كتبت: دينا هلسة، اختصاصية علم نفس تربوي
في عالم اليوم، يواجه الأهل العديد من الصعوبات في إيجاد التوازن بين التزاماتهم ومسؤولياتهم وقضاء الوقت مع أطفالهم.
إنها معركة لا تنتهي من التوتر المستمر والشعور بالذنب؛ حيث نشعر دائمًا أننا لا نقوم بما يكفي، وأن الحياة مليئة بشكل ساحق بالمهام والأعمال والالتزامات.
وهذا أمر طبيعي، ويحدث للعديد من الأمهات والآباء مهما كانت مهاراتهم في إدارة الوقت أو إعداد جداول مفصلة لكل جانب من جوانب حياتهم الشخصية والمهنية.
مشاركة ذات معنى
في خضم هذا السعي، قد يُعطي العديد من الأمهات والآباء الأولوية للكمّ على حساب النوع عندما يتعلق الأمر بقضاء الوقت مع أطفالهم. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن ما يحتاجه الأطفال حقًا ليس المزيد من الأنشطة أو الوقت، بل مشاركة الأهل ذات المعنى.
والخبر السار هو أن هذه المشاركة لا تُقاس أبدًا بكمية الوقت الذي نقضيه مع أطفالنا، بل بجودته، أي النوعية أهم من الكمية!
إذا كانت الأيام مزدحمة للغاية، يكفي أن نهدف إلى عشر دقائق فقط! من المهم تخصيص عشر دقائق يوميًا من الوقت عالي الجودة، ويتضمن ذلك الاستماع النشط والتواصل والتركيز على طفل واحد في كل مرة.
قضاء هذه الدقائق العشر في التركيز على كلّ طفل من أطفالنا يمنحهم الفرصة للتواصل معنا كأهل والشعور بالحب والتعبير عن أنفسهم والتقرب إلينا، وسرعان ما سيُصبح هذا الوقت الآمن شيئًا يتطلع إليه الأطفال أيضًا.
تواصل فردي مع الأبناء
تمتلئ أيامنا وأنشطتنا بالفعاليات المنظمة والأنشطة اللامنهجيّة، وهي بالطبع مفيدة، لكن علينا ألا نسمح لها بأن تطغى على أهمية التواصل الفردي بين الأهل والأطفال.
ننغمس أحيانًا في قيادة الأطفال من مكان إلى آخر وإنجاز المهام وإنهاء قائمة “ما يجب فعله”، لدرجة أننا نتوقف عن التركيز على قضاء وقت ذي جودة معهم، فقد نراهم لفترات طويلة، ولكن دون نية أو هدف واضح.
تُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يملك أهلهم مشاركةً فعّالة يحققون أداءً أكاديميًا أفضل، ويتمتعون بمهارات اجتماعية أعلى، وثقة بالنفس أكبر.
كيف يمكن قضاء وقت عالي الجودة؟
يمكن القيام بذلك من خلال بعض الأفكار البسيطة تتضمن سؤالهم عن يومهم والمشاركة في محادثات هادفة حول اهتماماتهم وطموحاتهم أو اللعب معهم بلعبة معيّنة.
يجب أن تتم هذه التفاعلات دون أي مشتتات أو مقاطعات أو استخدام الهاتف أثناءها.
وأخيرًا… المشاركة لا تعني السيطرة
يكمن جوهر المشاركة الفعّالة للأهل في إيجاد التوازن الصحيح بين الحضور وعدم فرض السيطرة الزائدة.
لنقدّم لأطفالنا التوجيه والدعم، ونمنحهم حرية الاستكشاف والتعلم من تجاربهم الخاصة.
يمكنكم التواصل مع دينا هلسة على halasehdina@gmail.com