كيف تخدعنا المناسبات الاجتماعية

أحدث المقالات

شارك مع من تحب

كتبت: سونيا سلفيتي، متابعة الحمية البائسة

بالنسبة للبعض، فإنّ تناول الطعام مع الآخرين يجعلهم أكثر التزامًا بالنظام الغذائيّ الخاص بهم، وهذا يعني أنهم يستهلكون كمية معقولة من الطعام ويستمتعون بالمحادثة حول المائدة.

إلا إنّ علينا أن نكون صريحين، ونعترف بأننا نحن؛ أي المهووسين بالحمية، لا ننتمي إلى هذه الفئة؛ حيث إننا لم نصل إلى ما نحن عليه الآن بسبب حبنا للمحادثات أكثر من الطعام، بل كان العكس تمامًا، وحتى إذا اعتقدنا أننا تصرفنا بشكل جيد بعدم تناول الكثير في مناسبة اجتماعية، فنحن نعلم في المقابل كيف عوضنا ذلك لاحقًا أمام برنامجنا التلفزيوني المفضل.

تناول الطعام مع الآخرين

بغض النظر عن مدى نجاحنا أو فشلنا في هذا هناك دائمًا مجال للتغيير نحو الأفضل، كما أنّه من المفيد أن نلاحظ كيف نأكل عندما نكون مع الآخرين، في بعض الأحيان، أُعرف شخصيًّا بقضاء الكثير من الوقت في التحدث وعدم تناول ما يكفي لسد جوعي.

ومع ذلك، في أوقات أخرى، يمكن للناس أن يصرفوا انتباهي، فأتناول كمية أكبر مما كنت سأتناولها لو كنت أكثر وعيًا بسلوكي، وفي كلتا الحالتين، أنا في ورطة؛ إذا لم أتناول ما يكفي، فإنني سأعوّض عن ذلك بالإفراط في الأكل لاحقًا خلال اليوم، وإذا أكلت كثيرًا، فإنني سأدفع الثمن بحرقة في المعدة وبتشويش ذهني، وبالتالي فإنّه لا فائدة من أيٍّ منهما، لأنّ جسدي يستحق معاملةً أفضل، وكذلك أجسادنا جميعًا.

أنماط الأكل

دعونا نفكر في هذا للحظة، ونطرح على أنفسنا مجموعةً من الأسئلة، مثل: ما هي الأدوات التي يمكننا استخدامها لتوعيتنا بكيفيّة تغير أنماط الأكل لدينا عندما نكون حول أشخاص آخرين؟ هل نحرم أنفسنا من الطعام؟ هل نستهلك بالضبط ما نحتاجه غذائيًا، أم نتناول ثلاثة أضعاف ما يمكن لأجسامنا تحمله؟ هل نأكل بشكل مختلف عندما نكون مع أشخاص سلبيين مقارنة بالإيجابيين، أو مع أشخاص مهتمين بالصحة مقابل أولئك الذين لا يهتمون؟

بعد أن نجيب على هذه الأسئلة بصدق، يمكننا أن نعيد النظر في موقفنا في هذه الحالات، وما أعنيه بإعادة النظر؛ أي أخذ تصرفاتنا السابقة وتصوّر سيناريو مختلف، ومن خلال هذا التصور، يمكننا أن نتخيّل كيف سيكون تصرفنا بشكل مختلف في المرة القادمة التي نتناول فيها الطعام في تجمّع أو مع صديقة أو صديق.

أهمية التصور

تعد إعادة النظر والتصوّر من الأدوات الممتازة التي يجب أن نستخدمها بشكل متكرر، وذلك لأنّ تخيّل أنفسنا في وضعيّة أفضل يساعدنا في اتّخاذ خياراتٍ أفضل، كما يصبح من الأسهل أن نتّخذ تلك الخيارات بالفعل، ويمكننا القيام بهذا وقتما نريد، وحينها ستصبح عادةَ صحيّةً تلقائيّةً مثل أيّ عادةٍ أخرى عند ممارستها مرارًا وتكرارًا. هذا التكرار يخلق مساراتٍ جديدةٍ في أدمغتنا، مما يجعل من السهل اختيار الطريق الذي كنا نتجنبه سابقًا!

لنتأكّد من أن التجمعات ليست عذرًا لإهمال صحتنا ورفاهيتنا، وبغض النظر عمن حولنا؛ فإنّنا إذا لم نفعل ذلك، فلن يفعله أحد غيرنا.

حان الوقت لاستعادة مسؤوليّة حياتنا إذا كنا نتوقع أن ننجح في الحياة بشكل صحيّ ولا نكتفي بالبقاء على قيد الحياة. يمكننا جميعًا القيام بذلك؛ فنحن أقوى مما نظن؛ لذا دعونا نبدأ بتقوية عضلاتنا الذهنيّة ونجعلها تعمل لصالحنا، خطوة مدروسة في كل مرة، ويومًا بعد يوم.

يمكنكم التواصل مع سونيا سلفيتي على marsonsher@aol.com

Nakahat Ailiyeh