غير منطقيين)

 
التقليل من شأن اهتمامات الآخرين وافكارهم:  كأنكم لستم مهمين ولا تعنون  شيئًا

 
التهديد: بقصد إذعان الشخص الآخر، و قد يتراوح بين التهديد بالطلاق، إلى التهديد بإخبار الناس بأنكم كسولون، أو لا يمكن الاعتماد عليكم

 
إلقاء الأوامر طوال الوقت: حينما يتوقع الآخر منكم أن تنفذوا الأوامر، وهو نوع من التحكم

 
الإساءة اللفظية، والتي قد تكون على شكل نكات، مثل  قول شيء مؤذٍ أو مهين، ثم اتباعه بعبارة مثللم أعن ذلك حقًّا، أو: “لقد كنت أمزح

أشكال أخرى من الإساءة العاطفية

 
عزل شريك الحياة عن الأصدقاء والعائلة بالتصرف بغيرة وتحكم مفرط، وتقييد وتحديد أين ومتى يمكنكم مغادرة المنزل، ومن يُسمح لكم برؤيته؟

 
تقليل مصادر المال، والتحكم بما ينفقه الآخر

 

اتخاذ جميع القرارات المهمة في الحياة دون استشارة الطرف الآخر

 

إجبار الطرف الآخر على العلاقة الحميمة وقتما وكيفما أرادوا دون انتظار قبول أو موافقة

 
منعالطرفالآخرمنمتابعةالدراسةأوالعمل

آثار على المدى البعيد للإساءة العاطفية

 
فقدان الثقة بالنفس والشعور بقيمة الذات

 
فقدان الثقة بالآخرين

 
الاكتئاب والقلق

 
متلازمة التوتر ما بعد الصدمة

 
أفكار انتحارية

 
معاقرة المخدرات والكحول

 
فقدان الهوية الشخصية (عدم الوثوق بأفكارك الخاصة، ومشاعرك ووجهة نظرك)

ما الذي يمكنك عمله؟

1. الاعتراف بوجود الإساءة العاطفية في حياتكم الزوجية: في كثير من الأحيان يكون ضحايا الإساءة مشوشين ويلومون أنفسهم، ويصدقون ما يخبرهم به الطرف المسيء، ولذلك فإن معرفة كيف تكون الإساءة العاطفية ستساعدكم على معرفة أن المسيء هو الملام، وأن الإساءة لم تأت نتيجة لعيب فيكم.

2. التوقف عن تمكين المسيء : الأشخاص الذين يمكنون المسيئين لهم هم أشخاص تعايشوا مع الإساءة، وسمحوا لهذا السلوك المدمر بأن يستمر بالتقليل من شأن الإساءة، وخلق أعذار لها، والاختباء من العائلة والأصدقاء، والعيش على أمل أن تتوقف وحدها.

3. إحاطة النفس بأشخاص داعمين: وإخبار شخص تثقون به من أفراد العائلة أو الأصدقاء، أو من المعالجين المختصين، يساعدكم في التعبير عن أفكاركم ومشاعركم، والتصرف بتعقل مع ما يحدث.

4. البحث عن التدخل الملائم: ربما ستحتاجون للحصول على علاج فردي؛ لاستعادة ثقتكم بأنفسكم وقوتكم، أو اللجوء إلى مختصي علاج العلاقات الزوجية، فالمسيء غالبًا ما يكون غير مدرك لسلوكه، وأثره على الطرف الآخر

Nakahat Ailiyeh