كتبت: رانية الصايغ، اختصاصيّة التربية الخاصة وصعوبات التعلّم
يعاني العديد من الأطفال من حساسية تجاه بعض الأطعمة، مما قد يؤدي إلى نوبات غضب وتهيج، وفي بعض الحالات، تتفاقم أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) بعد التعرض لأنواع معينة من الطعام.
حساسية الطعام أم عدم تحمّله؟
تسبب حساسية الطعام رد فعل حادٍ يتطلب تدخلاً طبيًا سريعًا. وقد تشمل أعراض حساسيّة الطعام الإسهال والسعال والغثيان والتهيّج والطفح الجلدي والقيء والصفير والتورم، وفي بعض الحالات صعوبة في التنفس.
في المقابل، تؤدي حساسية الطعام أو عدم تحمّله إلى تأثير متأخر قد يستمر من يوم إلى ثلاثة أيام، مما يجعل من الصعب ربط الأعراض بنوع الطعام المسبب للمشكلة. لذا، من الضروري مراقبة النظام الغذائي للطفل واستشارة اختصاصي تغذية لتحديد السبب.
حساسية الطعام وسلوك الطفل
عند تعرض الطفل لطعام لا يتحمله، قد تظهر مشاكل سلوكية. على سبيل المثال، يعاني بعض الأطفال من التهيج ونوبات الغضب وضعف القدرة على التركيز بعد تناول أنواع معينة من الطعام. ويعود سبب ذلك إلى التهاب الدماغ الناتج عن استجابة الجسم لهذا النوع من الطعام.
هل يوجد رابط بين الأمعاء والدماغ؟
يلعب الطعام دورًا هامًا في تحفيز الأعراض أو تفاقمها، وبالتالي فإنّه من الضروري التعرف على الأطعمة التي تسبب الحساسيّة وتجنبها.
قد يعاني بعض الأطفال من متلازمة «الأمعاء المتسربة»، وهي حالة تنتقل فيها أجزاء غير مهضومة من الطعام عبر بطانة الأمعاء وتثير استجابة مناعية، مما يؤدي إلى استجابة الجهاز المناعي وإنتاج مواد كيميائيّة التهابيّة قد تؤثر على سلوك الطفل وقدراته التعليمية.
وتشير دراسات حديثة إلى وجود صلة بين اضطرابات الجهاز الهضمي لدى الأطفال المصابين بـ ADHD أو صعوبات التعلم، وتظهر أن المواد الكيميائية الناتجة عن التفاعل الهضمي مع أطعمة معينة يمكن أن تؤثر على السلوك والانتباه والقدرات التعليمية.
ومن الممكن أن تؤثر المواد الكيميائية المنبعثة أثناء تفاعل الجهاز الهضمي مع طعام معين على سلوك الطفل وانتباهه وقدراته التعلميّة.
ونتيجةً لما سبق، فإنّ ما نأكله بشكل عام يؤثر على توزيع بكتيريا الأمعاء لدينا، مما يؤثر على وظائف دماغنا، وتعكس بعض المشاكل السلوكية هذا الارتباط.
كيف يمكنني مساعدة طفلي؟
من المهم جدًا متابعة اختصاصيّة أو اختصاصي تغذية محترف لتحديد الأطعمة التي قد تسبب المشكلة وتحليل تأثيرها على السلوك.
وفيما يلي بعض الاقتراحات التي تساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي للطفل، مما قد ينعكس إيجابيًا على سلوكه:
1. إجراء تعديل على النظام الغذائي: وذلك من خلال تجنّب بعض الأطعمة، مثل منتجات الألبان والمنتجات التي تحتوي على الغلوتين والألوان والنكهات الصناعيّة
2. مكمّلات البروبيوتيك: البروبيوتيك هي بكتيريا نافعة تعمل على تحسين عملية الهضم ودعم عمل جهاز المناعة، وتساعد أيضًا في استعادة توازن بكتيريا الأمعاء النافعة، مما يؤدي إلى تحسين صحة الدماغ
3. مكمّلات الإنزيمات الهاضمة: هي عبارة عن بروتينات يتم إنتاجها في الأمعاء الدقيقة والبنكرياس واللعاب، وهي تساعد في هضم الطعام، وتحويله إلى مغذيّات مما يساعد الجسم في امتصاصها والاستفادة منها، مما يعزز من كفاءة الجهاز الهضمي
يمكنكم التواصل مع رانية الصايغ على rania.sayegh.consult@gmail.com