كتبت: مريم حكيم، مستشارة في العلاقات الزوجية
إن نشوء الأطفال مع أم أو أب مُحبطين أو يستخفان بمشاعرهم له آثار ضارة ليست بالضرورة ان تكون في نطاق العنف أو الإساءة، لكنها تسبب لهم صدمة وأضرارًا هائلة.
الإهمال العاطفي لدى الأطفال، وهو مصطلح صاغه الدكتور جانيس ويب، يشير إلى“فشل الاب او الام في الاستجابة بالشكل الكافي لاحتياجات الطفل العاطفية”، وهو ليس ذات الشيء كالإساءة الجسدية أو العاطفية والتي هي إساءة معاملة الوالدين للطفل من خلال التصرف بطرق مسيئة. الإهمال العاطفي لدى الأطفال يعني إخفاق أحد الوالدين في ملاحظة مشاعر الطفل، ومراعاتها أو الاستجابة اليها بشكل مناسب. فعندما لا يقر أحد الوالدين ويستجيب لمشاعر طفلهما، يكبر الطفل معتقدًا بأن مشاعره ليست مهمة أو غير صحيحة. يتطور الإهمال العاطفي لدى الأطفال خلال مرحلة الطفولة فعادةً ما يمر دون أن يلاحظه أحد حتى تبدأ الأعراض في الظهور في مرحلة البلوغ.
أعراض الإهمال العاطفي
التجرد من المشاعر
الشعور بان هناك شيء مفقود، ولكن لسنا متاكدين منه
الشعور بالفراغ الداخلي
سهولة القمع أو الإحباط
تدنياحترامالذات
الكمال
زيادة الحساسية للرفض
عدم الوضوح فيما يتعلق بالتوقعات الخاصة وتوقعات الآخرين
قد لا يعاني جميع الناس الذين يتعرضون للإهمال العاطفي في طفولتهم من هذه الأعراض، لكن إذا تم التعرف على أكثر من واحدة من تلك الأعراض، فوجب المراعاة وإعادة التفكير بحرص.
سلوكيات الأمومة والأبوة التي يمكن أن تؤدي إلى الإهمال العاطفي لدى الأطفال
عادة ما يهتم الامهات والآباء بمصلحة أبنائهم، لكن مع ذلك، قد تسهم بعض خصائص الأبوة والأمومة في تنمية الإهمال العاطفي لدى الأطفال:
الأمهات والآباء المستبدون صارمون للغاية ويريدون من أطفالهم اتباع القواعد ولكن ليس لديهم الميل للاستماع إلى احتياجاتهم ومشاعرهم. عندما يكبر أطفالهم، يصبحون إما متمردين أو مستسلمين.
يميل الأمهات والآباء المتسامحون إلى أن يكونوا محبين جدًا، إلا أنهما يقدمان القليل من الإرشادات والقواعد ؛ يرون أنفسهم أشبه بصديق أكثر من شخصية أبوية. وكبالغ، يميل هؤلاء الأطفال إلى الصعوبة في وضع قيود وحدود لأنفسهم
يركز الأمهات والآباء النرجسيون على تلبية احتياجاتهم الخاصة بدلاً من احتياجات أطفالهم. كبالغين، يجد هؤلاء الأطفال صعوبة في تحديد احتياجاتهم والتأكد من استيفائها.
يحث الأمهات والآباء الذين يسعون دومًا للكمال أطفالهم على العمل بشكل أفضل وتحقيق المزيد. عندما يحصل أطفالهم على درجة جيدة، يميلون إلى دفعهم للحصول على درجة أعلى. يكبر الكثير من هؤلاء الأطفال ليصبحوا مثاليين معتقدين أن كل ما يفعلونه ليس جيدًا بما يكفي.
غياب الأب والأم بسبب الطلاق أو المرض أو السفر، يدفع الأطفال إلى اتخاذ موقف الدفاع عن أنفسهم وعن أشقائهم الصغار. تمامًا كما هو الحال في مرحلة الطفولة، يميل هؤلاء الأشخاص إلى الشعور بالمسؤولية تجاه الأشخاص المحيطين بهم.
كيفية التغلب على الإهمال العاطفي
ادراك ما حصل
يجب أن نعترف أننا عانينا من الاهمال العاطفي، ولكن ضع في اعتبارك أنه ليس خطأ الوالدين لأن هذه ربما كانت الطريقة التي نشأوا بها ؛ فلم يكونوا ببساطة قادرين على إعطائك ما لم يكن لديهم
الادراك والاقرار بأهمية مشاعرنا واحتياجاتنا
تحتاج إلى هدم الجدار الذي أنشأته بينك وبين مشاعرك. حيث ان تحديد وتعريف الاعتراف بعواطفك ومشاعرك هي خطوات مهمة إلى الأمام
تعلم المهارات للتعبير عن تلك المشاعر
تعلم واستخدام هذه المهارات لتحسين نوعية وعمق علاقاتك مع الآخرين
الحصول على الدعم خلال العمل على تنفيذ هذه الخطوات
قراءة كتاب دكتور ويب (الجري على الخلاء: التغلب على طفولتك الإهمال العاطفي) أو البحث عن معالج سيساعدك على العمل من أجل التغلب على الإهمال العاطفي لدى الأطفال
لنختبر أنفسنا
لنجيب بنعم أو لا
هل؟
تشعرون أحيانًا وكأنكم لا تنتمون عندما تكونون مع عائلتكم أو أصدقائكم؟
تفخرون بعدم الاعتماد على الآخرين؟
هل تجدون صعوبة في طلب المساعدة؟
هل لديكم أصدقاء أو أفراد عائلة يشتكون من أنكم بعيدون ؟
هل تشعرون بأنكن لم تقوموا بتلبية امكاناتكم وقدراتكم في الحياة؟
غالبا ما تريدون فقط أن تُتركوا وحيدون؟
تشعرون سرا أنكم قد تكونوا محتالين؟
تميلون إلى الشعور بعدم الارتياح في المواقف الاجتماعية؟
في كثير من الأحيان تشعرون بخيبة أمل، أو غضب من أنفسكم؟
تحكمون بقسوة على أنفسكم أكثر مما تحكمون على الآخرين؟
تقارنون أنفسكم بالآخرين وغالبا ما تجدون أنفسكم تشعربالأسف؟
تجدون سهولة في أن تحبوا الحيوانات اكثر من الناس؟
غالبا ما تشعرون بالعصبية أو الشقاء من دون سبب واضح؟
هل لديكم مشكلة في معرفة ما تشعرون به؟
هل لديكم مشكلة في تحديد نقاط القوة والضعف لديكم؟
تشعرون في بعض الأحيان وكأنكم في الخارج وتنظرون الى الداخل؟
هل لديكم مشكلة في تهدئة أنفسكم؟
هل هناك شيء يمنعكم من التواجد في الوقت المناسب؟
هل تشعرون في بعض الأحيان بانكم فارغون من الداخل؟
هل تشعرون سرًا أن هنالك شيئًا ما خطأ لديكم؟
هل تعانون من زيادة الانضباط الذاتي؟
هل تعتقدون أنكم تستطيعون العيش في عزلة؟
انظروا إلى عدد الإجابات “بنعم” فهي تفتح لكم نافذة على المراحل التي قد تكونون واجهتم فيها الإهمال العاطفي في طفولتكم. كلما زادت الأسئلة التي أجبتم عليها بنعم، زاد احتمال تأثركم بالإهمال العاطفي لدى الأطفال على حياتكم. إذا أجبتم على ست أو أكثر بنعم، فقد تعانون من عواقب الإهمال العاطفي لدى الأطفال.