كتبت: رانية الصايغ، اختصاصيّة التربية الخاصة وصعوبات التعلّم
“النيروفيدباك”» هو أحد طرق العلاج اللطيفة التي قد تساهم في تقليل أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، وهو يُعد شكلًا من أشكال العلاج بالتغذية الراجعة البصريّة؛ حيث يوفّر معلومات حول نشاط الدماغ.
يُعتبر “النيروفيدباك”علاجًا بديلًا يعتمد على بيانات EEG في الوقت الفعلي لمساعدة الأطفال على تدريب أدمغتهم لتحسين التركيز والتحكم في الانفعالات وتعزيز الوظائف التنفيذية. ويتم تقديمه عن طريق معالجات ومعالجين وظيفيين وأطباء نفسيين ومعالجين نفسيين لمواجهة الأعراض والتعامل مع أسباب الاضطراب.
كيف يعمل هذا العلاج؟
يعتمد العلاج بالـ»نيروفيدباك» على تعليم الدماغ كيفية تنظيم أمواجه من خلال قياسها وتقديم تغذية راجعة للأطفال بشكل مرئي أو سمعي أو حتى عن طريق اللمس.
خلال جلسة العلاج، يرتدي الأطفال قبعة خاصة “النيروفيدباك” المتصلة بأقطاب EEG، وتوضع على مناطق محددة من فروة الرأس؛ حيث تُسجَّل إشارات موجات الدماغ وتُحلَّل باستخدام برنامج مخصص.
يجلس الأطفال أمام شاشة تعرض فيديو أو يشارك في لعبة فيديو تتحرك باستخدام الطاقة الناتجة عن موجات دماغه، وعندما تكون موجات الدماغ ضمن النطاق المطلوب، تتحرك شخصية اللعبة بسرعة نحو الهدف أو يُسمع صوت مكافأة.
أما إذا كانت الموجات خارج النطاق المرغوب، تُظلم الشاشة أو تبتعد الشخصيّة عن الهدف، ومع مرور الوقت، يربط الدماغ هذه التغذية الراجعة الإيجابية والسلبية مع نطاقات الموجات المختلفة، ويبدأ بتوجيه موجاته نحو النطاقات المرتبطة بالمكافآت.
يساعد هذا النوع من التغذية الراجعة الأطفال على تعلم كيفية التحكم في أنشطة الدماغ، ومع الممارسة، يصبح التركيز أكثر سهولة وطبيعية.
هل يمكن أن تساعد جلسات “النيروفيدباك”الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟
تُظهر هذه الطريقة من العلاج فاعلية كبيرة في تخفيف أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD). ووفقًا للأبحاث الحديثة، يمكن أن تكون 30 جلسة فقط من هذا العلاج فعّالة بنفس قدر الأدوية التقليدية في تقليل الأعراض. كما أن هذا العلاج قد يقلل من الحاجة إلى تناول الأدوية، وربما يُغني عن استخدامها تمامًا مع مرور الوقت.
ما الحالات التي يمكن أن يساعد فيها “النيروفيدباك”؟
تشير الدراسات إلى أن هذا العلاج يُستخدم أيضًا في علاج صعوبات التعلم والقلق والاكتئاب. علاوةً على ذلك، فقد أثبتت الأبحاث أن هذا العلاج يمكن أن يُسرّع من شفاء المناطق التفاعلية المصابة في الدماغ بعد الارتجاج. ومن المثير للاهتمام أن العلاج بالتغذية العصبية يُستخدم أيضًا لمساعدة الأفراد في تحقيق أداء أكاديمي متميز.
يمكنكم التواصل مع رانية الصايغ على rania.sayegh.consult@gmail.com